الحجاز جَعَلْتَ مذ اسماً أَو حرفاً فإِن جعلت مذ اسماً رفعت في قول بني تميم فقلت ما رأَيته مُذ أَمْسُ وإِن جعلت مذ حرفاً وافق بنو تميم أَهل الحجاز في بنائها على الكسر فقالوا ما رأَيته مُذ أَمسِ وعلى ذلك قول الراجز يصف إِبلاً ما زالَ ذا هزيزَها مُذْ أَمْسِ صافِحةً خُدُودَها للشَّمْسِ فمذ ههنا حرف خفض على مذهب بني تميم وأَما على مذهب أَهل الحجاز فيجوز أَن يكون مذ اسماً ويجوز أَن يكون حرفاً وذكر سيبويه أَن من العرب من يجعل أَمس معدولة في موضع الجر بعد مذ خاصة يشبهونها بمذ إِذا رفعت في قولك ما رأَيته مذ أَمْسُ ولما كانت أَمس معربة بعد مذ التي هي اسم كانت أَيضاً معربة مع مذ التي هي حرف لأَنها بمعناها قال فبان لك بهذا غلط من يقول إن أَمس في قوله لقد رأَيت عجبا مذ أَمسا مبنية على الفتح بل هي معربة والفتحة فيها كالفتحة في قولك مررت بأَحمد وشاهد بناء أَمس إِذا كانت في موضع نصب قول زياد الأَعجم رأَيتُكَ أَمْسَ خَيْرَ بني مَعَدٍّ وأَنت اليومَ خَيْرٌ منك أَمْسِ وشاهد بنائها وهي في موضع الجر وقول عمرو بن الشَّريد ولقدْ قَتَلْتُكُمُ ثُناءَ ومَوْحَداً وتَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أَمْسِ المُدْبِرِ وكذا قول الآخر وأَبي الذي تَرَكَ المُلوك وجَمْعَهُمْ بِصُهابَ هامِدَةً كأَمْسِ الدَّابِرِ قال واعلم أَنك إِذا نكرت أَمس أَو عرَّفتها بالأَلف واللام أَو أَضفتها أَعربتها فتقول في التنكير كلُّ غَدٍ صائرٌ أَمْساً وتقول في الإِضافة ومع لام التعريف كان أَمْسُنا طَيِّباً وكان الأَمْسُ طيباً وشاهده قول نُصَيْب وإِني حُبِسْتُ اليومَ والأَمْسِ قَبْلَه ببابِك حتى كادَتِ الشمسُ تَغْرُب
( * ذكر هذا البيت في صفحة ؟ ؟ وفيه وإِني وقفت بدلاً من وإني حبست وهو في الأغاني وإني نَوَيْتُ )
قال وكذلك لو جمعته لأعربته كقول الآخر مَرَّتْ بنا أَوَّلَ من أُمُوسِ تَمِيسُ فينا مِشْيَةَ العَرُوسِ قال الجوهري ولا يصغر أَمس كما لا يصغر غَدٌ والبارحة وكيف وأَين ومتى وأَيّ وما وعند وأَسماء الشهور والأُسبوع غير الجمعة قال ابن بري الذي حكاه الجوهري في هذا صحيح إِلا قوله غير الجمعة لأَن الجمعة عند سيبويه مثل سائر أَيام الأُسبوع لا يجوز أَن يصغر وإِنما امتنع تصغير أَيام الأُسبوع عند النحويين لأَن المصغر إنما يكون صغيراً بالإِضافة إِلى ما له مثل اسمه كبيراً وأيام الأُسبوع متساوية لا معنى فيها للتصغير وكذلك غد والبارحة وأَسماء الشهور مثل المحرّم وصفر
( أمص ) الآمِصُ الخامِيزُ وهو ضَرْبٌ من الطعام وهو العامِصُ أَيضاً فارسي حكاه صاحب العين التهذيب الآمِصُ إِعرابُ الخامِيز والخامِيزُ اللحمُ يَشَرَّح رقيقاً ويؤكل نِيئاً وربما يُلْفح لَفحة النار
( أمض ) أَمِضَ الرجلُ يأْمَض فهو أَمِضٌ عَزَم ولم يُبالِ المُعاتبةَ بل عَزِيمتُه ماضية في قلبه وأَمِضَ أَدّى لِسانُه غيرَ ما يُرِيد والأَمْضُ الباطلُ وقيل الشَّكّ عن أَبي عمرو ومن كلام شِقٍّ أَي ورَبِّ السماءِ والأَرض وما بينهما مَن رَفْعٍ وخَفْضٍ إِنما أَنبأْتك به لِحَقٍّ ما فيه أَمْضٌ
( أمط ) قال ابن بري الأُمْطِيُّ شجر طويل يحمل العِلْكَ قال العجاج
( * قوله « قال العجاج » في معجم ياقوت قال رؤبة وجعل بدل الدال المهملة الأَخيرة من فرنداد دالاً معجمة )
وبالفِرِنْدادِ له أُمْطِيّ
( أمع ) الإِمَّعةُ والإِمَّعُ بكسر الهمزة وتشديد الميم الذي لا رأْي له ولا عَزْم فهو يتابع كل أَحد على رأْيِه ولا يثبت على شيء والهاء فيه للمبالغة وفي الحديث اغْدُ عالماً أَو مُتعلِّماً ولا تكن إِمَّعةً ولا نظير إِلا رجل إِمَّرٌ وهو الأَحمق قال الأَزهري وكذلك الإِمَّرةُ وهو الذي يوافق كل إنسان على ما يُريده قال الشاعر لَقِيتُ شَيْخاً إِمَّعَهْ سأَلتُه عَمّا مَعَهْ فقال ذَوْدٌ أَرْبَعهْ وقال فلا دَرَّ دَرُّكَ مِن صاحِبٍ فأَنْتَ الوُزاوِزةُ الإِمَّعَهْ وروى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كنا في الجاهلية نَعُدُّ الإمَّعةَ الذي يتْبَع الناسَ إِلى الطعام من غير أَن يُدْعى وإِنَّ الإِمَّعةَ فيكم اليوم المْحْقِبُ الناسِ دِينَه قال أَبو عبيد والمعنى الأَوَّلُ يرجع إِلى هذا الليث رجل إِمّعةٌ يقول لكل أَحد أَنا معك ورجل إِمّع وإِمّعة للذي يكون لضَعْف رأْيه مع كل أَحد ومنه قول ابن مسعود أَيضاً لا يَكُونَنَّ أَحدُكم إِمَّعَةً قيل وما الإِمَّعَةُ ؟ قال الذي بقول أَنا مع الناس قال ابن بري أَراد ابن مسعود بالإِمَّعَة