كتاب لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية (اسم الجزء: 2)
ولما دخل عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه الشام ورآه قال: "هذا كسرى العرب" (¬1) وكان معاوية نفسه يقول: "أنا أول الملوك" (¬2).
روي له عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مائة حديث وثلاثة وستون حديثًا، اتفق الشيخان من ذلك على أربعة وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بخمسة (¬3) واللَّه تعالى الموفق.
قال الناظم رحمه اللَّه تعالى: (وأنصاره) جمع ناصر كأصحاب وصحاب (¬4) أو جمع نصير كشريف وأشراف، والضمير في: أنصاره راجع إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
والمراد بهم: الأوس والخزرج وحلفاؤهم ومن والاهم وكانوا قبل ذلك يعرفون بابني قيلة بقاف مفتوحة وتحتانية وهى الأم التي تجمع القبيلتين، فسماهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الأنصار، فصار ذلك علمًا عليه، وأطلق أيضًا على أولادهم وحلفائهم ومواليهم وخصوا بهده المنقبة العظمى لما فازوا به دون غيرهم من القبائل من إيواء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ومن معه والقيام بأمرهم ومواساتهم بأنفسهم وأموالهم وإيثارهم إياهم في كثير من الأمور على أنفسهم فكان صنيعهم لذلك موجبًا لمعاداتهم لجميع الفرق والقبائل من عرب وعجم.
ولهذا قال -صلى اللَّه عليه وسلم- في الأنصار: "لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق فمن أحبهم أحبه اللَّه ومن أبغضهم أبغضه اللَّه" (¬5) رواه الشيخان وغيرهما من حديث البراء ابن عازب رضي اللَّه عنهما.
¬__________
(¬1) و (¬2) و (¬3) نفس المصدر (2/ 103)؛ وانظر سير أعلام النبلاء (3/ 134)؛ والبداية (8/ 125) وما بعدها.
(¬4) في "ظ" وصاحب.
(¬5) رواه البخاري في فضائل الأنصار (ج 7/ 141) رقم (3783) باب حب الأنصار من الإيمان، ومسلم في الإيمان رقم (75) باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي اللَّه عنهم من الإيمان.