تَدِرَّ يكنى بالدَّرِّ هنا عن التيسير ودَرَّت العروقُ إِذا امتلأَت دماً أَو لبناً ودَرَّ العِرْقُ سال قال ويكون دُرورُ العِرْقِ تتابع ضَرَبانه كتتابع دُرُورِ العَدْوِ ومنه يقال فرس دَرِيرٌ وفي صفة سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في ذكر حاجبيه بينهما عِرْقٌ يُدِرُّه الغضب يقول إِذا غضب دَرَّ العِرْقُ الذي بين الحاجبين ودروره غلظه وامتلاؤه وفي قولهم بين عينيه عِرْقٌ يُدِرُّه الغضب ويقال يحرّكه قال ابن الأَثير معناه أَي يمتلئ دماً إِذا غضب كما يمتلئ الضرع لبناً إِذا دَرَّ ودَرَّت السماء بالمطر دَرّاً ودُرُوراً إِذا كثر مطرها وسماء مِدْرَارٌ وسحابة مِدْرَارٌ والعرب تقول للسماء إِذا أَخالت دُرِّي دُبَس بضم الدال قاله ابن الأَعرابي وهو من دَرَّ يَدُرُّ والدِّرَّةُ في الأَمطار أَن يتبع بعضها بعضاً وجمعها دِرَرٌ وللسحاب دِرَّةٌ أَي صَبٌّ والجمع دِرَرٌ قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ سَلامُ الإِلهِ ورَيْحانُه ورَحْمَتُهُ وسَمَاءٌ دِرَرْ غَمامٌ يُنَزِّلُ رِزْقَ العِبَادِ فَأَحْيَا البِلاَد وطَابَ الشَّجَرْ سماءٌ دَرَرٌ أَي ذاتُ دِرَرٍ وفي حديث الاستسقاء دِيَماً دِرَراً هو جمع دِرَّةٍ يقال للسحاب دِرَّة أَي صَبُّ واندقاق وقيل الدِّرَرُ الدارُّ كقوله تعالى دِيناً قِيَماً أَي قائماً وسماء مِدْرارٌ أَي تَدِرُّ بالمطر والريحُ تُدِرُّ السَّحابَ وتَسْتَدِرُّه أَي تَسْتَجْلبه وقال الحادِرَةُ واسمه قُطْبَةُ بن أَوس الغَطَفَانِيُّ فَكأَنَّ فاها بَعْدَ أَوَّلِ رَقْدَةٍ ثَغَبٌ بِرابَِيَةٍ لَذيذُ المَكْرَعِ بِغَرِيضِ سارِيَةٍ أَدَرَّتْهُ الصَّبَا من ماء أَسْحَرَ طَيِّبَ المُسْتَنْقَعِ والثغب الغدير في ظل جبل لا تصيبه الشمس فهو أَبرد له والغريض الماء الطري وقت نزوله من السحاب وأَسحرُ غديرٌ حُرُّ الطِّين قال ابن بري سمي هذا الشاعر بالحادرة لقول زَبَّانَ بنَ سَيَّارٍ فيه كأَنَّكَ حادِرَةُ المَنْكِبَيْ نِ رَصْعَاءُ تُنْقِضُ في حادِرِ قال شبهه بِضفْدَعَةٍ تُنْقِضُ في حائر وإِنقاضها صوتها والحائر مُجْتَمَعُ الماء في مُنْخَفِضٍ من الأَرض لا يجد مَسْرَباً والحادرة الضخمة المنكبين والرصعاء والرسحاء الممسوحة العجيزة وللسَّاقِ دِرَّةٌ اسْتِدْارَارٌ للجري وللسُّوقِ درَّة أَي نَفَاقٌ ودَرَّت السُّوقُ نَفَقَ متاعها والاسم الدِّرَّة ودَرَّ الشيء لانَ أَنشد ابن الأَعرابي إِذا اسْتَدْبَرَتْنا الشمسُ دَرَّتْ مُتُونُنا كأَنَّ عُرُوقَ الجَوفِ يَنْضَحْنَ عَنْدَما وذلك لأَن العرب تقول إِن استدبار الشمس مَصَحَّةٌ وقوله أَنشده ثعلب تَخْبِطُ بالأَخْفَافِ والمَنَاسِمِ عن دِرَّةٍ تَخْضِبُ كَفَّ الهاشِمِ فسره فقال هذه حرب شبهها بالناقة ودِرَّتُها دَمُها ودَرَّ النباتُ الْتَفَّ ودَرَّ السِّراجُ إِذا أَضاء وسراج دارٌّ ودَرِيرٌ ودَرَّ الشيءُ إِذا جُمِعَ ودَرَّ إِذا عُمِلَ والإِدْرارُ في الخيل أَن يُقِلَّ الفرسُ يَدَهُ حين يَعْتِقُ فيرفعها وقد يضعها ودَرَّ الفرسُ يَدِرٌ دَرِيراً ودِرَّةً عدا عَدْواً شديداً ومَرَّ على دِرَّتِهِ أَي لا يثنيه شيء وفرس دَرِيرٌ مكتنز الخَلْقِ مُقْتَدِرٌ قال امرؤ القيس دَرِيرٌ كَخُذْرُوف الوَليدِ أَمَرَّهُ تَتابُعُ كَفَّيهِ بِخَيْطٍ مُوَصَّلِ ويروي تَقَلُّبُ كفيه وقيل الدَّرِير من الخيل السريع منها وقيل هو السريع من جميع الدواب قال أَبو عبيدة الإِدْرَارُ في الخيل أَن يَعْتِقَ فيرفع يداً ويضعها في الخبب وأَنشد أَبو الهيثم لما رَأَتْ شيخاً لها دَرْدَرَّى في مِثلِ خَيطِ العَهِنِ المُعَرَّى قال الدردرّى من قولهم فرس دَرِيرٌ والدليل عليه قوله في مثل خيط العهن المعرّى يريد به الخذروف والمعرّى جعلت له عروة وفي حديث أَبي قِلابَةَ صليت الظهر ثم ركبت حماراً دَرِيراً الدرير السريع العدو من الدواب المكتنز الخلق وأَصل الدَّرِّ في كلام العرب اللبنُ ودَرَّ وَجْهُ الرجل يَدِرُّ إِذا حسن وجهه بعد العلة الفرّاء والدِّرْدَرَّى الذي يذهب ويجيء في غير حاجة وأَدَرَّت المرأَةُ المِغْزَلَ وهي مُدِرَّةٌ ومُدِرٌّ الأَخيرة على النَّسَب إِذا فتلته فتلاً شديداً فرأَيته كأَنه واقف من شدة دورانه قال وفي بعض نسخ الجمهرة الموثوق بها إِذا رأَيته واقفاً لا يتحرك من شدّة دورانه والدَّرَّارَةُ المِغْزَلُ الذي يَغْزِلُ به الراعي الصوفَ قال جَحَنْفَلٌ يَغَزِلُ بالدَّرَّارَة وفي حديث عمرو بن العاص أَنه قال لمعاوية أَتيتك وأَمْرُك أَشدُّ انْفِضاحاً من حُقِّ الكَهُولِ فما زلتُ أَرُمُّه حتى تَرَكْتُه مِثْلَ فَلْكَةِ المُدِرِّ قال وذكر القتيبي هذا الحديث فغلط في لفظه ومعناه وحُقُّ