بَنَى من الخنَا فَعالَة وقد خَنِيَ عليه بالكسر وأَخْنَى عليه في مَنْطِقِه أَفْحَشَ قال أَبو ذؤيب ولا تُخْنُوا عليَّ ولا تُشِطُّوا بقول الفخْر إنّ الفَخْرَ حُوبُ وفي الحديث أَخْنَى الأَسماء عند الله رَجُلٌ تَسَمَّى مَلكَ الأَمْلاكِ الخَنا الفُحْشُ في القول ويجوز أَن يكون من أَخْنَى عليه الدَّهْرُ إذا مالَ عليه وأَهلكه وفي الحديث من لم يَدَعِ الخَنا والكَذِبَ فلا حاجةَ لله في أَن يَدَعَ طَعامَه وشرابه وفي حديث أَبي عبيدة فقال رجل من جُهَيْنَة والله ما كان سَعْدٌ ليُخْنِيَ بابْنهِ
( * قوله « ليخني بابنه » بهامش نسخة من النهاية ما نصه الإخناه على الشيء الافساد ومنه الخنا وهو الفحش والكلام الفاسد ودخلت الباء في بابنه للتعدية والمعنى ما كان ليجعله مخنياً على ضمانه خائساً به واللام لتأكيد معنى النفي كأنه قال سعد أجلّ من أن يضايق ابنه في هذا حتى يعجز عن الوفاء بما ضمن ) في شِقَّةٍ من تَمْرٍ أَي يُسْلِمه ويَخْفر ذِمَّتَه وهو من أَخْنَى عليه الدِّهْرُ وخَنَى الدَّهْرِ آفاتُه قال لبيد قلبتُ هَجِّدْنا فَقَدْ طالَ السُّرَى وقَدرنا إن خَنَى الدَّهرِ غَفَلْ وأَخْنَى علي الدَّهْرُ طالَ وأَخْنَى عليهم الدهرُ أَهلكهم وأَتَى عليهم قال النابغة أَمْسَتْ خَلاءً وأَمْسَى أَهْلُها احْتَمَلُوا أَخْنَى عليها الذي أَخْنَى على لُبَدِ وأَخْنَى أَفْسَدَ وأَخْنَيْتُ عليه أَفْسَدْتُ والخَنْوةُ الغَدْرَةُ والخَنْوَة أَيضاً الفُرْجَة في الخُصّ وأَخْنَى الجرادُ كَثُر بيضُه عن أَبي حنيفة وأَخْنَى المَرْعَى كَثُرَ نَباتُه والْتَفَّ وروي بيت زهير أَصَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنَيْنِ أَخْنَى له بالسِّيَّ تَنُّومٌ وآءُ والأَعرف الأَكثر أَجْنَى قال ابن سيده وإنما قضينا أَن أَلفه ياء لأَن اللام ياء أَكثر منها واواً والله أَعلم
( خهفع ) حكى الأَزهري عن أَبي تراب قال سمعت أَعرابياً من بني تميم يكنى أَبا الخَيْهَفْعَى وسأَلته عن تفسير كنيته فقال يقال إِذا وقع الذئب على الكلبة جاءت بالسِّمْع وإِذا وقع الكلب على الذِّئبة جاءت بالخَيْهَفْعَى قال وليس هذا على أَبنية أَسمائهم مع اجتماع ثلاثة أَحرف من حروف الحَلْق وقال عن هذا الحرف وعما قبله في باب رباعي العين في كتابه وهذه حروف لا أَعرفها ولم أَجد لها أَصلاً في كتب الثقات الذين أَخذوا عن العرب العاربة ما أَودعوا كتبهم ولم أَذكرْها وأَنا أَحقُّها ولكني ذكرتها اسْتِنْداراً لها وتعجُّباً منها ولا أَدري ما صحتها وحكى ابن بري في أَماليه قال قال ابن خالويه أَبو الخَيْهَفْعَى كنية رجل أَعرابي يقال له جِنزاب بن الأَقرع فقيل له لم تكَنَّيْت بهذا ؟ فقال الخَيْهَفْعَى دابة يخرج بين النَّمر والضبع يكون باليمن أَغْضَفُ الأُذنين غائرُ العينين مُشْرِف الحاجِبَين أَعْصَلُ الأَنْياب ضَخْمُ البَراثِن يَفْتَرِس الأَباعِرَ وأَهمله الجوهري
( خوب ) الخَوْبَة الأَرضُ التي لم تُمْطَرْ بَيْنَ أَرْضَيْنِ مَمْطورَتَيْن والخَوْبَةُ الجُوعُ عن كُراع قال أَبو عمرو إِذا قُلْتَ أَصابَتْنا خَوْبَةٌ بالخاءِ المعجمة فمعناه المجاعةُ وإِذا قُلْتها بالحاءِ المهملة فمعناهُ الحاجَة أَبو عبيد أَصابَتْهُم خَوْبةٌ إِذا ذَهَبَ ما عندَهم فلم يبقَ عندهم شيءٌ قال شمر لا أَدْرِي ما أَصابَتْهُم خوبة وأَظُنُّ أَنه حَوْبَة قال أَبو منصور والخَوْبَة بالخاءِ صحيح ولم يَحْفَظْه شمر قال ويقال للجُوع الخَوْبَة وقال الشاعر طَرُود لِخَوْباتِ النُّفُوسِ الكَوانِعِ وفي حديث التَّلِبِ بن ثَعْلبة أَصابَ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم خَوْبَةٌ فاسْتَقْرَضَ مِنِّي طَعاماً الخَوْبةُ المَجاعَة وخابَ يَخُوبُ خَوْباً افْتَقَرَ عن ابن الأَعرابي وفي الحديث نَعُوذُ باللّه من الخَوْبةِ ويقال نَزَلْنا بخَوْبةٍ من الأَرضِ أَي بمَوْضِعِ سُوءٍ لا رِعْيَ به ولا ماءَ أَبو عمرو الخَوْبَة والقَوايَةُ والخَطِيطَةُ الأَرضُ التي لم تُمْطَرْ وقَوِيَ المَطر يَقْوَى إِذا احْتَبَسَ
( خوت ) خاتَه يَخُوتُه خَوْتاً طَرَده والخَواتُ والخَواتةُ الصَّوْتُ وخص أَبو حنيفة به صَوْتَ الرعد والسيل وأَنشد لابن هَرْمَة ولا حِسَّ إِلاّ خَواتُ السُّيول وخَواتُ الطير صَوْتُها وقد خَوَّتَتْ وقيل كلُّ ما صَوَّتَ فقد خَوَّت قيل الخَواتُ لفظ مؤنث ومعناه مذكر دَويُّ جَناح العُقاب وخاتَتِ العُقابُ والبازي تَخُوتُ خَواتاً وخَواتَةً وانْخاتَتْ واخْتاتَتْ إِذا انْقَضَّتْ على الصَّيْدِ لتَأْخُذَه فسمعتَ لجناحَيْها صَوْتاً والخائتة العُقابُ التي تَخْتاتُ وهو صَوْتُ جَناحَيْها إِذا انْقَضَّتْ فَسمِعْتَ صَوْتَ انْقضاضها وله حَفيفٌ وسمعتُ خَواتَها أَي حفيفَها وصوتها وفي حديث أَبي الطُّفَيْل وبناءِ الكعبة قال فسمعنا خَواتاً من السماءِ أَي صوْتاً مثل حَفِيف جناح الطائر الضخم وخاتَتْه العُقابُ تَخُوتُه وتَخَوَّتَتْه اخْتَطَفَتْه قال أَبو ذُؤَيْب أَو صَخْر الغَيِّ فخاتَتْ غَزالاً جاثِماً بَصُرَتْ به لدى سَلَماتٍ عنْد أَدْماءَ سارِبِ وتَخَوَّتَ الشيءَ اخْتَطَفَه عن ابن الأَعرابي وقال ابن رِبْعٍ الهُذَليّ أَو الجَموحُ الهُذَليُّ