كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

تَعْلُو أَواسِيَه خَناذِيذُ خِيَمْ فقد تكون الخناذيذ هنا الجبال الضخام وتَكون المشرفة الطوال والخناذيذ هي الشماريخ الطوال المشرفة واحدتها خِنْذِيذَةٌ وخناذيذ الغيم أَطراف منه مشرفة شاخصة مشبهة بذلك والخُنْذُوَة الشعْبَةُ من الجبل مثل بها سيبويه وفسرها السيرافي قال ووجدت في بعض النسخ حُنْذُوَةً وفي بعضها جُنْذُوَةً وخُنذوة بالخاء معجمة أَقعد بذلك يشتقها من الخِنْذِيذِ وحكيت خِنْذُوَة بكسر الخاء وهو قبيح لأَنه لا يجتمع كسرة وضمة بعدها واو وليس بينهما إِلا ساكن لأَنَّ الساكن غير معتدٍّ به فكأَنه خِذُوَة وحكيت جِنْدِوَة وخِنْذِوَة وحِنْذِوَة لغات في جميع ذلك حكاه بعض أَهل اللغة وكذلك وجد في بعض نسخ كتاب سيبويه وهذا لا يعضده القياس ولا السماع أَما الكسرة فإِنها توجب قلب الواو ياء وإِن كان بعدها ما يقع عليه الإِعراب وهو الهاء وقد نفى سيبويه مثل ذلك وأَما السماع فلم يجئ لها نظير وإِنما ذكرت هذه الكلمة بالحاء والخاء والجيم لأَنَّ نسخ كتاب سيبويه اختلفت فيها ( خنذع ) الخُنْذُع القليل الغَيْرة على أَهله وهو الدَّيُّوث مثل القُنْذُع عن ابن خالويه
( خنر ) أُم خِنَّوْر وخَنُّورٍ على وزن تنور الضبع والبقرة عن أَبي رياش وقيل الداهية ويقال وقع القوم في أُم خِنَّورٍ أَي في داهية والخِنَّوْرُ الضَّبُعُ وقيل أُم خَنُّورٍ من كُنَى الضبع وقيل هي أُم خِنَّوْر بكسر الخاء وفتح النون وقيل هي خنُّور بفتح الخاء وضم النون وأُم خَنُّور الصَّحارى وأُم خَنُّور وخَنَوَّرٍ وخِنَّوْرٍ الدنيا قال قال عبد الملك بن مروان وفي رواية أُخرى سليمان بن عبد الملك وطِئْنَا أُمَّ خَنُّورٍ بقوة فما مضت جمعة حتى مات وأُمُّ خَنُّورٍ مصر صانها الله تعالى وفي الحديث أُمُّ خَنُّورٍ يساق إِليها القِصَارُ الأَعمار رواه أَبو حنيفة الدِّيْنَوَريُّ قال أَبو منصور وفي الخنور ثلاث لغات خِنَّورٌ مثل بِلَّوْر وخَنُّورُ مثل سَفُّود وخَنَوَّر مثل عَذَوَّر والخَنُّور النِّعْمة الظاهرة وقيل إِنما سميت مصر بذلك لنعمتها وذلك ضعيف ويقال وقعوا في أُم خِنَّوْر إِذا وقعوا في خِصْب ولين من العَيْشِ ولذلك سميت الدنيا أُم خِنَّوْرٍ وأُمُّ خَنُّور الاسْتُ وشك أَبو حاتم في شدّ النون ويقال لها أَيضاً أُم خِنَّوْرٍ قال أَبو سهل وأَما أُم خِنَّوْرٍ بكسر الخاء فهو اسم الاست وقال ابن خالويه هي اسم لاست الكلبة والخَنَوَّر قَصَبُ النُّشَّاب ورواه أَبو حنيفة الخَنُّور وقال مرة خَنَوَّرٌ أَو خَنُّور فأَفْصَحَ بالشك وأَنشد يَرْمُونَ بالنُّشَّاب ذي الآ ذان في القَصَبِ الخَنَوَّرْ وقيل كل شجرة رِخْوَةٍ خَوَّارَةٍ وقال أَبو حنيفة كل شجرة رِخْوَة خَوَّارَة فهي خَنُّورة ولذلك قيل لقصب النشاب خَنُّور بفتح الخاء وضم النون أَبو العباس الخانِرُ الصَّديق المُصافي وجمعه خُنُرٌ يقال فلان ليس من خُنُرِي أَي ليس من أَصفيائي
( خنز ) خَنِز اللحمُ والتمرُ والجَوْزُ بالكسر خُنُوزاً ويخْنَز خَنَزاً فهو خَنِزٌ وخَنَزٌ كالهما فسد وأَنتن الفتح عن يعقوب مثل خَزَِنَ على القلب وفي الحديث لولا بنو إِسرائيل ما أَنتن اللحمُ ولا خَنِز الطعامُ كانوا يرفعون طعامهم لِغَدِهم أَي ما نَتُنَ وتغيرت ريحه والخُنَّاز اليهود الذين ادّخروا اللحم حتى خَنِز وقول الأَعلم الهذلي زعَمَتْ خَنازِ بأَنَّ بُرْمَتَنا تجري بلحم غير ذي شَحْم يعني المُنْتِنَةَ أَخذه من خَنِز اللحمُ وجَعَل ذلك اسماً لها عَلَماً والخَنِيزُ الثريد من الخُبز الفطِيرِ والخُنْزُوَةُ والخُنْزُوانَةُ والخُنْزوانِيَّة والخُنْزُوان الكِبْرُ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد إِذا رأَوا من مَلِكٍ تَخَمُّطا أَو خُنْزُواناً ضَرَبوه ما خَطَا وأَنشد الجوهري لَئِيم نَزَتْ في أَنْفِه خُنْزُوانَةٌ على الرَّحِمِ القُرْبى أَحَذُّ أُباتِرُ ويقال هو ذو خُنْزُواناتٍ وفي رأْسه خُنْزُوانةٌ أَي كِبْر وأَنشد الفراء قول عدي بن زيد فَضافَ يُفَرِّي جُلَّهُ عن سَراتِه يَبُذّ الجِيادَ فارِهاً مُتَتابِعا فآض كصَدْرِ الرُّمح نَهْداً مُصَدَّراً يُكَفْكِفُ منه خُنْزُواناً مُنازِعا ويقال لأَنْزِعَنَّ خُنْزُوانَتَك ولأُطَيِّرَنَّ نُعَرَتَك وفي الحديث ذكر الخُنْزُوانة وهي الكِبْر لأَنها تُغَيِّرُ عن السَّمْت الصالح وهي فُعْلُوانة ويحتمل أَن تكون فُنْعُلانة من الخَنْز وهو القهر قال والأَوّل أَصح التهذيب في الرباعي أَبو عمرو الخَنْزُوان الخِنزير ذكره في باب الهَيْلُمان والنَّيْدُلان والكَيْذُبان والخَنْزُوان قال أَبو منصور أَصل الحرف من خَنِزَ يَخْنَزُ إِذا أَنتن وهو ثلاثي والخُنَّاز الوزَغة وفي المثل ما الخَوافي كالقِلَبَة ولا الخُنَّازُ كالثُّعَبَة فالخَوافي بلغة أَهل نجد السَّعَفات اللواتي يَلِين القِلَبة يسميها أَهل الحجاز العَواهن والثُّعَبَة دابَة أَكبر من الوَزَغَة

الصفحة 1275