وأَنشد عَهِدْتُ بها الحَيَّ الجميع فَأَصبحوا أَتَوْا داعياً لله عَمَّ وخَلَّلا وتَخَلَّل المطرُ إِذا خَصَّ ولم يكن عامّاً والخُلَّة الصداقة المختصة التي ليس فيها خَلَل تكون في عَفاف الحُبِّ ودَعارته وجمعها خِلال وهي الخَلالة والخِلالة والخُلولة والخُلالة وقال النابغة الجعدي أَدُوم على العهد ما دام لي إِذا كَذَبَتْ خُلَّة المِخْلَب وبَعْضُ الأَخِلاَّء عند البَلا ءِ والرُّزْء أَرْوَغُ من ثَعْلَب وكيف تَواصُلُ من أَصبحت خِلالته كأَبي مَرْحَب ؟ أَراد من أَصبحت خَلالته كخَلالة أَبي مَرْحَب وأَبو مَرْحَب كنية الظِّل ويقال هو كنية عُرْقُوب الذي قيل عنه مواعيد عُرْقُوب والخِلال والمُخالَّة المُصادَقة وقد خالَّ الرجلَ والمرأَةَ مُخالَّة وخلالاً قال امرؤ القيس صَرَفْتُ الهَوى عنهنَّ من خَشْيَة الرَّدى ولستُ بِمَقْليِّ الخِلال ولا قالي وقوله عز وجل لا بيعٌ فيه ولا خُلَّة ولا شفاعة قال الزجاج يعني يوم القيامة والخُلَّة الصَّداقة يقال خالَلْت الرجلَ خِلالاً وقوله تعالى مِن قَبْلِ أَن يأْتي يوم لا بَيْع فيه ولا خِلال قيل هو مصدر خالَلْت وقيل هو جمع خُلَّة كجُلَّة وجِلال والخِلُّ الوُدُّ والصَّدِيق وقال اللحياني إِنه لكريم الخِلِّ والخِلَّة كلاهما بالكسر أَي كريم المُصادَقة والمُوادَّة والإِخاءِ وأَما قول الهذلي إنَّ سَلْمى هي المُنى لو تَراني حَبَّذا هي من خُلَّة لو تُخالي إِنما أَراد لو تُخالِل فلم يستقم له ذلك فأَبدل من اللام الثانية ياء وفي الحديث إِني أَبرأُ إِلى كل ذي خُلَّة من خُلَّته الخُلَّة بالضم الصداقة والمحبة التي تخلَّلت القلب فصارت خِلالَه أَي في باطنه والخَلِيل الصَّدِيق فَعِيل بمعنى مُفَاعِل وقد يكون بمعنى مفعول قال وإِنما قال ذلك لأَن خُلَّتَه كانت مقصورة على حب الله تعالى فليس فيها لغيره مُتَّسَع ولا شَرِكة من مَحابِّ الدنيا والآخرة وهذه حال شريفة لا ينالها أَحد بكسب ولا اجتهاد فإِن الطباع غالبة وإِنما يخص الله بها من يشاء من عباده مثل سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أَجمعين ومن جعل الخَلِيل مشتقّاً من الخَلَّة وهي الحاجة والفقر أَراد إِنني أَبرأُ من الاعتماد والافتقار إِلى أَحد غير الله عز وجل وفي رواية أَبرأُ إِلى كل خلّ من خلَّته بفتح الخاء
( * قوله « بفتح الخاء إلخ » هكذا في الأصل والنهاية وكتب بهامشها على قوله بفتح الخاء يعني من خلته )
وكسرها وهما بمعنى الخُلَّة والخَليل ومنه الحديث لو كنتُ متخذاً خَلِيلاً لاتَّخَذت أَبا بكر خَلِيلاً والحديث الآخر المرء بخَلِيله أَو قال على دين خَليله فليَنْظُر امرؤٌ مَنْ يُخالِل ومنه قول كعب بن زهير يا وَيْحَها خُلَّة لو أَنها صَدَقَتْ موعودَها أَو لو آنَّ النصح مقبول والخُلَّة الصديق الذكر والأُنثى والواحد والجمع في ذلك سواء لأَنه في الأَصل مصدر قولك خَليل بَيِّن الخُلَّة والخُلولة وقال أَوْفى بن مَطَر المازني أَلا أَبلغا خُلَّتي جابراً بأَنَّ خَلِيلكَ لم يُقْتَل تَخاطَأَتِ النَّبلُ أَحشاءه وأَخَّر يَوْمِي فلم يَعْجَل قال ومثله أَلا أَبلغا خُلَّتي راشداً وصِنْوِي قديما إِذا ما تَصِل وفي حديث حسن العهد فيُهْديها في خُلَّتها أَي في أَهل ودِّها وفي الحديث الآخر فيُفَرِّقها في خلائلها جمع خَليلة وقد جمع على خِلال مثل قُلَّة وقِلال وأَنشد ابن بري لامرئ القيس لعَمْرُك ما سَعْدٌ بخُلَّة آثم أَي ما سَعْد مُخالٌّ رجلاً آثماً قال ويجوز أَن تكون الخُلَّة الصَّداقة ويكون تقديره ما خُلَّة سعد بخُلَّة رجل آثم وقد ثَنَّى بعضهم الخُلَّة والخُلَّة الزوجة قال جِران العَوْد خُذا حَذَراً يا خُلَّتَيَّ فإِنني رأَيت جِران العَوْد قد كاد يَصْلُح فَثَنَّى وأَوقعه على الزوجتين لأَن التزوج خُلَّة أَيضاً التهذيب فلان خُلَّتي وفلانة خُلَّتي وخِلِّي سواء في المذكر والمؤنث والخِلُّ الودّ والصديق ابن سيده الخِلُّ الصَّديق المختص والجمع أَخلال عن ابن الأَعرابي وأَنشد أُولئك أَخْداني وأَخلالُ شِيمتي وأَخْدانُك اللائي تَزَيَّنَّ بالكَتَمْ ويروى يُزَيَّنَّ ويقال كان لي وِدًّا وخِلاًّ ووُدًّا وخُلاًّ قال اللحياني كسر الخاء أَكثر والأُنثى خِلٌّ أَيضاً وروى بعضهم هذا البيت هكذا تعرَّضَتْ لي بمكان خِلِّي فخِلِّي هنا مرفوعة الموضع بتعرَّضَتْ كأَنه قال تَعَرَّضَتْ لي خِلِّي بمكان خلْوٍ أَيو غير ذلك ومن رواه بمكان حِلٍّ فحِلّ ههنا من نعت المكان كأَنه قال بمكان حلال والخَلِيل كالخِلِّ وقولهم في إِبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام خَلِيل الله قال ابن دريد الذي سمعت فيه أَن معنى الخَلِيل الذي أَصْفى المودّة وأَصَحَّها قال ولا أَزيد فيها شيئاً لأَنها في القرآن يعني قوله واتخذ الله إِبراهيم خَلِيلاً والجمع أَخِلاّء وخُلاّن والأُنثى خَلِيلة والجمع خَلِيلات الزجاج الخَلِيل المُحِبُّ الذي ليس في محبته خَلَل وقوله عز وجل واتخذ الله