كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

وأُلُوكاً والاسم منه الأَلُوك وهي الرسالة وكذلك الأَلُوكة والمَأْلُكة والمَأْلُك فإِن نقلته بالهمزة قلت أَلَكْتُه إِليه رسالةً والأَصل أَأْلَكْتُه فأَخرت الهمزة بعد اللام وخففت بنقل حركتها على ما قبلها وحَذْفِها فإِن أَمرتَ من هذا الفعل المنقول بالهمزة قلت أَلِكْني إِليها برسالة وكان مقتضى هذا اللفظ أَن يكون معناه أَرْسِلْني إِليها برسالة إِلا أَنه جاء على القلب إِذ المعنى كُنْ رسولي إِليها بهذه الرسالة فهذا على حد قولهم ولا تَهَيَّبُني المَوْماةُ أَركبها أَي ولا أَتَهَيَّبُها وكذلك أَلِكْني لفظه يقضي بأَن المخاطَب مُرْسِلٌ والمتكلم مُرْسَل وهو في المعنى بعكس ذلك وهو أَن المخاطب مُرْسَل والمتكلم مخرْسِل وعلى ذلك قول ابن أَبي ربيعة أَلِكْني إِليها بالسلام فإِنَّهُ يُنَكَّرُ إِلْمامي بها ويُشَهَّرُ أَي بَلِّغْها سلامي وكُنْ رسولي إِليها وقد تحذف هذه الباء فيقال أَلِكْني إِليها السلامَ قال عمرو بن شَأْسٍ أَلِكْني إِلى قومي السلامَ رِسالةً بآية ما كانوا ضِعافاً ولا عُزْلا فالسلام مفعول ثان ورسالة بدل منه وإِن شئت حملته إِذا نصبت على معنى بَلِّغ عني رسالة والذي وقع في شعر عمرو بن شأْس أَلِكْني إِلى قومي السلامَ ورحمةَ ال إِله فما كانوا ضِعافاً ولا عُزْلا وقد يكون المُرْسَلُ هو المُرْسَل إِليه وذلك كقولك أَلِكْني إِليك السلام أَي كُنْ رسولي إِلى نفسك بالسلام وعليه قول الشاعر أَلِكْني يا عتيقُِ إِليكَ قَوْلاً سَتُهْدِيهِ الرواةُ إِليكَ عَني وفي حديث زيد بن حارثة وأَبيه وعمه أَلِكْني إِلى قومي وإِن كنتُ نائياً فإِني قَطُِينُ البيتِ عند المَشَاعِرِ أَي بَلِّغ رسالتي من الأَلُوكِ والمَأْلُكة وهي الرسالة وقال كراع المَأْلُك الرسالة ولا نظير لها أَي لم يجئ على مَفْعُل إِلا هي وأَلَكَه يأْلِكُه أَلْكاً أَبلغه الأَلُوك ابن الأَنباري يقال أَلِكْني إِلى فلان يراد به أَرسلني وللاثنين أَلِكاني وأَلِكُوني وأَلِكِيني وأَلِكَاني وأَلِكْنَني والأَصل في أَلِكْني أَلْئِكْني فحولت كسرة الهمزة إلى اللام وأُسقطت الهمزة وأَنشد أَلِكْني إِليها بخير الرسو لِ أُعْلِمُهُمْ بنواحي الخَبَرْ قال ومن بنى على الأَلوك قال أَصل أَلِكُْني أَأْلِكْني فحذفت الهمزة الثانية تخفيفاً وأَنشد أَلِكْني يا عُيَيْنُ إِليكَ قولا قال أَبو منصور أَلِكْني أَلِكْ لي وقال ابن الأَنباري أَلِكْني إِليه أَي كُنْ رسولي إِليه وقا ل أَبو عبيد في قوله أَلِكْني يا عُيَيْنُ إِليكَ عني أَي أَبلغ عني الرسالة إِليك والمَلَكُ مشتق منه وأَصله مَأْلَك ثم قلبت الهمزة إِلى موضع اللام فقيل مَلأَك ثم خففت الهمزة بأَن أُلقيت حركتها على الساكن الذي قبلها فقيل مَلَك وقد يستعمل متمماً والحذف أَكثر فلسْتَ لإِنْسيٍّ ولكن لمَلأَكٍ تَنَزَّلَ من جَوِّ السماء يَصُوب والجمع ملائكة دخلت فيها الهاء لا لعجمة ولا لنسب ولكن على حد دخولها في القَشاعِمَة والصيَّاقلة وقد قالوا المَلائك ابن السكيت هي المَأْلَكة والمَلأَكة على القلب والملائكة جمع مَلأَكة ثم ترك الهمز فقيل مَلَك في الوحدان وأَصله مَلأَك كما ترى ويقال جاء فلان قد اسْتَأْلكَ مَأْلُكَته أَي حمل رسالته
( ألل ) الأَلُّ السرعة والأَلُّ الإِسراع وأَلَّ في سيره ومشيه يَؤُلُّ ويَئِلُّ أَلاًّ إِذا أَسرع واهْتَزَّ فأَما قوله أَنشده ابن جني وإِذْ أَؤُلُّ المَشْيَ أَلاًّ أَلاَّ قال ابن سيده إِما أَن يكون أَراد أَؤُلُّ في المشي فحذف وأَوصل وإِما أَن يكون أَؤُلُّ متعدياً في موضعه بغير حرف جر وفرس مِئَلَّ أَي سريع وقد أَلَّ يَؤُلُّ أَلاًّ بمعنى أَسرع قال أَبو الخضر اليربوعي يمدح عبد الملك بن مروان وكان أَجرى مُهْراً فَسَبَق مُهْرَ أَبي الحَبْحابِ لا تَشَلِّي بارَكَ فيكَ اٍٍّّللهُ من ذي أَلِّ أَي من فرس ذي سرعة وأَلَّ الفرسُ يَئِلُّ أَلاًّ اضطرب وأَلَّ لونُه يَؤُلُّ أَلاًّ وأَلِيلاً إِذا صفا وبرَقَ والأَلُّ صفاء اللون وأَلَّ الشيءُ يَؤُلُّ ويَئِلُّ الأَخيرة عن ابن دريد أَلاًّ برق وأَلَّتْ فرائصُه تَئِلُّ لمعت في عَدْو قال حتى رَمَيْت بها يَئِلُّ فَرِيصُها وكأَنَّ صَهْوَتَها مَدَاكُ رُخَام وأَنشد الأَزهري لأَبي دُوادٍ يصف الفرس والوحش فلَهَزْتُهُنَّ بها يَؤُلُّ فَرِيصُها من لَمْعِ رايَتِنا وهُنَّ غَوَادي والأَلَّة الحَرْبة العظيمة النَّصْل سميت بذلك لبريقها ولَمَعانها وفرَق بعضهم بين الأَلَّة والحَرْبة فقال الأَلَّة كلها حديدة والحَرْبة بعضها خشب وبعضها حديد والجمع أَلٌّ بالفتح وإِلالٌ وأَلِيلُها لَمَعانها والأَلُّ مصدر أَلَّه يؤُلُّه أَلاًّ طعنه بالأَلَّة الجوهري الأَلُّ بالفتح جمع أَلَّة وهي الحَرْبة في نصلها عِرَضٌ قال الأَعشى تَدَارَكَه في مُنْصِلِ الأَلِّ بعدَما مَضى غيرَ دَأْدَاءٍ وقد كاد يَعْطَب ويجمع أَيضاً على إِلالٍ مثل جَفْنَة وجِفَان والأَلَّة السِّلاح وجميع أَداة الحرب ويقال ما لَه أُلَّ وغُلَّ قال ابن بري أُلَّ دُفع في قفاه وغُلَّ أَي جُنَّ والمِئَلُّ القَرْنُ الذي يُطْعَنُ به وكانوا في الجاهلية يتخذون أَسِنَّة من قرون البقر الوحشي التهذيب والمِئَلاَّنِ القَرْنانِ

الصفحة 111