كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

قال رؤبة يصف الثور إِذا مِئَلاًّ قَرْنِه تَزَعْزَعا قال أَبو عمرو المِئَلُّ حَدُّ رَوْقه وهو مأْخوذ من الأَلَّة وهي الحَرْبة والتَّأْليل التحديد والتحريف وأُذن مُؤَلَّلة محدّدة منصوبة مُلَطَّفة وإِنه لمُؤَلَّل الوجه أَي حَسَنه سَهْله عن اللحياني كأَنه قد أُلِّل وأَلَلا السِّكين والكتفِ وكل شيء عَريض وَجْهَاه وقيل أَلَلا الكتف اللَّحمتان المتطابقتان بينهما فَجْوة على وجه الكتف فإِذا قُشرت إِحداهما عن الأُخرى سال من بينهما ماء وهما الأَلَلان وحكى الأَصمعي عن عيسىبن أَبي إِسحق أَنه قال قالت امرأَة من العرب لابنتها لا تُهْدِي إِلى ضَرَّتِك الكتفَ فإِن الماءَ يَجْري بين أَلَلَيْها أَي أَهْدي شَرًّا منها قال أَبو منصور وإِحدى هاتين اللَّحمتين الرُّقَّى وهي كالشحمة البيضاء تكون في مَرْجِع الكَتِف وعليها أُخرى مثلُها تسمى المأْتَى التهذيب والأَلَلُ والأَلَلانِ وَجْها السِّكين ووَجْها كل شيء عَرِيض وأَلَّلت الشيءَ تَأْليلاً أَي حدّدت طَرَفه ومنه قول طَرَفة بن العبد يصف أُذني ناقته بالحِدَّة والانتصاب مُؤَلَّلتانِ يُعْرَف العِتْقُ فيهما كَسَامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ الفراء الأُلَّة الراعِية البعيدة المَرْعَى من الرُّعاة والإِلّة القرابة وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال عَجِبَ ربكم من إِلِّكم وقُنوطِكم وسرعة إِجابته إِياكم قال أَبو عبيد المحدثون رووه من إِلِّكم بكسر الأَلف والمحفوظ عندنا من أَلِّكم بالفتح وهو أَشبه بالمصادر كأَنه أَراد من شدة قنوطكم ويجوز أَن يكون من قولك أَلَّ يئِلُّ أَلاًّ وأَلَلاَ وأَلِيلاَ وهو أَن يرفع الرجل صوته بالدعاء ويَجْأَر وقال الكميت يصف رجلاً وأَنتَ ما أَنتَ في غَبْراءَ مُظْلِمةٍ إِذا دَعَتْ أَلَلَيْها الكاعِبُ الفُضُل قال وقد يكون أَلَلَيها أَنه يريد الأَلَل المصدر ثم ثَنّاه وهو نادر كأَنه يريد صوتاً بعد صوت ويكون قوله أَلَلَيْها أَن يريد حكاية أَصوات النساء بالنَّبَطية إِذا صَرَخْنَ قال ابن بري قوله في غبراء في موضع نصب على الحال والعامل في الحال ما في قوله ما أَنت من معنى التعظيم كأَنه قال عَظُمْتَ حالاً في غَبْراء والأَلُّ الصِّيَاحُ ابن سيده والأَلَلُ والأَلِيلُ والأَلِيلة والأَلِيلة والأَلَلانُ كله الأَنين وقيل عَلَزُ الحُمَّى التهذيب الأَلِيل الأَنين قال الشاعر أَما تراني أَشتكي الأَلِيلا أَبو عمرو يقال له الوَيْل والأَلِيل والأَليل الأَنين وأَنشد لابن مَيّادة وقُولا لها ما تَأْمُرينَ بوامقٍ له بَعْدَ نَوْماتِ العُيُونِ أَلِيلُ ؟ أَي تَوَجُّع وأَنين وقد أَلَّ يَئِلُّ أَلاًّ وأَلِيلاً قال ابن بري فسر الشيباني الأَلِيل بالحَنين وأَنشد المرّار دَنَوْنَ فكُلُّهنَّ كَذَاتِ بَوٍٍّّ إِذا حُشِيَت سَمِعْتَ لها أَلِيلا وقد أَلَّ يئِلُّ وأَلَّ يؤُلُّ أَلاًّ وأَلَلاً وأَلِيلاً رفع صوته بالدعاء وفي حديث عائشة أَن امرأَة سأَلت عن المرأَة تَحْتَلِم فقالت لها عائشة تَرِبَتْ يَدَاك وأَلَّتْ وهل ترى المرأَة ذلك ؟ أَلَّتْ أَي صاحت لما أَصابها من شدّة هذا الكلام ويروى بضم الهمزة مع تشديد اللام أَي طُعِنَت بالألَّة وهي الحَرْبة قال ابن الأَثير وفيه بُعد لأَنه لا يلائم لفظ الحديث والأَلِيلُ والأَلِيلة الثُّكْلُ قال الشاعر فَلِيَ الأَلِيلةُ إِن قَتَلْتُ خُؤُولتي ولِيَ الأَلِيلَة إِنْ هُمُ لم يُقْتَلوا وقال آخر يا أَيها الذِّئْبُ لك الأَلِيل هل لك في باعٍ كما تقول ؟
( * قوله « في باع » كذا في الأصل وفي شرح القاموس في راع بالراء )
قال معناه ثَكِلتك أُمُّك هل لك في باع كما تُحِبُّ قال الكُمَيت وضِياءُ الأُمُور في كل خَطْبٍ قيل للأُمَّهاتِ منه الأَلِيل أَي بكاء وصياح من الأَلَلِيِّ وقال الكميتُ أَيضاً بضَرْبٍ يُتْبِعُ الأَلَلِيّ منه فَتاة الحَيِّ وَسْطَهُمُ الرَّنِينا والأَلُّ بالفتح السُّرْعةُ والبريق ورفع الصوت وجمع أَلَّة للحَرْبة والأَلِيلُ صَلِيلُ الحَصَى وقيل هو صليل الحَجَر أَيًّا كان الأُولى عن ثعلب والأَلِيل خَرِيرُ الماءِ وأَلِيلُ الماءِ خَرِيرُه وقَسِيبُه وأَلِلَ السِّقاء بالكسر أَي تغيرت ريحه وهذا أَحد ما جاء بإِظهار التضعيف التهذيب قال عبد الوهاب أَلَّ فلان فأَطال المسأَلة إِذا سأَل وقد أَطال الأَلَّ إِذا أَطال السؤَال وقول بعض الرُّجّاز قَامَ إِلى حَمْراءَ كالطِّرْبال فَهَمَّ بالصَّحْن بلا ائتِلال غَمامةً تَرْعُدُ من دَلال يقول هَمَّ اللبَن في الصَّحن وهو القَدَح ومعنى هَمَّ حَلَب وقوله بلا ائتلال أَي بلا رفق ولا حُسْن تَأَتٍّ للحَلْب ونَصَب الغَمامةَ بِهَمَّ فشَبَّه حَلب اللبن بسحابة تُمْطِر التهذيب اللحياني في أَسنانه يَلَلٌ وأَلَلٌ وهو أَن تُقْبل الأَسنان على باطن الفم وأَلِلَتْ أَسنانُه أَيضاً فسدت وحكى ابن بري رجل مِئَلٌّ يقع في الناس والإِلُّ الحِلْف والعَهْد وبه فسَّر أَبو عبيدة قوله تعالى لا يَرْقُبون في مؤمن إِلاٍّ ولا ذمة وفي حديث أُم زرع وَفِيُّ الإِلِّ كرِيمُ الخِلِّ أَرادت أَنها وَفِيَّة العهد وإِنما ذُكِّر لأَنه إِنما ذُهِبَ به إِلى معنى التشبيه أَي هي مثل الرجل الوَفيِّ العهد والإِلُّ القرابة وفي حديث علي عليه السلام يخون العَهْد ويقطع الإِلَّ قال ابن دريد وقد خَفَّفَت العرب الإِلَّ قال الأَعشى أَبيض لا يَرْهَب الهُزالَ ولا يَقْطعُ رُحْماً ولا يَخُون إِلاَّ قال أَبو سعيد السيرافي في هذا البيت وجه آخر وهو أَن يكون إِلاَّ في معنى نِعْمة وهو واحد آلاء الله فإِن كان ذلك فليس من هذا الباب وسيأْتي ذكره في موضعه

الصفحة 112