كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

الرملَ أَي مَضَيت فيه وفي التنزيل العزيز فجاسُوا خِلالَ الدِّيار وقال اللحياني جَلَسْنا خِلالَ الحيِّ وخِلال دُور القوم أَي جلسنا بين البيوت ووسط الدور قال وكذلك يقال سِرْنا خِلَلَ العدُوّ وخِلالهم أَي بينهم وفي التنزيل العزيز ولأَوْضَعوا خِلالَكم يَبْغونكم الفتنةَ قال الزجاج أَوْضَعْت في السير إِذا أَسرعت فيه المعنى ولأَسرعوا فيما يُخِلُّ بكم وقال أَبو الهيثم أَراد ولأَوْضَعوا مَراكِبهم خِلالَكم يَبْغونكم الفتنة وجعل خِلالكم بمعنى وَسَطَكم وقال ابن الأَعرابي ولأَوْضَعوا خِلالكم أَي لأَسرعوا في الهَرب خلالكم أَي ما تَفرق من الجماعات لِطَلب الخَلَوة والفِرار وتَخَلَّل القومَ دخل بين خَلَلهم وخِلالهم ومنه تَخَلُّل الأَسنان وتَخَلَّلَ الرُّطَبَ طلبه خِلال السَّعَف بعد انقضاء الصِّرام واسم ذلك الرُّطَب الخُلالة وقال أَبو حنيفة هي ما يبقى في أُصول السَّعَف من التمر الذي ينتثر وتخليل اللحية والأَصابع في الوضوء فإِذا فعل ذلك قال تَخَلَّلت وخَلَّل فلان أَصابعَه بالماء أَسال الماء بينها في الوضوء وكذلك خَلَّل لحيته إِذا توضأَ فأَدخل الماء بين شعرها وأَوصل الماء إِلى بشرته بأَصابعه وفي الحديث خَلِّلُوا أَصابعَكم لا تُخَلِّلها نار قليل بُقْياها وفي رواية خَلِّلوا بين الأَصابع لا يُخَلِّل اللهُ بينها بالنار وفي الحديث رَحِم الله المتخلِّلين من أُمتي في الوضوء والطعام التخليل تفريق شعر اللحية وأَصابع اليدين والرجلين في الوضوء وأَصله من إِدخال الشيء في خِلال الشيء وهو وسَطُه وخَلَّ الشيءَ يَخُلُّه خَلاًّ فهو مَخْلول وخَلِيل وتَخَلَّله ثَقَبه ونَفَذَه والخِلال ما خَلَّه به والجمع أَخِلَّة والخِلال العود الذي يُتَخَلَّل به وما خُلَّ به الثوب أَيضاً والجمع الأَخِلَّة وفي الحديث إِذا الخِلال نُبَايِع والأَخِلَّة أَيضاً الخَشَبات الصغار اللواتي يُخَلُّ بها ما بين شِقَاق البيت والخِلال عود يجعل في لسان الفَصِيل لئلا يَرْضَع ولا يقدر على المَصِّ قال امرؤ القيس فَكَرَّ إِليه بمِبْراتِه كما خَلَّ ظَهْرَ اللسان المُجِرّ وقد خَلَّه يَخُلُّه خَلاًّ وقيل خَلَّه شقَّ لسانه ثم جَعل فيه ذلك العود وفَصيل مخلول إِذا غُرز خِلال على أَنفه لئلا يَرْضَع أُمه وذلك أَنها تزجيه إِذا أَوجع ضَرْعَها الخِلال وخَلَلْت لسانَه أَخُلُّه ويقال خَلَّ ثوبَه بخِلال يَخُلُّه خلاًّ فهو مخلول إِذا شَكَّه بالخِلال وخَلَّ الكِساءَ وغيرَه يَخُلُّه خَلاًّ جَمَع أَطرافه بخِلال وقوله يصف بقراً سَمِعْن بموته فَظَهَرْنَ نَوْحاً قِيَاماً ما يُخَلُّ لهنَّ عُود
( * قوله « سمعن بموته إلخ » أورده في ترجمة نوح شاهداً على أَن النوح اسم للنساء يجتمعن للنياحة وأَن الشاعر استعاره للبقر )
إنما أَراد لا يُخَلُّ لهن ثوب بعود فأَوقع الخَلَّ على العود اضطراراً وقبل هذا البيت أَلا هلك امرؤ قامت عليه بجنب عُنَيْزَةَ البَقَرُ الهُجودُ قال ابن دريد ويروى لا يُحَلُّ لهنَّ عود قال وهو خلاف المعنى الذي أَراده الشاعر وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه كان له كساءٌ فَدَكِيٌّ فإِذا ركب خَلَّه عليه أَي جمع بين طَرَفيه بخِلال من عود أَو حديد ومنه خَلَلْته بالرمح إِذا طعنته به والخَلُّ خَلُّك الكِساء على نفسك بالخِلال وقال سأَلتك إِذ خِبَاؤُك فوق تَلٍّ وأَنت تَخُلُّه بالخَلِّ خَلاًّ قال ابن بري قوله بالخَلّ يريد الطريق في الرمل وخَلاًّ الأَخير الذي يُصْطَبَع به يريد سأَلتك خَلاًّ أَصْطَبِغ به وأَنت تُخُلُّ خِباءَك في هذا الموضع من الرمل الجوهري الخَلُّ طريق في الرمل يذكر ويؤنث يقال حَيَّةُ خَلٍّ كما يقال أَفْعَى صَرِيمة ابن سيده الخَلُّ الطريق النافذ بين الرمال المتراكمة قال أَقْبَلْتُها الخَلَّ من شَوْرانَ مُصْعِدةً إِنِّي لأُزْرِي عليها وهي تَنْطَلِقُ قال سمي خَلاًّ لأَنه يَتَخَلَّل أَي يَنْفُذ وتَخَلَّل الشيءُ أَي نَفَذ وقيل الخَلُّ الطريق بين الرملتين وقيل هو طريق في الرمل أَيّاً كان قال من خَلِّ ضَمْرٍ حين هابا ودجا والجمع أَخُلٌّ وخِلال والخَلَّة الرملة اليتيمة المنفردة من الرمل وفي الحديث يخرج الدجال خَلَّة بين الشام والعراق أَي في سبيل وطريق بينهما قيل للطريق والسبيل خَلَّة لأَن السبيل خَلَّ ما بين البلدين أَي أَخَذَ مخيط ما بينهما خِطْتُ اليوم خَيْطَة أَي سِرْت سَيْرة ورواه بعضهم بالحاء المهملة من الحُلول أَي سَمْتَ ذلك وقُبَالَته واخْتَلَّه بسهم انْتَظَمه واخْتَلَّه بالرمح نَفَذه يقال طَعَنته فاخْتَلَلْت

الصفحة 1250