مجاهد وعمر بن عبد العزيز على إِمَّةٍ قال الفراء قرئ إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا على أُمَّةٍ وهي مثل السُّنَّة وقرئ على إِمَّةٍ وهي الطريقة من أَمَمْت يقال ما أَحسن إِمَّتَهُ قال والإِمَّةُ أيضاً النَّعِيمُ والمُلك وأَنشد لعديّ بن زيد ثم بَعْدَ الفَلاح والمُلك والإِمْمَةِ وارَتْهُمُ هناك القُبورُ قال أَراد إِمامَة المُلك ونَعِيمه والأُمَّةُ والإِمَّةُ الدَّينُ قال أَبو إِسحق في قوله تعالى كان الناسُ أُمَّةً واحدةً فبعَث اللهُ النَّبِيِّين مُبَشِّرين ومُنْذِرين أي كانوا على دينٍ واحد قال أَبو إِسحق وقال بعضهم في معنى الآية كان الناس فيما بين آدم ونوح كُفّاراً فبعَث الله النبيِّين يُبَشِّرون من أَطاع بالجنة ويُِنْذِرون من عَصى بالنار وقال آخرون كان جميع مَن مع نوح في السفينة مؤمناً ثم تفرَّقوا من بعد عن كُفر فبعث الله النبيِّين وقال آخرون الناسُ كانوا كُفّاراً فبعث الله إبراهيم والنَّبيِّين من بعدهِ قال أَبو منصور
( * قوله « قال أبو منصور إلخ » هكذا في الأصل ولعله قال أبو منصور الأمة فيما فسروا إلخ ) فيما فسَّروا يقع على الكُفَّار وعلى المؤمنين والأُمَّةُ الطريقة والدين يقال فلان لا أُمَّةَ له أَي لا دِينَ له ولا نِحْلة له قال الشاعر وهَلْ يَسْتَوي ذو أُمَّةٍ وكَفُورُ ؟ وقوله تعالى كُنْتُمْ خير أُمَّةٍ قال الأَخفش يريد أَهْل أُمّةٍ أَي خير أَهْلِ دينٍ وأَنشد للنابغة حَلَفْتُ فلم أَتْرُكْ لِنَفْسِك رِيبةً وهل يأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ وهو طائعُ ؟ والإِمَّةُ لغة في الأُمَّةِ وهي الطريقة والدينُ والإِمَّة النِّعْمة قال الأَعشى ولقد جَرَرْتُ لك الغِنى ذا فاقَةٍ وأَصاب غَزْوُك إِمَّةً فأَزالَها والإِمَّةُ الهَيْئة عن اللحياني والإِمَّةُ أَيضاً الحالُ والشأْن وقال ابن الأَعرابي الإِمَّةُ غَضارةُ العَيش والنعْمةُ وبه فسر قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنه فهلْ لكُمُ فيكُمْ وأَنْتُم بإِمَّةٍ عليكم عَطاءُ الأَمْنِ مَوْطِئُكم سَهْلُ والإِمَّةُ بالكسر العَيْشُ الرَّخِيُّ يقال هو في إِمَّةٍ من العَيْش وآمَةٍ أَي في خِصْبٍ قال شمر وآمَة بتخفيف الميم عَيْب وأَنشد مَهْلاً أَبَيْتَ اللَّعْنَ مَهْ لاً إِنَّ فيما قلتَ آمَهْ ويقال ما أَمّي وأَمُّه وما شَكْلي وشَكله أَي ما أَمْري وأَمْره لبُعْده مني فلِمَ يَتعرَّض لي ؟ ومنه قول الشاعر فما إِمِّي وإمُّ الوَحْشِ لَمَّا تَفَرَّعَ في ذُؤابَتِيَ المُشيبُ يقول ما أَنا وطَلَب الوَحْش بعدما كَبِرْت وذكر الإِمِّ حَشْو في البيت قال ابن بري ورواه بعضهم وما أَمِّي وأَمُّ الوَحْش بفتح الهمزة والأَمُّ القَصْد وقال ابن بُزُرْج قالوا ما أَمُّك وأَمّ ذات عِرْق أَي أَيْهاتَ منك ذاتُ عِرْق والأَمُّ العَلَم الذي يَتْبَعُه الجَيْش ابن سيده والإِمَّة والأُمَّة السُّنَّةُ وتَأَمَّم به وأْتَمَّ جعله أَمَّةً وأَمَّ القومَ وأَمَّ بهم تقدَّمهم وهي الإِمامةُ والإِمامُ كل من ائتَمَّ به قومٌ كانوا على الصراط المستقيم أَو كانوا ضالِّين ابن الأَعرابي في قوله عز وجل يَوْمَ نَدْعُو كلَّ أُناسٍ بإِمامِهْم قالت طائفة بكتابهم وقال آخرون بنَبيّهم وشَرْعهم وقيل بكتابه الذي أَحصى فيه عَمَله وسيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إِمامُ أُمَّتِه وعليهم جميعاً الائتمامُِ بسُنَّته التي مَضى عليها ورئيس القوم أَمِّهم ابن سيده والإِمامُ ما ائْتُمَّ به من رئيسٍ وغيرِه والجمع أَئِمَّة وفي التنزيل العزيز فقاتِلوا أَئِمَّةَ الكُفْر أَي قاتِلوا رؤساءَ الكُفْر وقادَتَهم الذين ضُعَفاؤهم تَبَعٌ لهم الأَزهري أَكثر القُراء قَرَؤوا أَيِمَّة الكُفْرِ بهمزة واحدة وقرأَ بعضهم أَئمَّةَ بهمزيتن قال وكل ذلك جائز قال ابن سيده وكذلك قوله تعالى وجَعلْناهم أَيِمَّةً يَدْعون إِلى النارِ أَي مَن تَبِعَهم فهو في النار يوم القيامة قُلبت الهمزة ياء لثِقَلها لأَنها حرف سَفُل في الحَلْق وبَعُد عن الحروف وحَصَل طرَفاً فكان النُّطْق به تكَلُّفاً فإِذا كُرِهت الهمزة الواحدة فَهُمْ باسْتِكْراه الثِّنْتَيْن ورَفْضِهما لاسِيَّما إِذا كانتا مُصْطَحِبتين غير مفرَّقتين فاءً وعيناً أَو عيناً ولاماً أَحرى فلهذا لم يأْت في الكلام لفظةٌ توالتْ فيها هَمْزتان أَصلاً البتَّة فأَما ما حكاه أَبو زيد من قولهم دَريئة ودَرائئٌ وخَطيئة وخَطائيٌ فشاذٌّ لا يُقاس عليه وليست الهمزتان أَصْلَين بل الأُولى منهما زائدة وكذلك قراءة أَهل الكوفة أَئمَّة بهمزتين شاذ لا يقاس عليه الجوهري الإِمامُ الذي يُقْتَدى به وجمعه أَيِمَّة وأَصله أَأْمِمَة على أَفْعِلة مثل إِناء وآنِيةٍ وإِلَه وآلِهةٍ فأُدغمت الميم فنُقِلَت حركتُها إلى ما قَبْلَها فلما حَرَّْكوها بالكسر جعلوها ياء وقرئ أَيِمَّة الكُفْر قال الأَخفش جُعلت الهمزة ياء وقرئ أَيِمَّة الكُفْر قال الأَخفش جُعلت الهمزة ياء لأَنها في موضع كَسْر وما قبلها مفتوح فلم يَهمِزُوا لاجتماع الهمزتين قال ومن كان رَأْيه جمع الهمزتين همَز قال وتصغيرها أُوَيْمة لما تحرّكت الهمزة بالفتحة قلبها واواً وقال المازني أُيَيْمَة ولم يقلِب وإِمامُ كلِّ شيء قَيِّمُهُ والمُصْلِح له والقرآنُ إِمامُ المُسلمين وسَيدُنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إِمام الأَئِمَّة والخليفة إمام الرَّعِيَّةِ وإِمامُ الجُنْد قائدهم وهذا أَيَمٌّ من هذا وأَوَمُّ من هذا أَي أَحسن إمامةً منه قَلَبوها إِلى الياء مرَّة وإِلى الواو أُخرى كَراهِية التقاء الهمزتين وقال أَبو إِسحق إِذا فضَّلنا رجُلاً في الإِمامةِ قلنا هذا أَوَمُّ من هذا وبعضهم يقول هذا أَيَمُّ من هذا قال والأَصل في أَئمَّة أَأْمِمَة لأَنه جمع إِمامٍ مثل مِثال وأَمْثِلة ولكنَّ المِيمَيْن لمَّا اجتمعتا أُدغمت الأُولى في الثانية وأُلقيت حركتها على الهمزة فقيل أَئِمَّة فأَبدلت العرب من الهمزة المكسورة الياء قال ومن قال هذا أَيَمُّ من هذا جعل هذه الهمزة كلَّما تحركت أَبدل منها ياء والذي قال فلان