كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

المُسَقَّفات وهي أَطْولُ الضّلُوعِ كُلِّها وأَتَمُّها وإليها ينتفخ الجوف وقال أَبو زيد لم يَعْرِفُوا يعني العرَب الدَّأَياتِ في العُنُقِ وعَرَفُوهُنَّ في الأَضْلاع وهي ستُّ يَلِينَ المَنْحر من كلِّ جانِبٍ ثلاثٌ ويقال لِمَقادِيمِهِنّ جَوانِحُ ويقال لِلَّتَيْن تَلِيان المَنْحَرَ ناحِرَتان قال أَبو منصور وهذا صواب ومنه قول طرفة كأَنَّ مَجَرَّ النِّسْعِ في دَأَياتِها مَوارِدُ من خَلْقاء في ظَهْر قَرْدَدِ وحكى ابن بري عن الأَصمعي الدُّئيُّ على فُعُولٍ جمع دَأْيَةٍ لِفَقارِ العُنُق وابنُ دَأْيَةَ الغُراب سمي بذلك لأَنه يقع على دأْية البَعير الدَّبِرِ فيَنْقُرها وقال الشاعر يصف الشَّيْب ولمَّا رأَيتُ النِّسْرَ عَزَّ ابنَ دَأْيَةٍ وعَشَّشَ في وَكْرَيْهِ جاشَتْ له نَفْسي والدَّأْيَة مُرَكَّبُ القِدْحِ من القَوْس وهما دَأْيَتانِ مكْتَنِفَتا العَجْسِ من فوقُ وأَسْفَلَ ودَأَى له يَدْأَى دَأْياً ودَأْواً إذا خَتَلَه والذِّئْبُ يَدْأَى لِلْغَزال وهي مِشْيَةٌ شبِيهةً بالخَتْلِ ودَأَوْتُ له لغة في دَأَيْت ودَأَوْتُ له مثل أَدَيْتُ له قال كالذِّئْب يَدْأَى للغَزالِ يَخْتِلُهْ ودأَى الذِّئْبُ للْغَزال يَدْؤُو دَأْواً لِيأْخُذَه مثل يَأْدُو وهو شبيه المُخاتَلَة والمُراوَغَة والدَّأْيُ والدَّأْيَةُ من البعير المَوْضِعُ الذي يقعُ عليه ظَلِفَة الرَّحْلِ فيَعْقِرهُ ويُجْمَع على دَأَياتٍ بالتحريك وجَمْعُ الدَّأْيِ دَئيٌّ مثلُ ضَأْنٍ وضَئينٍ ومَعْزٍ ومَعيزٍ وقال حُمَيْد الأَرْقط يَعَضُّ منها الظَّلِفُ الدَّئِيّا عَضَّ الثُقافِ الخُرُصَ الخَطِّيَّا
( دبأ ) دَبَّأَ على الأَمرِ غَطَّى أَبو زيد دَبَّأْتُ الشيءَ ودَبَّأْتُ عليه إِذا غَطَّيْتَ عليه ورأَيت في حاشية نسخة من الصحاح دَبَأْتُه بالعَصا دَبْأَ ضَرَبْته
( دبب ) دَبَّ النَّمْلُ وغيره من الحَيَوانِ على الأَرضِ يَدِبُّ دَبّاً ودَبِيباً مشى على هِينَتِه وقال ابن دريد دَبَّ يَدِبُّ دَبِيباً ولم يفسره ولا عَبَّر عنه ودَبَبْتُ أَدِبُّ دِبَّةً خَفِيَّةً وإِنه لخَفِيُّ الدِّبَّة أَي الضَّرْبِ الذي هو عليه من الدَّبِيبِ ودَبَّ الشيخُ أَي مَشَى مَشْياً رُوَيْداً وأَدْبَبْتُ الصَّبيَّ أَي حَمَلْتُه على الدَّبيب ودَبَّ الشَّرابُ في الجِسْم والإِناءِ والإِنْسانِ يَدِبُّ دَبيباً سَرى ودَبَّ السُّقْمُ في الجِسْمِ والبِلى في الثَّوْبِ والصُّبْحُ في الغَبَشِ كُلُّه من ذلك ودَبَّتْ عَقارِبُه سَرَتْ نَمائِمُه وأَذاهُ ودَبَّ القومُ إِلى العَدُوِّ دَبيباً إِذا مَشَوْا على هيِنَتِهِم لم يُسْرِعُوا وفي الحديث عندَه غُلَيِّمٌ يُدَبِّبُ أَي يَدْرُجُ في المَشْيِ رُوَيْداً وكلُّ ماشٍ على الأَرض دابَّةٌ ودَبِيبٌ والدَّابَّة اسمٌ لما دَبَّ من الحَيَوان مُمَيِّزةً وغيرَ [ ص 370 ] مُمَيِّزة وفي التنزيل العزيز واللّه خلق كلَّ دابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُم مَنْ يَمْشِي على بَطْنِه ولمَّا كان لِما يَعقِلُ ولما لا يَعْقِلُ قيل فَمِنْهُم ولو كان لِما لا يَعْقِلُ لَقِيل فَمِنْها أَو فَمِنْهُنَّ ثم قال مَنْ يَمْشِي على بَطْنِه وإِن كان أَصْلُها لِما لا يَعْقِلُ لأَنَّه لمَّا خَلَط الجَماعَةَ فقال منهم جُعِلَت العِبارةُ بِمنْ والمعنى كلَّ نفس دَابَّةٍ وقوله عز وجل ما تَرَكَ على ظَهْرِها من دَابَّةٍ قيل من دَابَّةٍ من الإِنْسِ والجنِّ وكُلِّ ما يَعْقِلُ وقيل إِنَّما أَرادَ العُمومَ يَدُلُّ على ذلِكَ قول ابن عباس رضي اللّه عنهما كادَ الجُعَلُ يَهْلِكُ في جُحْرِهِ بذَنْبِ ابنِ آدمَ ولما قال الخَوارِجُ لِقَطَرِيٍّ اخْرُجْ إِلَيْنا يا دَابَّةُ فأَمَرَهُم بالاسْتِغْفارِ تَلَوا الآية حُجَّةً عليه والدابَّة التي تُرْكَبُ قال وقَدْ غَلَب هذا الاسْم على ما يُرْكَبُ مِن الدَّوابِّ وهو يَقَعُ عَلى المُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ وحَقِيقَتُه الصفَةُ وذكر عن رُؤْبة أَنَّه كان يَقُول قَرِّبْ ذلك الدَّابَّةَ لِبِرْذَوْنٍ لهُ ونَظِيرُه من المَحْمُولِ عَلى المَعْنى قولهُم هذا شاةٌ قال الخليل ومثْلُه قوله تعالى هذا رَحْمَة من رَبِّي وتَصْغِير الدابَّة دُوَيْبَّة الياءُ ساكِنَةٌ وفيها إِشْمامٌ مِن الكَسْرِ وكذلك ياءُ التَّصْغِيرِ إِذا جاءَ بعدَها حرفٌ مثَقَّلٌ في كلِّ شيءٍ وفي الحديث وحَمَلَها على حِمارٍ مِنْ هذه الدِّبابَةِ أَي الضِّعافِ التي تَدِبُّ في المَشي ولا تُسْرع ودابَّة الأَرْض أَحَدُ أَشْراطِ السَّاعَةِ وقوله تعالى وإِذا وَقَع القَوْلُ عَلَيْهم أَخْرَجْنا لَهُم دَابَّةً من الأَرض قال جاءَ في التَّفْسِير أَنَّها تَخرُج بِتِهامَةَ بين الصَّفَا والمَرْوَةِ وجاءَ أَيضاً أَنها تخرج ثلاثَ مرَّات من ثَلاثة أَمْكِنَةٍ وأَنَّها تَنْكُت في وَجْهِ الكافِرِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ وفي وجْهِ المؤْمِن نُكْتَةً بَيْضاءَ فَتَفْشُو نُكْتَة الكافر حتّى يَسْوَدَّ منها وجهُه أَجمعُ وتَفْشُو نُكْتَةُ المُؤْمِن حَتى يَبْيَضَّ منها وجْهُه أَجْمَع فتَجْتَمِعُ الجماعة على المائِدَة فيُعْرفُ المؤْمن من الكافر وَوَرَدَ ذكرُ دابَّةِ الأَرض في حديث أَشْراطِ الساعَة قيل إِنَّها دابَّة طولُها ستُّون ذِراعاً ذاتُ قوائِمَ وَوَبرٍ وقيل هي مُخْتَلِفَة الخِلْقَةِ تُشْبِهُ عِدَّةً من الحيوانات يَنْصَدِعُ جَبَلُ الصَّفَا فَتَخْرُج منهُ ليلَةَ جَمْعٍ والناسُ سائِرُون إِلى مِنىً وقيل من أَرْضِ الطائِفِ ومَعَها عَصَا مُوسى وخاتمُ سُليمانَ علَيْهِما السلامُ لا يُدْرِكُها طالِبٌ ولا يُعْجزُها هارِبٌ تَضْرِبُ المؤْمنَ بالعصا وتكتب في وجهه مؤْمن والكافِرُ تَطْبَعُ وجْهَه بالخاتمِ وتَكْتُبُ فيهِ هذا كافِرٌ ويُروى

الصفحة 1314