كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

ولو طَلَبُوني بالعَقُوقِ أَتَيْتُهُمْ بأَلْفٍ أُؤَدِّيهِ إلى القَوْمِ أَقْرَعا وأَلَّفَ العَدَدَ وآلَفَه جعله أَلْفاً وآلَفُوا صاروا أَلفاً وفي الحديث أَوَّلُ حَيّ آلَفَ مع رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم بنو فلان قال أَبو عبيد يقال كان القوم تِسْعَمائة وتِسْعةً وتسعين فآلفْتُهم مَمْدُود وآلَفُوا هم إذا صاروا أَلفاً وكذلك أَمْأَيْتُهم فأَمْأَوْا إذا صاروا مائةً الجوهري آلَفْتُ القومَ إيلافاً أَي كَمَّلْتُهم أَلفاً وكذلك آلَفْتُ الدراهِمَ وآلَفَتْ هي ويقال أَلْفٌ مؤَلَّفَةٌ أَي مُكَمَّلةٌ وأَلَفَه يأْلِفُه بالكسر أَي أَعْطاه أَلفاً قال الشاعر وكَريمةٍ مِنْ آلِ قَيْسَ أَلَفْتُه حتى تَبَذَّخَ فارْتَقى الأَعْلامِ أَي ورُبَّ كَريمةٍ والهاء للمبالغة وارْتَقى إلى الأعْلام فحَذَف إلى وهو يُريده وشارَطَه مُؤَالَفةً أَي على أَلف عن ابن الأعرابي وألِفَ الشيءَ أَلْفاً وإلافاً ووِلافاً الأَخيرة شاذّةٌ وأَلَفانا وأَلَفَه لَزمه وآلَفَه إيّاه أَلْزَمَه وفلان قد أَلِفَ هذا الموْضِعَ بالكسر يأْلَفُه أَلفاً وآلَفَه إيّاه غيرُه ويقال أَيضاً آلَفْتُ الموضع أُولِفُه إيلافاً وكذلك آلَفْتُ الموضِعَ أُؤالِفُه مُؤَالَفة وإلافاً فصارت صُورةُ أَفْعَلَ وفاعَلَ في الماضي واحدة وأَلَّفْتُ بين الشيئين تأْلِيفاً فتأَلَّفا وأْتَلَفا وفي التنزيل العزيز لإيلافِ قُريش إيلافِهم رِحْلةَ الشِّتاء والصَّيْفِ فيمن جعل الهاء مفعولاً ورحلةَ مفعولاً ثانياً وقد يجوز أَن يكون المفعول هنا واحداً على قولك آلَفْتُ الشيء كأَلِفْتُه وتكون الهاء والميم في موضع الفاعل كما تقول عجبت من ضَرْبِ زيدٍ عمراً وقال أَبو إسحَق في لإيلافِ قريس ثلاثة أَوجه لإيلاف ولإِلاف ووجه ثالث لإلْفِ قُرَيْشٍ قال وقد قُرئ بالوجهين الأَولين أَبو عبيد أَلِفْتُ الشيء وآلَفْتُه بمعنى واحد لزمته فهو مُؤْلَفٌ ومأْلُوفٌ وآلَفَتِ الظّباءُ الرَّمْلَ إذا أَلِفَتْه قال ذو الرمة مِنَ المُؤْلِفاتِ الرَّمْلِ أَدْماءُ حُرَّةٌ شُعاعُ الضُّحَى في مَتْنِها يَتَوَضَّحُّ أَبو زيد أَلِفْتُ الشيءَ وأَلِفْتُ فلاناً إذا أَنِسْتَ به وأَلَّفْتُ بينهم تأْلِيفاً إذا جَمَعْتَ بينهم بعد تَفَرُّقٍ وأَلَّفْتُ الشيء تأْلِيفاً إذا وصلْت بعضه ببعض ومنه تأْلِيفُ الكتب وأَلَّفْتُ الشيءَ أَي وصَلْتُه وآلَفْتُ فلاناً الشيء إذا أَلزمته إياه أُولِفُه إيلافاً والمعنى في قوله تعالى لإِيلافِ قُرَيْشٍ لِتُؤْلَفَ قُريش الرِّحْلَتَيْن فتتصلا ولا تَنْقَطِعا فاللام متصلة بالسورة التي قبلها أَي أَهلكَ اللّه أَصحابَ الفِيلِ لِتُؤْلَفَ قريشٌ رِحْلَتَيْها آمِنِين ابن الأَعرابي أَصحاب الإيلافِ أَربعةُ إخوةٍ هاشمٌ وعبد شمس والمطلب ونوفل بنو عبد مناف وكانوا يُؤَلِّفُون الجِوارَ يُتْبِعُون بعضَه بعضاً يُجِيرون قريشاً بمِيَرِهِم وكانوا يُسَمَّوْنَ المُجِيرينَ فأَمّا هاشم فإنه أَخذ حَبْلاً من ملك الروم وأَخذ نَوْفَلٌ حَبْلاً من كِسْرى وأَخذ عبد شمس حبلاً من النجاشي وأَخذ المطلب حبلاً من ملوك حِمْير قال فكان تُجّار قريش يختلفون إلى هذه الأَمصار بحِبال هؤُلاء الإخوة فلا يُتَعَرَّضُ لهم قال ابن الأَنباري من قرأَ لإِلافِهم وإلْفِهِم فهما من أَلِفَ يأْلَف ومن قرأَ لإيلافهم فهو من آلَفَ يُؤْلِفُ قال ومعنى يُؤَلِّفُون يُهَيِّئوُن ويُجَهِّزُون قال أَبو منصور وهو على قول ابن الأَعرابي بمعنى يُجِيرُون والإلْفُ والإلافُ بمعنى وأَنشد حبيب بن أَوس في باب الهجاء لمُساور بن هند يهجو بني أَسد زَعَمْتُمْ أَن إخْوَتَكم قُرَيْشٌ لَهُمْ إلْفٌ وليس لَكُمْ إلافُ وقال الفراء من قرأَ إلْفِهِمْ فقد يكون من يُؤَلِّفُون قال وأَجود من ذلك أَن يُجْعَلَ من يأْلَفون رِحْلةَ الشتاء والصيف والإيلافُ من يُؤْلِفُون أَي يُهَيِّئُونَ ويُجَهِّزُون قال ابن الأَعرابي كان هاشمٌ يُؤَلِّفُ إلى الشام وعبدُ شمس يُؤَلِّف إلى الحَبَشةِ والمطلبُ إلى اليَمن ونَوْفَلٌ إلى فارِسَ قال ويتأَلَّفُون أَي يَسْتَجِيرون قال الأَزهري ومنه قول أَبي ذؤيب تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ حِيناً وتُؤْلِفُ ال جِوارَ ويُغْشِيها الأَمانَ ذِمامُها وفي حديث ابن عباس وقد عَلِمَتْ قريش أَن أَول من أَخَذ لها الإيلافَ لَهاشِمٌ الإيلافُ العَهْدُ والذِّمامُ كان هاشم بن عبد مناف أَخذه من الملوك لقريش وقيل في قوله تعالى لإيلاف قريش يقول تعالى أَهلكت أَصحاب الفيل لأُولِف قريشاً مكة ولِتُؤَلِّف قريش رحلة الشتاء والصيف أَي تَجْمَعَ بينهما إذا فرغوا من ذه أَخذوا في ذه وهو كما تقول ضربته لكذا لكذا بحذف الواو وهي الأُلْفةُ وأْتَلَفَ الشيءُ أَلِفَ بعضُه بعضاً وأَلَّفَه جمع بعضه إلى بعض وتَأَلَّفَ تَنَظَّمَ والإلْف الأَلِيفُ يقال حَنَّتِ الإلْفُ إلى الإلْفِ وجمع الأَلِيف أَلائِفُ مثل تَبِيعٍ وتَبائِعَ وأَفِيلٍ وأَفائِلَ قال ذو الرمة فأَصْبَحَ البَكْرُ فَرْداً من أَلائِفِه يَرْتادُ أَحْلِيةٍ اعْجازُها شَذَبُ والأُلاَّفِ جمع آلِفٍ مثل كافِرٍ وكُفّارٍ وتأَلَّفَه على الإسْلام ومنه المؤَلَّفة قلوبُهم التهذيب في قوله تعالى لو أَنْفَقْتَ ما في الأَرض جميعاً ما أَلَّفْت بين قلوبهم قال نزلت هذه الآية في المُتَحابِّينَ في اللّه قال والمؤَلَّفةُ قلوبهم في آية الصَّدَقات قومٌ من سادات العرب أَمر اللّه تعالى نبيه صلى اللّه عليه وسلم في أَول الإسلام بتَأَلُّفِهم أَي بمُقارَبَتِهم وإعْطائهم ليُرَغِّبوا مَن وراءهم في الإسلام فلا تَحْمِلهم الحَمِيَّةُ مع ضَعْف نِيّاتِهم على أَن يكونوا إلْباً مع الكفار على المسلمين وقد نَفَّلهم النبي صلى اللّه عليه وسلم يوم حُنَيْن بمائتين من الإبل تأَلُّفاً لهم منهم الأَقْرَعُ بن حابِسٍ التميمي والعباسُ بن مِرْداسٍ السُّلَمِيّ وعُيَيْنةُ بن حِصْن الفَزارِيُّ وأَبو سفيانَ بن حَرْبٍ وقد قال بعض أَهل العلم إن النبي صلى اللّه عليه وسلم تأَلَّفَ في وقتٍ بعض سادةِ الكفار فلما دخل الناس في دين اللّه أَفْواجاً وظهر أَهلُ دين اللّه على جميع أَهل المِلَل أَغنى اللّه تعالى وله الحمد عن أَن يُتَأَلَّف كافرٌ اليومَ بمال

الصفحة 108