كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

وخص بعضهم به ذوات الخُفِّ والحياءُ من كل ذلك وحده دُبُرٌ ودُبُرُ البيت مؤخره وزاويته وإِدبارُ النجوم تواليها وأَدبارُها أَخذها إِلى الغَرْبِ للغُرُوب آخر الليل هذه حكاية أَهل اللغة قال ابن سيده ولا أَدري كيف هذا لأَن الأَدْبارَ لا يكون الأَخْذَ إِذ الأَخذ مصدر والأَدْبارُ أَسماء وأَدبار السجود وإِدباره أَواخر الصلوات وقد قرئ وأَدبار وإِدبار فمن قرأَ وأَدبار فمن باب خلف ووراء ومن قرأَ وإِدبار فمن باب خفوق النجم قال ثعلب في قوله تعالى وإِدبار النجوم وأَدبار السجود قال الكسائي إِدبار النجوم أَن لها دُبُراً واحداً في وقت السحَر وأَدبار السجود لأَن مع كل سجدة إدباراً التهذيب من قرأَ وأَدبار السجود بفتح الأَلف جمع على دُبُرٍ وأَدبار وهما الركعتان بعد المغرب روي ذلك عن علي بن أَبي طالب كرّم الله وجهه قال وأَما قوله وإِدبار النجوم في سورة الطور فهما الركعتان قبل الفجر قال ويكسران جميعاً وينصبان جائزان ودَبَرَهُ يَدْبُرُه دُبُوراً تبعه من ورائه ودابِرُ الشيء آخره الشَّيْبانِيُّ الدَّابِرَةُ آخر الرمل وقطع الله دابِرَهم أَي آخر من بقي منهم وفي التنزيل فَقُطِعَ دابِرُ القوم الذين ظلموا أَي اسْتُؤْصِلَ آخرُهم ودَابِرَةُ الشيء كَدَابِرِه وقال الله تعالى في موضع آخر وقَضَيْنا إِليه ذلك الأَمْرَ أَن دَابِرَ هؤلاء مقطوع مُصْبِحِين قولُهم قطع الله دابره قال الأَصمعي وغيره الدابر الأَصل أَي أَذهب الله أَصله وأَنشد لِوَعْلَةَ فِدًى لَكُمَا رِجْلَيَّ أُمِّي وخالَتِي غَداةَ الكُلابِ إِذْ تُحَزُّ الدَّوابِرُ أَي يقتل القوم فتذهب أُصولهم ولا يبقى لهم أَثر وقال ابن بُزُرْجٍ دَابِرُ الأَمر آخره وهو على هذا كأَنه يدعو عليه بانقطاع العَقِبِ حتى لا يبقى أَحد يخلفه الجوهري ودُبُرُ الأَمر ودُبْرُه آخره قال الكميت أَعَهْدَكَ مِنْ أُولَى الشَّبِيبَةِ تَطْلُبُ على دُبُرٍ ؟ هَيْهَاتَ شأْوٌ مُغَرِّبُ وفي حديث الدعاء وابْعَثْ عليهم بأْساً تَقْطَعُ به دابِرَهُمْ أَي جميعهم حتى لا يبقى منهم أَحد ودابِرُ القوم آخِرُ من يبقى منهم ويجيء في آخرهم وفي الحديث أَيُّما مُسْلِمٍ خَلَف غازياً ي دابِرَتِه أَي من يبقى بعده وفي حديث عمر كنت أَرجو أَن يعيش رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى يَدْبُرَنا أَي يَخْلُفَنا بعد موتنا يقال دَبَرْتُ الرجلَ إِذا بقيت بعده وعَقِبُ الرجل دَابِرُه والدُّبُرُ والدُّبْرُ الظهر وقوله تعالى سَيُهْزَمُ الجمع ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ جعله للجماعة كما قال تعالى لا يَرْتَدُّ إِليهم طَرْفُهُمْ قال الفرّاء كان هذا يومَ بدر وقال الدُّبُرَ فوَحَّدَ ولم يقل الأَدْبارَ وكلٌّ جائز صوابٌ تقول ضربنا منهم الرؤوس وضربنا منهم الرأْس كما تقول فلان كثير الدينار والدرهم وقال ابن مقبل الكاسِرِينَ القَنَا في عَوْرَةِ الدُّبُرِ ودابِرَةُ الحافر مُؤَخَّرُه وقيل هي التي تلي مُؤَخَّرَ الرُّسْغِ وجمعها الدوابر الجوهري دَابِرَة الحافر ما حاذى موضع الرسغ ودابرة الإِنسان عُرْقُوبه قال وعلة إِذ تحز الدوابر ابن الأَعرابي الدَّابِرَةُ المَشْؤُومَةُ والدابرة الهزيمة والدَّبْرَةُ بالإِسكان والتحريك الهزيمة في القتال وهو اسم من الإِدْبار ويقال جعل الله عليهم الدَّبْرَةَ أَي الهزيمة وجعل لهم الدَّبْرَةَ على فلان أَي الظَّفَر والنُّصْرَةَ وقال أَبو جهل لابن مسعود يوم بدر وهو مُثْبَتٌ جَريح صَرِيعٌ لِمَنِ الدَّبْرَةُ ؟ فقال لله ولرسوله يا عدوّ الله قوله لمن الدبرة أَي لمن الدولة والظفر وتفتح الباء وتسكن ويقال عَلَى مَنِ الدَّبْرَةُ أَيضاً أَي الهزيمة والدَّابِرَةُ ضَرْبٌ من الشَّغْزَبِيَّة في الصِّرَاعِ والدَّابِرَةُ صِيصِيَةُ الدِّيك ابن سيده دَابِرَةُ الطائر الأُصْبُعُ التي من وراء رجله وبها يَضْرِبُ البَازِي وهي للديك أَسفل من الصِّيصِيَةِ يطأُ بها وجاء دَبَرِيّاً أَي أَخِيراً وفلان لا يصلي الصلاة إِلاَّ دَبَرِيّاً بالفتح أَي في آخر وقتها وفي المحكم أَي أَخيراً رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي قال والمُحَدِّثُون يقولون دُبُرِيّاً بالضم أَي في آخر وقتها وقال أَبو الهيثم دَبْرِيّاً بفتح الدال وإِسكان الباء وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة رجلٌ أَتى الصلاةَ دِباراً رجل اعْتَبَدَ مُحرَّراً ورجلٌ أَمَّ قوماً هم له كارهون قال الإِفْرِيقيُّ راوي هذا الحديث معنى قوله دباراً أَي بعدما يفوت الوقت وفي حديث أَبي هريرة أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال « إِن للمنافقين علامات يُعرفون بها تَحِيَّتُهم لَعْنَةٌ وطعامهم نُهْبَةٌ لا يَقْرَبُون المساجد إِلا هَجْراً ولا يأْتون الصلاة إِلا دَبْراً مستكبرين لا يأْلَفُون ولا يُؤْلَفُونَ خُشُبٌ بالليل صُخُبٌ بالنهار قال ابن الأَعرابي قوله دباراً في الحديث الأَوَّل جمع دَبْرٍ ودَبَرٍ وهو آخر أَوقات الشيء الصلاة وغيرها قال ومنه الحديث الآخر لا يأْتي الصلاة إِلا دبْراً يروى بالضم والفتح وهو منصوب على الظرف وفي حديث آخر لا يأْتي الصلاة إِلا دَبَرِيّاً بفتح الباء وسكونها وهو منسوب إِلى الدَّبْرِ آخر الشيء وفتح الباء من تغييرات النسب ونصبه على الحال من فاعل يأْتي قال والعرب تقول العِلم قَبْلِيٌّ وليس بالدَّبَرِيِّ قال أَبو العباس معناه أَن العالم المتقن يجيبك سريعاً والمتخلف يقول لي فيها نظر

الصفحة 1318