كتاب لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية (اسم الجزء: 2)

فهو عند اللَّه قبيح" (¬1). فخير قلوب العباد أحق الخلق لإصابة الصواب فكل خير، وإصابة، وحكمة، وعلم، ومعارف، ومكارم، إنما وصلت إلينا وعرفت لدينا من الرعيل الأول، والسرب الذي عليه المعول، فهم الذين نقلوا العلوم والمعارف عن ينبوع الهدى ونبع الاهتداء، وأوصلوها إلينا، فرضوان اللَّه تعالى عليهم أجمعين.
وأخرج الإمام أحمد والترمذي عن حذيفة رضي اللَّه عنه قال كنا عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- جلوسًا فقال: "إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم فاقتدوا باللذين من بعدي وأشار إلى أبي بكر وعمر وتمسكوا (بعهد) (¬2) عمار وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه".
وفي رواية "تمسكوا بعهد ابن أم عبد واهتدوا بهدى عمار" (¬3).
وأخرج الإمام أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجه.
وقال الترمذي حسن صحيح عن العرباض بن سارية رضي اللَّه عنه أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-
¬__________
(¬1) رواه أبو داود الطيالسي في مسنده رقم (246) (ص 33)؛ وأحمد في مسنده (1/ 379)؛ والبزار كما في كشف الأستار (3/ 114) مختصرًا، والطبراني في الكبير (9/ 118).
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 179): رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجاله موثقون.
(¬2) هذه رواية في المسند (5/ 385) ولم ترد بهذا اللفظ في بقية روايات الحديث فلعلها: "وتمسكوا بهدي عمار. . . " فتكون موافقة لبقية الروايات. واللَّه أعلم.
(¬3) أخرجه الإمام أحمد في المسند (5/ 382، 385، 399، 402) وفي فضائل الصحابة رقم (198، 478، 479، 526) وابن شاهين في السنة رقم (148)؛ والترمذي رقم (3662 - 3663)؛ والحاكم في المستدرك (3/ 75)؛ وابن حبان (موارد) (539) رقم (2193)؛ وابن أبي عاصم في السنة (2/ 545)؛ والحميدي في مسنده (1/ 214، 249)؛ وابن سعد في الطبقات (2/ 334).
وحسنه الترمذي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (1233).

الصفحة 97