ما ينوبهم كم يَوْلَهُ كل طِفْل إلى أُمه وقد سمت العرب الشمس لما عبدوها إلاهَةً والأُلَهةُ الشمسُ الحارَّةُ حكي عن ثعلب والأَلِيهَةُ والأَلاهَةُ والإلاهَةُ وأُلاهَةُ كلُّه الشمسُ اسم لها الضم في أَوَّلها عن ابن الأَعرابي قالت مَيَّةُ بنت أُمّ عُتْبَة
( * قوله « ام عتبة » كذا بالأصل عتبة في موضع مكبراً وفي موضعين مصغراً )
بن الحرث كما قال ابن بري تروَّحْنا من اللَّعْباءِ عَصْراً فأَعْجَلْنا الإلَهةَ أَن تَؤُوبا
( * قوله « عصراً والالهة » هكذا رواية التهذيب ورواية المحكم قسراً والهة )
على مثْل ابن مَيَّة فانْعَياه تَشُقُّ نَواعِمُ البَشَر الجُيُوبا قال ابن بري وقيل هو لبنت عبد الحرث اليَرْبوعي ويقال لنائحة عُتَيْبة بن الحرث قال وقال أَبو عبيدة هو لأُمِّ البنين بنت عُتيبة بن الحرث ترثيه قال ابن سيده ورواه ابن الأَعرابي أُلاهَةَ قال ورواه بعضهم فأَعجلنا الأَلاهَةَ يصرف ولا يصرف غيره وتدخلها الأَلف واللام ولا تدخلها وقد جاء على هذا غير شيء من دخول لام المعرفة الاسمَ مَرَّة وسُقوطها أُخرى قالوا لقيته النَّدَرَى وفي نَدَرَى وفَيْنَةً والفَيْنَةَ بعد الفَيْنة ونَسْرٌ والنَّسْرُ اسمُ صنم فكأَنهم سَمَّوْها الإلَهة لتعظيمهم لها وعبادتهم إياها فإنهم كانوا يُعَظِّمُونها ويَعْبُدُونها وقد أَوْجَدَنا اللهُ عز وجل ذلك في كتابه حين قال ومن آياته الليلُ والنهارُ والشمسُ والقمرُ لا تَسْجُدُوا للشمس ولا للقمر واسجُدُوا لله الذي خَلَقَهُنَّ إن كنتم إياه تعبدون ابن سيده والإلاهَةُ والأُلُوهة والأُلُوهِيَّةُ العبادة وقد قرئ ويَذَرَكَ وآلِهتَكَ وقرأَ ابن عباس ويَذَرَك وإِلاهَتَك بكسر الهمزة أَي وعبادتك وهذه الأَخيرة عند ثعلب كأَنها هي المختارة قال لأَن فرعون كان يُعْبَدُ ولا يَعْبُدُ فهو على هذا ذو إلاهَةٍ لا ذو آلِهة والقراءة الأُولى أَكثر والقُرّاء عليها قال ابن بري يُقَوِّي ما ذهب إليه ابن عباس في قراءته ويذرك وإِلاهَتَك قولُ فرعون أَنا ربكم الأَعلى وقوله ما علمتُ لكم من إله غيري ولهذا قال سبحانه فأَخَذه اللهُ نَكالَ الآخرةِ والأُولى وهو الذي أَشار إِليه الجوهري بقوله عن ابن عباس إن فرعون كان يُعْبَدُ ويقال إلَه بَيِّنُ الإلَهةِ والأُلْهانِيَّة وكانت العرب في الجاهلية يَدْعُونَ معبوداتهم من الأَوثان والأَصنام آلهةً وهي جمع إلاهة قال الله عز وجل ويَذَرَك وآلِهَتَك وهي أَصنام عَبَدَها قوم فرعون معه والله أَصله إلاهٌ على فِعالٍ بمعنى مفعول لأَنه مأَلُوه أَي معبود كقولنا إمامٌ فِعَالٌ بمعنى مَفْعول لأَنه مُؤْتَمّ به فلما أُدخلت عليه الأَلف واللام حذفت الهمزة تخفيفاً لكثرته في الكلام ولو كانتا عوضاً منها لما اجتمعتا مع المعوَّض منه في قولهم الإلاهُ وقطعت الهمزة في النداء للزومها تفخيماً لهذا الاسم قال الجوهري وسمعت أَبا علي النحوي يقول إِن الأَلف واللام عوض منها قال ويدل على ذلك استجازتهم لقطع الهمزة الموصولة الداخلة على لام التعريف في القسم والنداء وذلك قولهم أَفأَللهِ لَتفْعَلَنّ ويا الله اغفر لي أَلا ترى أَنها لو كانت غير عوض لم تثبت كما لم تثبت في غير هذا الاسم ؟ قال ولا يجوز أَيضاً أَن يكون للزوم الحرف لأَن ذلك يوجب أَن تقطع همزة الذي والتي ولا يجوز أَيضاً أَن يكون لأَنها همزة مفتوحة وإن كانت موصولة كما لم يجز في ايْمُ الله وايْمُن الله التي هي همزة وصل فإنها مفتوحة قال ولا يجوز أَيضاً أَن يكون ذلك لكثرة الاستعمال لأَن ذلك يوجب أَن تقطع الهمزة أَيضاً في غير هذا مما يكثر استعمالهم له فعلمنا أَن ذلك لمعنى اختصت به ليس في غيرها ولا شيء أَولى بذلك المعنى من أَن يكون المُعَوَّضَ من الحرف المحذوف الذي هو الفاء وجوّز سيبويه أَن يكون أَصله لاهاً على ما نذكره قال ابن بري عند قول الجوهري ولو كانتا عوضاً منها لما اجتمعتا مع المعوَّض عنه في قولهم الإلَهُ قال هذا رد على أَبي علي الفارسي لأَنه كان يجعل الأَلف واللام في اسم الباري سبحانه عوضاً من الهمزة ولا يلزمه ما ذكره الجوهري من قولهم الإلَهُ لأَن اسم الله لا يجوز فيه الإلَهُ ولا يكون إلا محذوف الهمزة تَفَرَّد سبحانه بهذا الاسم لا يشركه فيه غيره فإذا قيل الإلاه انطلق على الله سبحانه وعلى ما يعبد من الأَصنام وإذا قلت الله لم ينطلق إلا عليه سبحانه وتعالى ولهذا جاز أَن ينادي اسم الله وفيه لام التعريف وتقطع همزته فيقال يا ألله ولا يجوز يالإلهُ على وجه من الوجوه مقطوعة همزته ولا موصولة قال وقيل في اسم الباري سبحانه إنه مأْخوذ من أَلِهَ يَأْلَه إذا تحير لأَن العقول تَأْلَهُ في عظمته وأَلِهَ أَلَهاً أَي تحير وأَصله وَلِهَ يَوْلَهُ وَلَهاً وقد أَلِهْتُ على فلان أَي اشتدّ جزعي عليه مثل وَلِهْتُ وقيل هو مأْخوذ من أَلِهَ يَأْلَهُ إلى كذا أَي لجأَ إليه لأَنه سبحانه المَفْزَعُ الذي يُلْجأُ إليه في كل أَمر قال الشاعر أَلِهْتَ إلينا والحَوادِثُ جَمَّةٌ وقال آخر أَلِهْتُ إليها والرَّكائِبُ وُقَّف والتَّأَلُّهُ التَّنَسُّك والتَّعَبُّد والتأْليهُ التَّعْبيد قال لله دَرُّ الغَانِياتِ المُدَّهِ سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ من تأَلُّهِي ابن سيده وقالوا يا أَلله فقَطَعُوا قال حكاه سيبويه وهذا نادر وحكى ثعلب أَنهم يقولون يا الله فيصلون وهما لغتان يعني القطع والوصل وقول الشاعر إنِّي إذا ما حَدَثٌ أَلَمَّا دَعَوْت يا اللَّهُمَّ يا اللَّهُمَّا فإن الميم المشددة بدل من يا فجمع بين البدل والمبدل منه وقد خففها الأعشى فقال