كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

أَسرع والرواية وخَوَّدَ فحلُها من غير شل يصف برد الزمان وانتزاع الفحل إِلى مراحه مبادراً هبوب الريح الباردة بالعشي كما يُخَوِّد الظليم إِذا راح إِلى بيضه وأُدْحِيِّه وفي ترجمة بقَّم تَوَّجُ موضع وكذلك خَوَّدُ قال ذو الرمة وأَعيُن العِين بأَعلى خَوَّدا حكاه ابن بري عن ابن الجواليقي
( خوذ ) المُخاوَذَةُ المخالفة إِلى الشيء خَاوَذَهُ خِوَاذاً ومخاوذة خالفه يقال بنو فلان خاوذونا إِلى الماء أَي خالفونا إِليه الأُمَوِيُّ خاوَذْته مُخَاوَذَة فعلت مثل فعله وأَنكر شمر خاوذت بهذا المعنى وذكر أَن المُخاوَذَة والخِواذ الفِراقُ وأَنشد إِذا النَّوَى تَدْنُو عن الخِوَاذِ وخَاوَذَتْه الحُمَّى خِوَاذاً أَخذته ثم انقطعت عنه ثم عاودته عن ابن الأَعرابي وقيل مخاوذتها إِياه تعهدها له وقيل خِواذُ الحمى أَن تأْتي لوقت غير معلوم الفراء الحمى تُخَاوذه إِذا حم في الأَيام وفلان يُخَاوِذُنا بالزيارة أَي يتعهدنا بالزيارة قال أَبو منصور وسماعي من العرب في الخِواذِ أَن حِلَّتَين نزلتا على ماء عضوض لا يروي نَعَمَهُما في يوم واحد فسمعت بعضهم يقول لبعض خَاوِذُوا وِرْدَكم ترووا نَعَمَكمْ ومعناه أَن يورد فريق نَعَمَه يوماً ونَعَم الآخرين في الرعي فإِذا كان اليوم الثاني أَورد الآخرون نعمهم فإِذا فعلوا ذلك شرب كلُّ مال غِبّاً لأَنَّ المالين إِذا اجتمعا على الماء نزح فلم يرووا وكان صَدَرُهم عن غيرِ رِيّ فهذا معنى الخِوَاذِ عندهم وهو من خُوذَانِهم عن ابن الأَعرابي أَي من خُشارِهم وخَمَّانهم ويقال ذهب فلان في خُوذانِ الخامل إِذا أُخر عن أَهل الفضل قال ابن أَحمر إِذا سَبَّنَا منهم دَعِيٌّ لأُمِّهِ خليلانِ من خُوذَانَ قِنٌّ مُوَلَّدُ وفي النوادر أَمر خائذ لائذ وأَمر مُخَاوِذٌ مُلاوِذٌ إِذا كان مُعْوِزاً وخَاوَذَ عنه إِذا تنحى قال أَبو وجزة وخاوذ عنه فلم يعانها
( خور ) الليث الخُوَارُ صوتُ الثَّوْر وما اشتد من صوت البقرة والعجل ابن سيده الخُوار من أَصوات البقر والغنم والظباء والسهام وقد خارَ يَخُور خُواراً صاح ومنه قوله تعالى فأَخْرَجَ لهم عِجْلاً جَسَداً له خُوارٌ قال طرفة لَيْتَ لنا مكانَ المَلْكِ عَمْرو رَغُوثاً حَوْلَ قُبَّتِنا تَخُورُ وفي حديث الزكاة يَحْمِلُ بَعِيراً له رُغاءٌ أَو بقرة لها خُوارٌ هو صوت البقر وفي حديث مقتل أُبيِّ ابن خَلَفٍ فَخَرَّ يخُورُ كما يَخُورُ الثور وقال أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ يَخُرْنَ إِذا أُنْفِذْن في ساقِطِ النَّدى وإِن كانَ يوماً ذا أَهاضِيبَ مُخْضِلا خُوَارَ المَطَافِيلِ المُلَمَّعَة الشَّوَى وأَطْلائِها صَادَفْنَ عِرْنَانَ مُبْقِلا يقول إِذا أُنْفِذَتِ السهام خارَتْ خُوارَ هذه الوحش المطافيل التي تَثْغُو إِلى أَطلائها وقد أَنشطها المَرْعَى المُخْصِبُ فأَصواتُ هذه النَّبَالِ كأَصوات تلك الوحوش ذوات الأَطفال وإِن أُنْفِذَتْ في يوم مطر مُخْضِلٍ أَي فلهذه النَّبْلِ فَضْلٌ من أَجل إِحكام الصنعة وكرم العيدان والاسْتِخارَةُ الاستعطافُ واسْتَخَارَ الرجلَ استعطفه يقال هو من الخُوَار والصوت وأَصله أَن الصائد يأْتي ولد الظبية في كناسه فيَعْرُك أُذنه فَيَخُور أَي يصيح يستعطف بذلك أُمه كي يصيدها وقال الهذلي لَعَلَّكَ إِمَّا أُمُّ عَمْرٍو تَبَدَّلَتْ سِواكَ خَلِيلاً شاتِمِي تَسْتَخِيرُها
( * قوله « شاتمي تستخيرها » قال السكري شارح الديوان أي تستعطفها بشتمك إياي )
وقال الكميت ولَن يَسْتَخِيرَ رُسُومَ الدِّيار لِعَوْلَتِهِ ذو الصِّبا المُعْوِلُ فعين استخرت على هذا واو وهو مذكور في الياء لأَنك إِذا استعطفته ودعوته فإِنك إنما تطلب خيره ويقال أَخَرْنَا المطايا إِلى موضع كذا نُخِيرُها إِخارَةً صرفناها وعطفناها والخَوَرُ بالتحريك الضعف وخارَ الرجلُ والحَرُّ يَخُور خُؤوراً وخَوِرَ خَوَراً وخَوَّرَ ضَعُفَ وانكسر ورجل خَوَّارٌ ضعيف وَرُمْحٌ خَوَّارٌ وسهم خَوَّار وكل ما ضعف فقد خار الليث الخَوَّار الضعيف الذي لا بقاء له على الشدّة وفي حديث عمر لن تَخُورَ قُوًى ما دام صاحبها يَنْزِعُ ويَنْزُو خار يَخور إِذا ضعفت قوَّته ووَهَتْ أَي لن يضعف صاحب قوَّة يقدر أَن ينزع في قوسه ويَثِبَ إِلى دابته ومنه حديث أَبي بكر قال لعمر رضي الله عنهما أَجَبانٌ في الجاهلية وخَوَّارٌ في الإِسلام ؟ وفي حديث عمرو بن العاص ليس أَخو الحَرْبِ من يضع خُوَرَ الحَشايا عن يمينه وشماله أَي يضع لِيَانَ الفُرُشِ والأَوْطِيَة وضِعافَها عنده وهي التي لا تُحْشَى بالأَشْياء الصُّلْبَةِ وخَوَّرَه نسبه إِلى الخَوَرِ قال لقد عَلِمْت فاعْذُليني أَوْذَرِي أَنَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ من لا يَصْبرِ على المُلِمَّات بها يُخَوَّرِ وخارَ الرجلُ يَخُور فهو خائر والخُوَارُ في كل شيء عيب إِلاَّ في هذه الأَشياء ناقة خَوَّارة وشاة خَوَّارة إِذا كانتا غزيرتين باللبن وبعير خَوَّار رَقِيقٌ حَسَنٌ وفرس خَوَّار لَيِّنُ العَطْف والجمع خُورٌ في جميع ذلك والعَدَدُ خَوَّاراتٌ

الصفحة 1285