يَدْحَرُ قال الفراء ولست أَشتهي الفتح لأَنه لو وجه على ذلك على صحة لكان فيها الباء كما تقول يُقْذَفُونَ بالحجارة ولا يقال يُقْذَفُونَ الحجارة وهو جائز قال وقال الزجاج معنى قوله دُحُوراً أَي يُدْحَرُونَ أَي يُباعَدُونَ وفي حديث عرفة ما من يَوْمٍ إِبليس فيه أَدْحَرُ ولا أَدْحَقُ منه في يوم عرفة الدَّحْرُ الدَّفْعُ بِعُنْفٍ على سبيل الإِهانة والإِذلال والدَّحْقُ الطرد والإِبعاد وأَفعل التي للتفضيل من دُحِرَ ودُحِقَ كأَشْهَرَ وأَجَنَّ من شُهِرَ وَجُنَّ وقد نزل وصف الشيطان بأَنه أَدحر وأَدحق منزلة وصف اليوم به لوقوع ذلك فيه فلذلك قال من يوم عرفة كأَنّ اليوم نفسه هو الأَدْحَرُ والأَدْحَقُ وفي حديث ابن ذي يَزَنَ ويُدحَرُ الشيطانُ وفي الدعاء اللهم ادْحَرْ عنا الشيطان أَي ادْفَعْهُ واطْرُدْهُ ونَحِّهِ والدُّحُورُ الطرد والإِبعاد قال الله عز وجل اخرج منها مَذْؤُوماً مَدْحُوراً أَي مُقْصًى وقيل مطروداً
( دحرج ) دَحْرَجَ الشيءَ دَحْرَجَةً ودِحْراجاً فَتَدَحْرَجَ أَي تتابع في حُدُور والمُدَحْرَجُ المُدَوَّر والدُّحْروجَة ما تَدَحْرَجَ من القِدْر قال النابغة أَضْحَتْ يُنَفِّرُها الوِلْدانُ مِنْ سَبَإٍ كأَنَّهُمْ تَحْتَ دَفَّيْها دَحَارِيجُ والدُّحْرُوجَةُ ما يُدَحْرِجُه الجُعَلُ من البَنادق قال ذو الرمة يصف فراخ الظليم أَشْداقُها كَصَدوحِ النَّبْعِ في قُلَلٍ مِثْلَ الدَّحاريج لم يَنْبُتْ لها زَغَبُ وقُلَلُها رؤُوسها وجمع الدُّحْرُوجَةِ دَحارِيج ابن الأَعرابي يقال للجُعَل المُدَحْرِجُ وقال عُجَير السَّلُولي قَمِطْرٌ كحوَّازِ الدَّحاريج أَبْتَرُ
( دحرض ) الدُّحْرُضان موضعان أَحدهما دُحْرُضٌ والآخر وسِيعٌ قال عنترة شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَينِ فأَصْبَحَتْ زَوْراءَ تَنْفِرُ عنْ حِياضِ الدَّيْلَمِ وقال الجوهري الدُّحْرُضان اسم موضع وأَنشد بيت عنترة وقال بعد البيت ويقال وَسِيعٌ ودُحْرُضٌ ماءَان ثنّاهما بلفظ الواحد كما يقال القَمران قال ابن بري الصحيح ما قاله أَخيراً وحكي عن أَبي محمد الأَعرابي المعروف بالأَسود قال الدُّحْرُضان هما دُحْرُضٌ ووَسِيعٌ وهما ماءَان فدُحْرُضٌ لآل الزِّبْرقانِ بن بَدْر ووسيع لبني أَنْفِ النّاقة وأَما قوله عن حِياضِ الدَّيْلم فهي حياض الديلم بن باسِلِ ابن ضَبَّةَ وذلك أَنه لما سار باسِلٌ إِلى العراق وأَرض فارس استخلف ابنه على أَرض الحجاز فقام بأَمر أَبيه وحَمَى الأَحْماء وحَوَّضَ الحِياضَ فلما بلغه أَن أَباه قد أَوغل في أٌَّض فارس أَقبل بمن أَطاعه إِلى أَبيه حتى قدم عليه بأَدْنَى جبال جَيْلانَ ولما سار الديلم إِلى أَبيه أَوْحَشَتْ دِيارُه وتَعَفَّتْ آثاره فقال عنترة البيت يذكر ذلك
( دحز ) الدَّحْز العَزْد وهو الجماع ( دحس ) دَحَسَ بين القوم دَحْساً أَفسد بينهم وكذلك مَأَسَ وأَرَّشَ قال الأَزهري وأَنشد أَبو بكر الإِيادي لأَبي العلاء الحَضْرَميّ أَنشده للنبي صلى اللَّه عليه وسلم وإِن دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعْفُ تَكَرُّماً وإِن خَنَسُوا عنك الحديثَ فلا تَسَلْ قال ابن الأَثير يروى بالحاء والخاء يريد إِن فعلوا الشر من حيث لا تعلمه ودَحَسَ ما في الإِناء دَحْساً حَساه والدَّحْسُ التَدْسِيسُ للأُمور تَسْتَبْطِنُها وتطلبها أَخفى ما تقدر عليه ولذلك سميت دُودَةٌ تحت التراب دَحَّاسَةً قال ابن سيده الدَّحَّاسَة دودة تحت التراب صفراء صافية لها رأْس مُشَعَّب دقيقة تشدّها الصبيان في الفخاخ لصيد العصافير لا تؤْذي وهي في الصحاح الدَّحَّاسُ والجمع الدَّحاحِيسُ وأَنشد في الدَحْسِ بمعنى الاستبطان للعجاج يصف الحُلَفاءَ ويَعْتِلُونَ مَن مَأَى في الدَّحْسِ وقال بعض بني سُلَيم وِعاء مَدْحُوس ومَدْكُوسٌ ومَكْبُوسٌ بمعنى واحد قال الأَزهري وهذا يدل على أَن الدَّيْحَسَ مثلُ الدَّيْكَسِ وهو الشي الكثير والدَّحْسُ أَن تدخل يدك بين جلد الشاة وصِفاقها فتَسْلَخَها وفي حديث سَلْخِ الشاة فَدَحَسَ بيده حتى توارت إِلى الإِبط ثم مضى وصلى ولم يتوضأْ أَي دَسَّها بين الجلد واللحم كما يفعل السَّلاَّخُ ودَحَسَ الثوبَ في الوعاء يَدْحَسُه دَحْساً أَدخله قال يَؤُرُّها بِمُسْمَعِدِّ الجَنْبَيْنْ كما دَحَسْتَ الثوبَ في الوِعاءَيْنْ والدَّحْسُ امتِلاء أَكِمَّةِ السُّنْبُل من الحَبِّ وقد أَدْحَسَ وبيتٌ دِحاسٌ ممتلئ وفي حديث جرير أَنه جاء إِلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم وهو في بيت مَدْحُوسٍ من الناس فقام بالباب أَي مملوء وكل شيء ملأْته فقد دَحَسْتَه قال ابن الأَثير والدَّحْسُ والدَّسُّ متقاربان وفي حديث طلحة أَنه دخل عليه داره وهي دِحاسٌ أَي ذاتِ دِحاسٍ وهو الامتلاء والزحام وفي حديث عطاء حَقٌّ على الناس أَن يَدْحَسُوا الصفوف حتى لا يكون بينهم فُرَجٌ أَي يَزْدَحِمُوا ويَدُسُّوا