كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)
وأَنشد للكميت أَيضاً تَذَكَّرَ مِنْ أَنَّى ومن أَيْنَ شُرْبُه يُؤامِرُ نَفْسَيْه كذي الهَجْمةِ الأَبِل وحكى سيبوبه هذا من آبَلِ الناس أَي أَشدِّهم تأَنُّقاً في رِعْيةِ الإِبل وأَعلَمِهم بها قال ولا فعل له وإِن فلاناً لا يأْتَبِلُ أَي لا يَثْبُت على رِعْيةِ الإِبل ولا يُحْسِنُ مهْنَتَها وقيل لا يثبت عليها راكباً وفي التهذيب لا يثبت على الإِبل ولا يقيم عليها وروى الأَصمعي عن معتمر بن سليمان قال رأَيت رجلاً من أَهل عُمَانَ ومعه أَب كبير يمشي فقلت له احمله فقال لا يأْتَبِلُ أَي لا يثبت على الإِبل إِذا ركبها قال أَبو منصور وهذا خلاف ما رواه أَبو عبيد أَن معنى لا يأْتبل لا يقيم عليها فيما يُصْلِحُها ورجل أَبِلٌ بالإِبل بيِّنُ الأَبَلةِ إِذا كان حاذقاً بالقيام عليها قال الراجز إِن لها لَرَاعِياً جَريّا أَبْلاً بما يَنْفَعُها قَوِيّا لم يَرْعَ مأْزُولاً ولا مَرْعِيّا حتى عَلا سَنامَها عُلِيّا قال ابن هاجك أَنشدني أَبو عبيدة للراعي يَسُنُّها آبِلٌ ما إِنْ يُجَزِّئُها جَزْءاً شَدِيداً وما إِنْ تَرْتَوي كَرَعا الفراء إِنه لأَبِلُ مالٍ على فَعِلٍ وتُرْعِيَّةُ مالٍ وإِزاءُ مالٍ إِذا كان قائماً عليها ويقال رَجُلٌ أَبِلُ مال بقصر الأَلْف وآبل مالٍ بوزن عابل من آله يؤُوله إِذا ساسه
( * قوله من آله يؤوله إذا ساسه هكذا في الأصل ولعل في الكلام سقطاً ) قال ولا أَعرف آبل بوزن عابل وتأْبيل الإِبل صَنْعَتُها وتسمينُها حكاه أَبو حنيفة عن أَبي زياد الكلابي وفي الحديث الناس كإِبلٍ مائةٍ لا تجد فيها راحلةً يعني أَن المَرْضِيّ المُنْتَخَبَ من الناس في عِزَّة وُجوده كالنِّجيب من الإِبل القويّ على الأَحمال والأَسفار الذي لا يوجد في كثير من الإِبل قال الأَزهري الذي عندي فيه أَن افيفي تعالى ذمَّ الدنيا وحذَّر العبادَ سوء مَغَبَّتها وضرب لهم فيها الأَمثال ليعتبروا ويحذروا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُحَذِّرهم ما حذرهم افيفي ويزهدهم فيها فَرَغِبَ أَصْحابُه بعده فيها وتنافسوا عليها حتى كان الزهد في النادر القليل منهم فقال تجدون الناس بعدي كإِبل مائة ليس فيها راحلة أَي أَن الكامل في الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة قليل كقلة الراحلة في الإِبل والراحلة هي البعير القوي على الأَسفار والأَحمال النجيب التام الخَلْق الحسن المَنْظَر قال ويقع على الذكر والأُنثى والهاء فيه للمبالغة وأَبَلَت الإِبلُ والوحشُ تأْبِلُ وتأْبُلُ أَبْلاً وأُبولاً وأَبِلَتْ وتأَبّلتْ جَزَأَتْ عن الماء بالرُّطْب ومنه قول لبيد وإِذا حَرَّكْتُ غَرْزي أَجْمَرَتْ أَو قِرابي عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْ
( * قوله « وإذا حركت البيت » أورده الجوهري بلفظ وإذا حركت رجلي أرقلت بي تعدو عدو جون فد أبل )
الواحد آبلٌ والجمع أُبَّالٌ مثل كافر وكفَّار وقول الشاعر أَنشده أَبو عمرو أَوابِلُ كالأَوْزانِ حُوشٌ نُفُوسُها يُهَدِّر فيها فَحْلُها ويَرِيسُ يصف نُوقاً شبهها بالقُصور سِمَناً أَوابِلُ جَزَأَتْ بالرُّطْب وحُوشٌ مُحَرَّماتُ الظهور لعِزَّة أَنفسها وتأَبَّل الوحشيُّ إِذا اجتزأَ بالرُّطْب عن الماء وأَبَلَ الرجلُ عن امرأَته وتأَبَّل اجتَزأَ عنها وفي الصحاح وأَبَلَ الرجلُ عن امرأَته إِذا امتنع من غِشْيانِها وتأَبَّل وفي الحديث عن وهب أَبَلَ آدمُ عليه السلام على ابنه المقتول كذا وكذا عاماً لا يُصِيب حَوَّاء أَي امتنع من غشيانها ويروى لما قتل ابن آدم أخاه تأَبَّل آدمُ على حَوَّاء أَي ترك غِشْيانَ حواء حزناً على ولده وتَوَحَّشَ عنها وأَبَلَتِ الإِبل بالمكان أُبولاً أَقامت قال أَبو ذؤيب بها أَبَلَتْ شَهْرَيْ ربيعٍ كِلاهما فَقَدْ مارَ فيها نَسْؤُها واقْتِرارُها
( * قوله « كلاهما » كذا بأصله والذي في الصحاح بلفظ كليهما )
استعاره هنا للظبية وقيل أَبَلَتْ جَزَأَتْ بالرُّطْب عن الماء وإِبل أَوابِلُ وأُبَّلٌ وأُبَّالٌ ومؤَبَّلة كثيرة وقيل هي التي جُعِلَتْ قَطِيعاً قَطِيعاً وقيل هي المتخذة للقِنْية وفي حديث ضَوالِّ الإِبل أَنها كانت في زمن عُمَرَ أُبَّلاً مُؤَبَّلة لا يَمَسُّها أَحد قال إِذا كانت الإِبل مهملة قيل إِبِلٌ أُبَّلٌ فإِذا كانت للقِنْية قيل إِبل مُؤَبَّلة أَراد أَنها كانت لكثرتها مجتمعة حيث لا يُتَعَرَّض إِليها وأَما قول الحطيئة عَفَتْ بَعْدَ المُؤَبَّلِ فالشِّوِيِّ فإِنه ذَكَّر حملاً على القطيع أَو الجمع أَو النعم لأَن النعم يذكر ويؤنث أَنشد سيبوبه أَكُلَّ عامٍ نَعَماً تَحْوُونَه وقد يكون أَنه أَراد الواحد ولكن الجمع أَولى لقوله فالشَّوِيّ والشَّوِيُّ اسم للجمع وإِبل أَوابِلُ قد جَزَأَتْ بالرُّطْب عن الماء والإِبِلُ الأُبَّلُ المهملة قال ذو الرُّمّة وراحت في عَوازِبَ أُبَّلِ الجوهري وإِبِلٌ أُبَّلٌ مثالُ قُبَّرٍ أَي مهملة فإِن كانت لِلقِنْية فهي إِبل مُؤَبَّلة الأَصمعي قال أَبو عمرو بن العلاء من قرأَها أَفلا ينظرون إِلى الإِبْلِ كيف خُلِقت بالتخفيف يعني به البعير لأَنه من ذوات الأَربع يَبْرُك فيُحمل عليه الحمولة وغيره من ذوات الأَربع لا يُحْمَل عليه إِلا وهو قائم ومن قرأَها بالتثقيل قال الإِبِلُ السحابُ التي تحمل الماء للمطر وأَرض مَأْبَلة أَي ذات إِبل وأَبَلَت الإِبلُ هَمَلَت فهي آبلة تَتبعُ الأُبُلَ وهي الخِلْفَةُ تَنْبُت في الكَلإِ اليابس بعد عام وأَبِلَت أَبلاً وأُبولاً كَثُرَت وأَبَلَت تأْبِلُ تأَبَّدَت وأَبَل يأْبِلُ أَبْلاً غَلَب وامتنع عن كراع والمعروف أَبَّل ابن الأَعرابي الإِبَّوْلُ طائر ينفرد من الرَّفّ وهو السطر من الطير ابن سيده والإِبِّيلُ والإِبَّوْل والإِبَّالة القطعة من الطير والخيل والإِبل قال أَبابيل هَطْلَى من مُراحٍ ومُهْمَل وقيل الأَبابيلُ جماعةٌ في تَفْرِقة واحدها إِبِّيلٌ وإِبَّوْل وذهب أَبو عبيدة إِلى أَن الأَبابيل جمع لا واحد له بمنزلة عَبابِيدَ وشَماطِيطَ وشَعالِيلَ
الصفحة 10
4980