جملتان وفي الموضعين مضاف محذوف تقديره ما أَنا من أَهلِ دَدٍ ولا الدَّدُ من أَشغالي وقال الأَحمر فيه ثلاث لغات يقال للهو ددٌ مثل يد ودَداً مثل قفاً وعصاً ودَدَنٌ مثل حَزَن وأَنشد لعديّ أَيُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ بدَدَنْ إنَّ هَمِّي في سَماعٍ وأَذَنْ وقال الأَعشى أَتَرْحَلُ من لَيْلَى ولَمَّا تَزوّدِ وكنتَ كَمَنْ قَضى اللُّبانةَ من دَدِ ورأَيت بخط الشَّيخ رضي الدين الشَّاطبي اللغوي رحمه الله في بعض الأُصول دَدّ بتشديد الدال قال وهو نادر ذكره أَبو عمر المطرّزي قال أَبو محمد بن السيد ولا أَعلم أَحداً حكاه غيره قال أَبو علي ونظيرَ دَدَنٍ ودَداً ودَدٍ في استعمال اللام تارة نوناً وتارة حرف علة وتارة محذوفة لدُنْ ولَداً ولَدُ كلُّ ذلك يقال وقال الأَزهري في ترجمة دعب قال الطرمَّاح واستَطْرَقَتْ ظُعْنُهمْ لمَّا احزأَلَّ بِهِمْ مع الضُّحَى ناشِطٌ من داعِبات دَدِ
( * قوله « مع الضحى ناشط » كذا بالأصل وفي القاموس في مادَّة ددد آل الضحى ناشط قال يعني اللَّواتي يَمْزَحْن ويَلْعَبْن ويُدأْدِدْن بأَصابعهنَّ والدَّدُ هو الضرْب بالأصابع في اللعب ومنهم من يروي هذا البيتَ من داعِبٍ دَدِدِ يجعله نعتاً للداعب ويَكْسَعُه بدال أُخرى لِيَتِمّ النعت لأنَّ النَّعت لا يتمكن حتى يصير ثلاثة أَحرف فإِذا اشْتقوا منه فعلاً أَدخلوا بين الأُوليين همزة لئلا تتوالى الدالات فتثقل فيقولون دأْدَدَ يُدَأْدِدُ دأْددة قال وعلى قياسه قول رؤبة يَعُدّ زأْراً وهَدِيراً زَغْدَبا بَعْبَعَة مَرّاً ومَرّاٍ بَأْبَبَا
( * قوله « يعد » كذا بالأَصل مضبوطاً والذي في شرح القاموس في مادة زغدب ونسبه للعجاج يمد زأراً ) وإنما حكى خرساً شبه ببب فلم يستقم في التصريف إلأَ كذلك
( * قوله وإنما حكى إلخ هكذا في الأصل والكلام غامض ولعل فيه سقطاً ) وقال آخر يصف فحلاً يَسوقُها أَعْيَسُ هدَّارٌ بببْ إذا دَعاها أَقْبَلَتْ لا تَتَّئِبْ والدَّيْدنُ الدأْب والعادة وهي الدَّيْدانُ عن ابن جني قال الراجز ولا يَزال عندَهُمْ خَفَّانُهُ دَيْدانُهُمْ ذاك وذا دَيْدانُهُ والدَّيْدَبُون اللهو قال ابن أَحمر خَلُّوا طَريقَ الدَّيْدَبُونِ فَقَدْ فات الصِّبا وتَفاوَتَ البُجْر وفي النهاية وفي الحديث خَرَجْت ليلة أَطُوف فإِذا أَنا بامرأَة تقول كذا وكذا ثم عُدْتُ فوجدتُها ودَيْدانُها أَن تقولَ ذلك الدَّيْدانُ والدَّيْدَنُ والدِّين العادة تقول ما زال ذلك دَيدَنَه ودَيدَانه ودِينَه ودأْبَه وعادَتَه وسَدَمه وهِجِّيرَه وهِجِّيراه واهْجِيراه ودُرابَتَه قال وهذا غريب قال ابن بري ودد اسم رجل قال ما لِدَدٍ ما لِدَدٍ ما لَهْ
( ددا ) الجوهري الدَّدُ اللهْوُ واللعِبُ وفي الحديث ما أَنا مِنْ دَدٍ ولا الدَّدُ مِنِّي قال وفيه ثلاث لغات هذا دَدٌ ودَداً مثل قَفاً ودَدَنٌ قال طرفة كأَنَّ حُدوجَ المالِكِيّة غُدْوَةً خَلايَا سَفِينٍ بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ ويقال هو موضع قال ابن بري صواب هذا الحرف أن يُذْكر في فصل دَدَنَ أَو في فصل دَدَا من المعتل لأَنه يائي محذوف اللام وترجم عليه الجوهري في حرف الدال في ترجمة دد والحُدُوج جمع حِدْجٍ وهي مراكب النساء والمالِكِيّة منسوبة إلى مالك بن سعد بن ضُبَيْعَة والسَّفِينُ جمع سَفِينة والنَّواصِفُ جمع ناصِفة الرَّحَبة الواسِعة تكون في الوادي قال ابن الأَثير الدَّدُ اللهْو واللَّعِبُ وهي محذوفة اللام وقد اسْتُعْمِلَتْ مُتَمَّمة دَدىً كنَدىً وعَصاً ودَدٌ مثلَ دم ودَدَنٌ كبَدَنٍ قال فلا يَخْلُو المحذوف أَن يكون يَاءً كقولهم يَدٌ في يَدْيٍ أَو نوناً كقولهم لَدُ في لَدُنْ ومعنى تنكيرِ الدِّدِ في الأَوَّلِ الشِّياع والاستغراق وأَن لا يبقى شيءٌ منه إلا هو مُنَزَّه عنه أَي ما أنا في شيء من اللهْوِ واللَّعِب وتعريفه في الجملة الثانية لأَنه صار معهوداً بالذكر كأَنه قال ولا ذلك النوع وإنما لم يقل ولا هو مِنِّي لأَن الصريح آكد وأَبلغ وقيل اللام في الدد لاستغراق جنس اللعب أَي ولا جنس اللعب مني سواء كان الذي قلته أو غيرهَ من أَنواع اللعب واللهو واختار الزمخشري الأَول قال وليس يحسن أَن يكون لتعريف الجنس ويخرج عن التئامه والكلام جملتان وفي الموضعين مضاف محذوف تقديره ما أنا من أَهل دَدٍ ولا الدَّدُ من أَشغالي ابن الأَعرابي يقال هذا دَدٌ ودَداً ودَيْدٌ ودَيَدَانٌ ودَدَنٌ ودَيْدَبُونٌ لِلَّهْوِ ابن السكيت ما أََنَا مِنْ دَداً ولا الدَّدَا مِنِّيَهْ ما أَنَا من الباطِلِ ولا الباطِلُ منِّي وقال الليث دَدٌ حكاية الاسْتِنانِ للطَّرَبِ وضَرْبُ الأَصابِعِ في ذلك وإن لم تُضْرَب بعدَ الجري في بِطالَةٍ فهو دَدٌ قال الطرماح واسْتَطْرَقَتْ ظُعْنُهُمْ لَمَّا احْزَأَلَّ بِهِمْ آلُ الضُّحَى نَاشِطاً منْ دَاعِباتِ دَدِ أَراد بالنَّاشِطِ شَوْقاً نازِعاً قال الليث وأَنشده بعضهم من دَاعِبٍ دَدِدِ قال لمَّا جعله نعتاً للدّاعِبِ كسَعَه بدال ثالثة لأَن النعت لا يتمكن حتى يتمَّ ثلاثة أَحْرُفٍ فما فوق ذلك فصار دَدِدِ نَعْتاً لِلدَّاعِب اللاعِبِِ