كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

النَّبْكُ من الأَرض ما ارتفع ويقال مَسايِلُ الأَوْدية ما تَسَفَّلَ والأَمْتُ تَخَلْخُلُ القِرْبة إِذا لم تُحْكَمْ أَفْراطُها قال الأَزهري سمعت العرب تقول قد مَلأَ القِربة مَلأً لا أَمْتَ فيه أَي ليس فيه استرخاءٌ من شدَّة امْتِلائها ويقال سِرْنا سَيْراً لا أَمْتَ فيه أَي لا ضَعْفَ فيه ولا وَهْنَ ابن الأَعرابي الأَمْتُ وَهْدَةٌ بين نُشُوزٍ والأَمْتُ العَيْبُ في الفَم والثَّوْب والحجر والأَمْتُ أَن تَصُبَّ في القِرْبة حتى تَنْثنِي ولا تَمْلأَها فيكون بعضُها أَشرف من بعض والجمع إِمَاتٌ وأُمُوتٌ وحكى ثعلب ليس في الخَمْر أَمْتٌ أَي ليس فيها شَكٌّ أَنها حرام وفي حديث أَبي سعيد الخدري أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال إِنَّ اللَّهَ حَرَّم الخمرَ فلا أَمْتَ فيها وأَنا أَنْهي عن السَّكَر والمُسْكِر لا أَمْتَ فيها أَي لا عَيْبَ فيها وقال الأَزهري لا شكَّ فيها ولا ارتيابَ أَنه من تنزيل رب العالمين وقيل للشك وما يُرْتابُ فيه أَمْتٌ لأَنَّ الأَمْتَ الحَزْرُ والتَّقدِير ويدخُلهما الظَّنُّ والشك وقول ابن جابر أَنشده شمر ولا أَمْتَ في جُمْلٍ لياليَ ساعَفَتْ بها الدارُ إِلاَّ أَنَّ جُمْلاً إِلى بُخْلِ قال لا أَمْتَ فيها أَي لا عَيْب فيها قال أَبو منصور معنى قول أَبي سعيد عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم إِنَّ اللَّه حَرَّم الخمر فلا أَمْتَ فيها معناه غَيْر معنى ما في البيت أَراد أَنه حَرَّمها تحريماً لا هَوادةَ فيه ولا لِين ولكنَّه شَدَّد في تحريمها وهو من قولك سِرْتُ سَيْراً لا أَمْتَ فيه أَي لا وَهْنَ فيه ولا ضَعْفَ وجائزٌ أَن يكون المعنى أَنه حَرَّمها تحريماً لا شك فيه وأَصله من الأَمْتِ بمعنى الحَزْر والتقدير لأَنَّ الشك يدخلهما قال العجاج ما في انْطِلاقِ رَكْبِهِ من أَمْتِ أَي من فُتورٍ واسْتِرْخاءٍ
( أمج ) الأَمَجُ حَرٌّ وعَطَشٌ يقال صيف أَمَجٌ أَي شديد الحرِّ وقيل الأَمَجُ شدَّة الحر والعطش والأَخذ بالنفس الأَصمعي الأَمَجُ تَهَوُّجُ الحرِّ وأَنشد للعجاج حَتى إِذا ما الصَّيْفُ كان أَمَجَا وفَرَغَا مِنْ رَعْيِ ما تَلَزَّجَا وأَمِجَتِ الإِبلُ
( * قوله « وأَمجت الإبل » من باب فرح وقوله « وأمج إِذا سار » بابه ضرب كما في القاموس ) تَأْمَجُ أَمَجاً إِذا اشتد بها حر أَو عطش أَبو عمرو وأَمَجَ إِذا سار سيراً شديداً بالتخفيف وأَمَجُ موضعٌ وفي حديث ابن عباس حتى إِذا كان بالكَديدِ ماءٌ بين عُسْفانَ وأَمَج أَمَج بفتحتين وجيم موضع بين مكة والمدينة وأَنشد أَبو العباس المبرد حُمَيْدُ الذي أَمَجٌ دارُه أَخو الخَمْر ذو الشَّيْبَةِ الأَصْلَعُ
( أمح ) الأَزهري قال في النوادر أَمَحَ الجُرْحُ يأْمِحُ أَمَحاناً ونَبَذَ وأَزَّ وذَرِبَ ونَتَعَ ونَبَغَ إِذا ضَرَب بوجع
( أمد ) الأَمَدُ الغاية كالمَدَى يقال ما أَمدُك ؟ أَي منتهى عمرك وفي التنزيل العزيز ولا تكونوا كالذين أُوتو الكتاب من قبل فطال عليهم الأَمدُ فَقَسَتْ قلوبهم قال شمر الأَمَدُ منتهى الأَجل قال وللإِنسان أَمَدانِ أَحدهما ابتداء خلقه الذي يظهر عند مولده والأَمد الثاني الموت ومن الأَول حديث الحجاج حين سأَل الحسن فقال له ما أَمَدُكَ ؟ قال سنتان من خلافة عمر أَراد أَنه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر رضي الله عنه والأَمَدُ الغضب أَمِدَ عليه وأَبِدَ إِذا غضب عليه وآمِدُ بلد
( * قوله « وآمد بلد إلخ » عبارة شرح القاموس وآمد بلد بالثغور في ديار بكر مجاورة لبلاد الروم ثم قال ونقل شيخنا عن بعض ضبطه بضم الميم قلت وهو المشهور على الألسنة ) معروف في الثغور قال بآمِدَ مرَّةً وبرأْسِ عينٍ وأَحياناً بِمَيَّا فارِقينا ذهب إِلى الأَرض أَو البقعة فلم يصرف والإِمِّدانُ الماءُ على وجه الأَرض عن كراع قال ابن سيده ولست منه على ثقة وأَمَدُ الخيل في الرهان مَدافِعُها في السباق ومنتهى غاياتها الذي تسبق إِليه ومنه قول النابغة سَبْقَ الجوادِ إِذا استولى على الأَمَدِ أَي غلب على منتهاه حين سبق وسيلة إِليه أَبو عمرو يقال للسفينة إِذا كانت مشحونة عامِدٌ وآمِدٌ وعامدة وآمِدَة وقال السامدُ العاقل والآمِدُ المملوء من خير أَو شرّ
( أمر ) الأَمْرُ معروف نقيض النَّهْيِ أَمَرَه به وأَمَرَهُ الأَخيرة عن كراع وأَمره إِياه على حذف الحرف يَأْمُرُه أَمْراً وإِماراً فأْتَمَرَ أَي قَبِلَ أَمْرَه وقوله ورَبْرَبٍ خِماصِ يَأْمُرْنَ باقْتِناصِ إِنما أَراد أَنهنَّ يشوّقن من رآهن إِلى تصيدها واقتناصها وإِلا فليس لهنَّ أَمر وقوله عز وجل وأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ العالمين العرب تقول أَمَرْتُك أَن تفْعَل ولِتَفْعَلَ وبأَن تفْعَل فمن قال أَمرتك بأَن تفعل فالباء للإِلصاق والمعنى وقع الأَمر بهذا الفعل ومن قال أَمرتُك أَن تفعل فعلى حذف الباء ومن قال أَمرتك لتفعل فقد أَخبرنا بالعلة التي لها وقع الأَمرُ والمعنى أُمِرْنا للإِسلام وقوله عز وجل أَتى أَمْرُ اللهِ فلا تَسْتَعْجِلوه قال الزجاج أَمْرُ اللهِ ما وعَدهم به من المجازاة على كفرهم من أَصناف العذاب والدليل على ذلك قوله تعالى حتى إِذا جاء أَمرُنا وفارَ التَّنُّور أَي جاء ما وعدناهم به وكذلك

الصفحة 125