ولسْت بِذِي مَلَقٍ كاذِبِ إلاقٍ كَبَرْقٍ من الخُلَّبِ فجعل الكَذوب إلاقاً وبرق أُلَّق مثل خُلَّب والأَلوقةُ طعام يُصلَح بالزُّبد قال الشاعر حَدِيثُك أَشْهَى عندنا من أَلُوقةٍ يُعَجِّلها طَيّانُ شَهْوانُ للطُّعْمِ قال ابن بري قال ابن الكلبي الأَلوقة هو الزبد بالرُّطَب وفيه لغتان أَلُوقة ولُوقة وأَنشد لرجل من عُذْرة وإنِّي لِمَنْ سالَمْتُمُ لأَلُوقةٌ وإنِّي لِمَنْ عاديتُمُ سَمُّ أَسْوَد ابن سيده والأَلوقة الزبدة وقيل الزبدة بالرُّطَب لتأَلُّقِها أَي بَرِيقها قال وقد توهم قوم أَن الأَلوقة
( * قوله « أن الألوقة لما إلخ » كذا بالأصل ولعله أن الألوقة من لوق لما كانت أي لكونها ) لما كانت هي اللُّوقة في المعنى وتقاربت حروفهما من لفظهما وذلك باطل لأَنها لو كانت من هذا اللفظ لوجب تصحيح عينها إذ كانت الزيادة في أَولها من زيادة الفعل والمثال مثاله فكان يجب على هذا أَن تكون أَلْوُقَةً كما قالوا في أَثْوُب وأَسْوق وأَعْيُن وأَنْيُب بالصحة ليُفْرق بذلك بين الاسم والفعل ورجل إلْقٌ كَذُوب سيِّء الخُلُق وامرأَة إلقة كَذُوب سيئة الخلق والإلْقة السِّعْلاة وقيل الذئب وامرأَة إلْقةٌ سريعة الوثب ابن الأَعرابي يقال للذئب سِلْقٌ وإلْق قال الليث الإلقة توصف بها السِّعلاة والذئبة والمرأَة الجَريئة لخُبْثهن وفي الحديث اللهم إني أَعوذ بك من الأَلْس والأَلْقِ هو الجنون قال أَبو عبيد لا أَحسَبه أَراد بالأَلْق إلا الأَوْلَقَ وهو الجنون قال ويجوز أَن يكون أَراد به الكذب وهو الأَلْق والأَوْلَق قال وفيه ثلاث لغات أَلْق وإلْق بفتح الهمزة وكسرها ووَلْق والفعل من الأَول أَلَقَ يأْلِقُ ومن الثاني ولَقَ يلِقُ ويقال به أُلاق وأُلاس بضم الهمزة أَي جنون من الأَوْلَق والأَلْس ويقال من الأَلْق الذي هو الكذب في قول العرب أَلَقَ الرجلُ فهو يأْلِقُ أَلْقاً فهو آلِق إذا انبسط لسانه بالكذب وقال القتيبي هو من الوَلْق الكذب فأَبدل الواو همزة وقد أَخذه عليه ابن الأَنباري لأَن إبدال الهمزة من الواو المفتوحة لا يجعل أَصلاً يقاس عليه وإنما يتكلم بما سمع منه ورجل إلاق بكسر الهمزة أَي كذوب وأَصله من قولهم برق إلاق أَي لا مطر معه والأَلاَّق أَيضاً الكذاب وقد أَلَق يأْلِق أَلْقاً وقال أَبو عبيدة به أُلاق وأُلاس من الأَوْلق والأَلْس وهو الجنون والإلق بالكسر الذئب والأُنثى إلْقة وجمعها إلَقٌ قال وربما قالوا للقِردة إلقة ولا يقال للذكر إلْق ولكن قرد ورُبّاح قال بشر بن المُعتمِر تبارَكَ اللهُ وسبحانَه مَن بيَدَيهِ النفْعُ والضَّرُّ مَن خَلْقُه في رِزْقه كلُّهم الذِّيخُ والثًيْتَلُ والغُفْرُ وساكِنُ الجَوّ إذا ما عَلا فيه ومَن مَسْكَنُه القَفْرُ والصَّدَعُ الأَعْصَمُ في شاهِقٍ وجَأْبةٌ مَسْكَنُها الوَعْرُ والحَيّةُ الصَّمّاء في جُحْرِها والتُّتْفُلُ الرائغُ والذَّرُّ وهِقْلةٌ تَرْتاعُ مِن ظِلِّها لها عِرارٌ ولها زَمْرُ تَلْتَهِمُ المَرْوَ على شَهْوةٍ وحَبُّ شيء عندها الجَمْرُ وظَبْيةٌ تخْضِم في حَنْظَلٍ وعقربٌ يُعْجِبها التمْرُ وإلْقةٌ تُرْغِثُ رُبّاحَها والسَّهْلُ والنوْفَلُ والنَّضْرُ
( ألك ) في ترجمة علج يقال هذا أَلوكُ صِدْقٍ وعَلوك صِدْقٍ وعَلُوج صِدْقٍ لما يؤكل وما تَلَوَّكْتُ بأَلوكٍ وما تَعَلَّجْتُ بعَلوج الليث الأَلوك الرسالة وهي المَأْلُكة على مَفْعُلة سميت أَلوكاً لأَنه يُؤْلَكُ في الفم مشتق من قول العرب الفرس يَأْلُك اللُّجُمَ والمعروف يَلوك أَو يَعْلُك أَي يمضغ ابن سيده أَلَكَ الفرسُ اللجام في فيه يَأْلُكه عَلَكه والأَلوك والمَأْلَكة والمَأْلُكة الرسالة لأنها تُؤْلَك في الفم قال لبيد وغُلامٌ أَرْسَلَتْهُ أُمُّه بأَلوكٍ فَبَذَلْنا ما سَأَلْ قال الشاعر أَبْلِغْ أَبا دَخْتَنُوسَ مَأْلُكةً عن الذي قد يُقالُ مِ الكَذبِ قال ابن بري أَبو دَخْتَنُوس هو لَقِيط بن زُرارة ودخْتَنُوس ابنته سماها باسم بنت كِسرى وقال فيها يل ليت شِعْري عنكِ دَخْتَنوسُ إِذا أَتاكِ الخبرُ المَرْمُوسُ قال وقد يقال مَأْلُكة ومَأْلُك وقوله أَبْلِغْ يَزِيد بني شَيْبان مَأْلُكَةٌ أَبا ثُبَيْتٍ أَما تَنْفَكُّ تأْتَكِلُ ؟ إِنما أَراد تَأْتَلِكُ من الأَلوك حكاه يعقوب في المقلوب قال ابن سيده ولم نسمع نحن في الكلام تَأْتَلِكُ من الأَلوك فيكون هذا محمولاً عليه مقلوباً منه فأَما قول عديّ بن زيد أَبْلِغِ النُّعْمان عني مَأْلُكاً أَنه قد طال حَبْسي وانْتِظار فإِن سيبويه قال ليس في الكلام مَفْعُل وروي عن محمد بن يزيد أَنه قال مَأْلُك جمع مَأْلُكة وقد يجوز أَن يكون من باب إِنْقَحل في القلة والذي روي عن ابن عباس أَقيس
( * قوله « والذي روي عن ابن عباس أقيس » هكذا في الأصل ) قال ابن بري ومثله مَكْرُم ومَعُون قال الشاعر ليوم رَوْغٍ أَو فَعَال مَكْرُم وقال جميل بُثَيْنَ الْزَمي لا إِنَّ لا إِنْ لَزِمْتِه على كثرةِ الوَاشينَ أَيّ مَعُون قال ونظير البيت المتقدم قول الشاعر أَيُّها القاتلون ظلماً حُسَيْناً أَبْشِرُوا بالعَذابِ والتَّتْكيل كلُّ أَهلِ السماء يَدْعُو عليكُمْ من نَبيّ ومَلأَكٍ ورسول ويقال أَلَك بين القوم إِذا ترسّل أَلْكاً