فيهم خيراً معناه إِن علمتم أَنهم يكسبون ما يؤدونه وقوله تعالى إِن ترك خيراً أَي مالاً وقالوا لَعَمْرُ أَبيك الخيرِ أَي الأَفضل أَو ذي الخَيْرِ وروى ابن الأَعرابي لعمر أَبيك الخيرُ برفع الخير على الصفة للعَمْرِ قال والوجه الجر وكذلك جاء في الشَّرِّ وخار الشيءَ واختاره انتقاه قال أَبو زبيد الطائي إِنَّ الكِرامَ على ما كانَ منْ خُلُقٍ رَهْطُ امْرِئ خارَه للدِّينِ مُخْتارُ وقال خاره مختار لأَن خار في قوّة اختار وقال الفرزدق ومِنَّا الذي اخْتِيرَ الرِّجالَ سَماحَةً وجُوداً إِذا هَبَّ الرياحُ الزَّعازِعُ أَراد من الرجال لأَن اختار مما يتعدى إِلى مفعولين بحذف حرف الجر تقول اخترته من الرجال واخترته الرجالَ وفي التنزيل العزيز واختار موسى قومَه سبعين رجلاً لميقاتنا وليس هذا بمطرد قال الفراء التفسير أَنَّه اختار منهم سبعين رجلاً وإِنما استجازوا وقوع الفعل عليهم إِذا طرحت من لأَنه مأْخوذ من قولك هؤلاء خير القوم وخير من القوم فلما جازت الإِضافة مكان من ولم يتغير المعنى استجازوا أَن يقولوا اخْتَرْتُكم رَجُلاً واخترت منكم رجلاً وأَنشد تَحْتَ التي اختار له اللهُ الشجرْ يريد اختار له الله من الشجر وقال أَبو العباس إِنما جاز هذا لأَن الاختيار يدل على التبعيض ولذلك حذفت من قال أَعرابي قلت لِخَلَفٍ الأَحْمَرِ ما خَيْرَ اللَّبَنَ
( * قوله « ما خير اللبن إلخ » أي بنصب الراء والنون فهو تعجب كما في القاموس ) للمريض بمحضر من أَبي زيد فقال له خلف ما أَحسنها من كلمة لو لم تُدَنِّسْها بإِسْماعِها للناس وكان ضَنِيناً فرجع أَبو زيد إِلى أَصحابه فقال لهم إِذا أَقبل خلف الأَحمر فقولوا بأَجمعكم ما خَيْرَ اللَّبَنَ للمريض ؟ ففعلوا ذلك عند إِقباله فعلم أَنه من فعل أَبي زيد وفي الحديث رأَيت الجنة والنار فلم أَر مثلَ الخَيْرِ والشَّرِّ قال شمر معناه والله أَعلم لم أَر مثل الخير والشر لا يميز بينهما فيبالغ في طلب الجنة والهرب من النار الأَصمعي يقال في مَثَلٍ للقادم من سفر خَيْرَ ما رُدَّ في أَهل ومال قال أَي جعلَ الله ما جئت خَيْرَ ما رجع به الغائبُ قال أَبو عبيد ومن دعائهم في النكاح على يَدَي الخَيْرِ واليُمْنِ قال وقد روينا هذا الكلام في حديث عن عُبَيْدِ بن عُمَيْرٍ الليثي في حديث أَبي ذر أَن أَخاه أُنَيْساً نافَرَ رجلاً عن صِرْمَةٍ له وعن مثلها فَخُيِّرَ أُنَيْسٌ فَأَخذ الصرمة معنى خُيِّرَ أَي نُفِّرَ قال ابن الأَثير أَي فُضِّل وغُلِّبَ يقال نافَرْتُه فَنَفَرْتُه أَي غلبته وخايَرْتُه فَخِرْتُه أَي غلبته وفاخَرْتُه فَفَخَرْتُه بمعنى واحد وناجَبْتُه قال الأَعشى واعْتَرَفَ المَنْفُورُ للنافِرِ وقوله عز وجل وَرَبُّكَ يَخْلُق ما يشاء ويَخْتارُ ما كان لهم الخِيَرَةُ قال الزجاج المعنى ربك يخلق ما يشاء وربك يختار وليس لهم الخيرة وما كانت لهم الخيرة أَي ليس لهم أَن يختاروا على الله قال ويجوز أَن يكون ما في معنى الذي فيكون المعنى ويختار الذي كان لهم فيه الخيرة وهو ما تَعَبَّدَهم به أَي ويختار فيما يدعوهم إِليه من عبادته ما لهم فيه الخِيَرَةُ واخْتَرْتُ فلاناً على فلان عُدِّيَ بعلى لأَنه في معنى فَضَّلْتُ وقول قَيْسِ بن ذريحٍ لَعَمْرِي لَمَنْ أَمْسَى وأَنتِ ضَجِيعُه من الناسِ ما اخْتِيرَتْ عليه المَضاجِعُ معناه ما اختيرت على مَضْجَعِه المضاجعُ وقيل ما اختيرت دونه وتصغير مختار مُخَيِّر حذفت منه التاء لأَنها زائدة فأُبدلت من الياء لأَنها أُبدلت منها في حال التكبير وخَيَّرْتُه بين الشيئين أَي فَوَّضْتُ إِليه الخِيارَ وفي الحديث تَخَيَّرُوا لنُطَفِكُمْ أَي اطلبوا ما هو خير المناكح وأَزكاها وأَبعد من الخُبْثِ والفجور وفي حديث عامر بن الطُّفَيْلِ أَنه خَيَّر في ثلاث أَي جَعَلَ له أَن يختار منها واحدة قال وهو بفتح الخاء وفي حديث بَرِيرة أَنها خُيِّرَتْ في زوجها بالضم فأَما قوله خَيَّرَ بين دور الأَنصار فيريد فَضَّلَ بعضها على بعض وتَخَيَّر الشيءَ اختاره والاسم الخِيرَة والخِيَرَة كالعنبة والأَخيرة أَعرف وهي الاسم من قولك اختاره الله تعالى وفي الحديث محمدٌ صلى الله عليه وسلم خِيَرَةُ الله من خلقه وخِيَرَةُ الله من خلقه والخِيَرَة الاسم من ذلك ويقال هذا وهذه وهؤلاء خِيرَتي وهو ما يختاره عليه وقال الليث الخِيرةُ خفيفة مصدر اخْتارَ خِيرة مثل ارْتابَ رِيبَةً قال وكل مصدر يكون لأَفعل فاسم مصدره فَعَال مثل أَفاق يُفِيقُ فَوَاقاً وأَصابل يُصيب صَوَاباً وأَجاب يُجيب جَواباً أُقيم الاسم مكان المصدر وكذلك عَذَّبَ عَذاباً قال أَبو منصور وقرأَ القراء أَن تكون لهم الخِيَرَةُ بفتح الياء ومثله سَبْيٌ طِيَبَةٌ قال الزجاج الخِيَرَة التخيير وتقول إِياك والطِّيَرَةَ وسَبْيٌ طِيَبَةٌ وقال الفراء في قوله تعالى وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخِيَرَةُ أَي ليس لهم أَن يختاروا على الله يقال الخِيرَةُ والخِيَرَةُ كا ذلك لما تختاره من رجل أَو بهيمة يصلح إِحدى هؤلاء الثلاثة