كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

(آ)
الألف تأْليفها من همزة ولام وفاء وسميت أَلفاً لأنها تأْلف الحروف كلها وهي أَكثر الحروف دخولاً في المنطق ويقولون هذه أَلِفٌ مُؤلَّفةٌ وقد جاء عن بعضهم في قوله تعالى أَلم أن الألف اسم من أَسماء الله تعالى وتقدس والله أَعلم بما أَراد والألف اللينة لا صَرْفَ لها إنما هي جَرْسُ مدّة بعد فتحة وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَحمد بن يحيى ومحمد بن يزيد أَنهما قالا أُصول الأَلفات ثلاثة ويتبعها الباقيات أَلف أَصلية وهي في الثلاثي من الأَسماء وأَلف قطعية وهي في الرباعي وأَلِفٌ وصلية وهي فيما جاوز الرباعي قالا فالأصلية مثل أَلِفِ أَلِفٍ وإلْفٍ وأَلْفٍ وما أَشبهه والقطعية مثل أَلف أَحمد وأَحمر وما أَشبهه والوصلية مثل أَلف استنباط واستخراج وهي في الأفعال إذا كانت أَصلية مثل أَلف أَكَل وفي الرباعي إذا كانت قطعية مثل أَلف أَحْسَن وفيما زاد عليه أَلف استكبر واستدرج إذا كانت وصلية قالا ومعنى أَلف الاستفهام ثلاثة تكون بين الآدميين يقولها بعضهم لبعض استفهاماً وتكون من الجَبّار لوليه تقريراً ولعدوّه توبيخاً فالتقرير كقوله عز وجل للمسيح أَأَنْتَ قُلْتَ للناس قال أَحمد بن يحيى وإنما وقع التقرير لعيسى عليه السلام لأَن خُصُومه كانوا حُضوراً فأَراد الله عز وجل من عيسى أن يُكَذِّبهم بما ادّعوا عليه وأَما التَّوْبِيخُ لعدوّه فكقوله عز وجل أَصطفى البنات على البنين وقوله أَأَنْتُم أَعْلَمُ أَم اللهُ أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرتها وقال أَبو منصور فهذه أُصول الأَلفات وللنحويين أَلقابٌ لأَلفات غيرها تعرف بها فمنها الأَلف الفاصلة وهي في موضعين أَحدهما الأَلف التي تثبتها الكتبة بعد واو الجمع ليفصل بها بين واو الجمع وبين ما بعدها مثل كَفَرُوا وشَكَرُوا وكذلك الأَلفُ التي في مثل يغزوا ويدعوا وإذا استغني عنها لاتصال المكني بالفعل لم تثبت هذه الألف الفاصلة والأُخرى الألف التي فصلت بين النون التي هي علامة الإناث وبين النون الثقيلة كراهة اجتماع ثلاث نونات في مثل قولك للنساء في الأمر افْعَلْنانِّ بكسر النون وزيادة الألف بين النونين ومنها أَلف العِبارة لأَنها تُعبر عن المتكلم مثل قولك أَنا أَفْعَلُ كذا وأَنا أَستغفر الله وتسمى العاملة ومنها الألف المجهولة مثل أَلف فاعل وفاعول وما أَشبهها وهي أَلف تدخل في الأفعال والأَسماء مما لا أَصل لها إنما تأْتي لإشباع الفتحة في الفعل والاسم وهي إذا لَزِمَتْها الحركةُ كقولك خاتِم وخواتِم صارت واواً لَمَّا لزمتها الحركة بسكون الأَلف بعدها والأَلف التي بعدها هي أَلف الجمع وهي مجهولة أَيضاً ومنها أَلف العوض وهي المبدلة من التنوين المنصوب إذا وقفت عليها كقولك رأَيت زيداً وفعلت خيراً وما أَشبهها ومنها أَلف الصِّلة وهي أَلفٌ تُوصَلُ بها فَتحةُ القافية فمثله قوله بانَتْ سُعادُ وأَمْسَى حَبْلُها انْقَطَعا وتسمى أَلف الفاصلة فوصل أَلف العين بألف بعدها ومنه قوله عز وجل وتَظُنُّون

الصفحة 1