أَبو سفيان بن حرب والعَنابِسُ والأعْياصُ وأُمَيَّة الصُّغْرى هم ثلاثة إِخوة لأُم اسمها عَبْلَة يقال هم العَبَلات بالتحريك وأَنشد الجوهري هذا البيت للأَحْوَص
( * قوله « وأنشد الجوهري هذا البيت للاحوص » الذي في التكملة أن البيت ليس للاحوص بل لسعد بن قرط بن سيار الجذامي يهجو أمه ) وأَفرد عجزه أَيْما إِلى جنة أَيما إِلى نار قال وقد تكسر قال ابن بري وصوابه إِيما بالكسر لأَن الأَصل إِما فأَما أَيْما فالأَصل فيه أَمّا وذلك في مثل قولك أَمّا زيد فمنطلق بخلاف إِمّا التي في العطف فإِنها مكسورة لا غير وبنو أَمَة بطن من بني نصر بن معاوية قال وأَمَا بالفتح كلمة معناها الاستفتاح بمنزلة أَلا ومعناهما حقّاً ولذلك أَجاز سيبويه أَمَا إِنَّه منطلق وأَما أنه فالكسر على أَلا إِنَّه والفتح حقّاً أَنَّه وحكى بعضهم هَما والله لقد كان كذا أَي أَما والله فالهاء بدل من الهمزة وأَمَّا أَما التي للاستفهام فمركبة من ما النافية وأَلف الاستفهام الأَزهري قال الليث أَمَا استفهام جحود كقولك أَمَا تستحي من الله قال وتكون أَمَا تأْكيداً للكلام واليمين كقولك أَما إِنَّه لرجلٌ كريم وفي اليمين كقولك أَمَا والله لئن سهرت لك ليلة لأَدَعَنَّكَ نادماً أَمَا لو علمت بمكانك لأُزعجنك منه وقال الفراء في قوله عز وجل مِمّا خَطاياهم قال العرب تجعل ما صِلَةً فيما ينوى به الجزاء كأَنه من خطيئاتهم ما أغرقوا قال وكذلك رأَيتها في مصحف عبد الله وتأْخيرها دليل على مذهب الجزاء ومثلها في مصحفه أَيَّ الأَجَلَيْنِ ما قَضَيْتُ أَلا ترى أَنك تقول حَيْثُما تكن أَكن ومهْما تَقُلْ أَقُلْ ؟ قال الفراء قال الكسائي في باب أَمَّا وإِمَّا إذا كنت آمراً أَو ناهياً أَو مخبراً فهو أَمّا مفتوحة وإِذا كنت مشترطاً أَو شاكّاً أَو مُخَيِّراً أَو مختاراً فهي إِمَّا بكسر الأَلف قال وتقول من ذلك في الأَول أَمَّا اللهَ فاعْبُدْه وأَمّا الخمر فلا تشرَبْها وأَمّا زيد فقد خرج قال وتقول في النوع الثاني إِذا كنت مشترطاً إِمّا تَشْتُمَنَّ فإِنه يَحْلُم عنك وتقول في الشك لا أَدري من قام إِمَّا زيد وإِمَّا عمرو وتقول في التخيير تَعَلَّمْ إِمَّا الفقه وإِما النحو وتقول في المختار لي دار بالكوفة فأَنا خارج إِليها فإِما أَن أَسكنها وإِمّا أن أَبيعها قال الفراء ومن العرب من يجعل إِمّا بمعنى أَمّا الشرطية قال وأَنشدني الكسائي لصاحب هذه اللغة إِلاَّ أَنه أبدل إِحدى الميمين ياء يا لَيْتَما أُمَّنا شالت نَعامتُها إِيما إلى جنة إِيما إِلى نار قال الجوهري وقولهم إِيما وأَيْما يريدون أَمّا فيبدلون من إِحدى الميمين ياء وقال المبرد إِذا أَتيت بإِمّا وأَما فافتحها مع الأَسماء واكسرها مع الأَفعال وأَنشد إِمَّا أَقَمْتَ وأَمّا أَنت ذا سفر فاللهُ يَحْفَظُ ما تأْتي وما تَذَرُ كسرت إِمّا أَقمتَ مع الفعل وفتحت وأَمّا أَنت لأَنها وَلِيَت الاسم وقال أَبا خُراشة أَمَّا أَنتَ ذا نَفَرٍ المعنى إِذا كنت ذا نَفَر قال قاله ابن كَيْسان قال وقال الزجاج إِمّا التي للتخيير شبهت بأَن التي ضمت إِليها ما مثل قوله عز وجل إِمّا أَن تُعذبَ وإِما أَن تَتَّخذَ فيهم حُسْناً كتبت بالأَلف لما وصفنا وكذلك أَلا كتبت بالأَلف لأَنها لو كانت بالياء لأَشبهت إِلى قال قال البصريون أَمّا هي أَن المفتوحة ضمت إِليها ما عوضاً من الفعل وهو بمنزلة إِذ المعنى إِذا كنت قائماً فإِني قائم معك وينشدون أَبا خراشة أَمَّا كنت ذا نفر قالوا فإِن ولي هذه الفعل كسرت فقيل إِمَّا انطلقتَ انطلقتُ معك وأَنشد إِمّا أَقمت وأَما أَنت مرتحلا فكسر الأُولى وفتح الثانية فإِن ولي هذه المكسورة فعل مستقبل أَحدثت فيه النون فقلت إِمّا تذهبنَّ فإِني معك فإِن حذفت النون جزمت فقلت إِما يأْكلْك الذئب فلا أَبكيك وقال الفراء في قوله عز وجل انا هديناه السبيل إِمّا شاكراً وإِمَّا كفوراً قال إِمّا ههنا جزاء أَي إِن شكر وإِن كفر قال وتكون على إِما التي في قوله عز وجل إِمّا يعذبهم وإِما يتوب عليهم فكأَنه قال خلقناه شقيّاً أَو سعيداً الجوهري وإِمّا بالكسر والتشديد حرف عطف بمنزلة أَو في جميع أَحوالها إِلا في وجه واحد وهو أَنك تبتدئ بأَو متيقناً ثم يدركك الشك وإما تبتدئ بها شاكّاً ولا بد من تكريرها تقول جاءني إِمّا زيد وإِمّا عمرو وقول حسان بن ثابت إِمَّا تَرَيْ رأْسي تَغَيَّر لونُه شَمَطاً فأَصْبَح كالثَّغام المُمْحِل
( * قوله « الممحل » كذا في الأصل والذي في الصحاح كالثغام المخلس ولم يعز البيت لاحد )
يريد إِنْ تَرَيْ رأْسي وما زائدة قال وليس من إِمّا التي تقتضي التكرير في شيء وذلك في المجازاة تقول إِمّا تأْتني أُكرمْك قال عز من قائل فإِمَّا تَرَيِنَّ من البشر أَحداً وقولهم أَمَّا بالفتح فهو لافتتاح الكلام ولا بد من الفاء في جوابه تقول أَما عبد الله فقائم قال وإِنما احتيج إِلى الفاء في جوابه لأَن فيه تأويل الجزاء كأَنك قلت مهما يكن من شيء فعبد الله قائم قال وأَمَا مخفف تحقيق للكلام الذي يتلوه تقول أَمَا إِن زيداً عاقل يعني أَنه عاقل على الحقيقة لا على المجاز وتقول أَمَا والله قد ضرب زيد عمراً الجوهري أَمَتِ السِّنَّوْرُ تَأْمو أُماء أَي صاحت وكذلك ماءت تَمُوءُ مُواء
( إما ) لا في حديث بَيْعِ الثَّمَرِ إما لا فلا تَبايَعُوا حتى يَبدُوَ صلاح الثَّمَرِ قال ابن الأثير هذه كلمة تَرد في المُحاوَرات كثيراً وقد جاءت في غير موضع من الحديث وأَصلها إن وما ولا فأدُغمت النون في الميم وما زائدة في اللفظ لا حُكم لها قال الجوهري قولهم إِمَّا لا فافْعَلْ