كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

فالمدح أَنه لا ينام الليل فلا يَتَوَسَّدُ فيكون القرآن مُتَوَسَّداً معه والذم أنه لا يَحْفَطُ من القرآن شيئاً فإذا نام لم يَتَوَسَّدُ معه القرآن قال الأَزهري والقول هو الأول وقيل معناه لا يذكرون الله إلا دَسْماً أي ما لهم هَمٌّ إلا الأَكل ودَسْم الأَجواف قال ونصب دَسْماً على الخلاف ودَسَمَ المطرُ الأرضَ بَلَّها ولم يُبالِغْ ويقال ما أَنت إلاَّ دُسْمَةٌ أي لا خير فيه ويقال للرجل إذا غَشِيَ جاريَتَهُ قد دَسَمها ودَسَم المرأَة دَسْماً نكحها عن كراع ودُسْمانُ موضع والدَّيْسَمُ الثعلب وقيل وَلَدُ الثعلب من الكَلْبَة والدَّيْسَمُ ولد الذئْب من الكلبة وقيل ولد الدُّبِّ وقيل قَرْخُ النحل
( * قوله « فرخ النحل » بالحاء المهملة كما في القاموس والتكملة والمحكم ) وقال ابن الأَعرابي الدَّيْسَمُ الدُّبُّ وأَنشد إذا سَمعَتْ صَوْتَ الوَبِيل تَشَنَّعَتْ تَشَنُّعَ فُدْسِ الغارِ أو دَيْسَمٍ ذَكَر وقال المبرد الدَّيْسَمُ ولد الكلبة من الذئب والسِّمْعُ ولد الضبع من الذئب الجوهري الدَّيْسَمُ ولد الدُّبِّ قال وقلت لأَبي الغَوْث يقال إنه ولد الذِّئْبِ من الكلبة فقال ما هو إلا ولد الدُّبِّ ودَسَمَ الأَثَرُ مثل طَسَمَ والدَّيْسَمُ الظُّلْمةُ ودَيْسَم اسم أَنشد ابن دُرَيْدٍ أَخشى على دَيْسَمَ من بَردِ الثَّرَى أَبى قَضاءُ الله إلا ما تَرَى تَرَكَ صَرْفه للضرورة وسُئِلَ أَبو الفتح صاحِبُ قُطْرُبٍ واسم أبي الفتح دَيْسَم فقال الدَّيْسَمُ
( * قوله « ديسم فقال ديسم إلخ » هكذا في الأصل ومثله في التهذيب وعبارة التكلمة واسم أبي الفتح ديسم ما الديسم ؟ فقال إلخ ) الذُّرَة وفي الصحاح الدَّيْسمَةُ الذرة والدَّيْسَمُ نبات
( دسا ) دَسَى يَدْسَى نقيضُ زَكا الليث دَسا فلان يَدْسُو دَسْوَةً وهو نقيض زَكا يَزْكُو زَكَاةً وهو داسٍ لا زاكٍ ودَسَّى نَفْسَه قال ودَسَى يَدْسَى لغة ويَدْسُو أَصوب ابن الأَعرابي دَسا إذا اسْتَخَفَى قال أَبو منصور وهذا يقرب مما قال الليث قال وأَحسبهما ذهبا إلى قلب حرف التضعيف واعتبر الليث ما قاله في دَسى من قوله عز وجل قد أَفلح من زَكَّاها وقد خاب مَنْ دَسّاها أَي أَخفاها وقد تقدم قولنا إِنَّ دَسّاها في الأَصل دَسَّسها وإِن السينات توالت فقلبت إحداهن ياءً وأَما دَسَّى غيرَ مُحَوَّل عن المضعف من باب الدَّسِّ فلا أَعرفه ولا أَسمعه والمعنى خاب من دَسَّى نفسَه أَي أَخْمَلها وأَخَسَّ حَظِّها وقيل خابت نفسٌ دَسّاها الله عز وجل وكل شيء أَخْفَيْته وقلَّلْته فقد دَسَسْته روى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده نَزُورُ امْرَأَ أَما الإلَه فَيَتَّقِي وأَمّا بِفعْلِ الصالِحِينَ فيأْتَمِي قال أَراد فيَأْتَمُّ قال أَبو الهيثم دَسَّى فلان نفْسَه إذا أَخفاها وأَخملها لُؤْماً مخافة أَن يتَنَبَّه له فيُستضافَ ودسَا الليلُ دَسْواً ودَسْياً وهو خلاف زَكَا ودَسَّى نفْسَه وتَدَسَّى ودَسّاه أَغراه وأَفْسَدَه وفي التنزيل وقد خابَ من دَسّاها وأَنشد ابن الأَعرابي لرجل من طيِّء وأَنتَ الذي دَسَّيْتَ عَمْراً فأَصْبَحَت نِساؤُهُمُ منهم أَرامِلُ ضُيَّعُ قال دَسَّيْت أَغْوَيْت وأَفسدْت وعمرو قبيلة
( دشت ) الدَّشْتُ الصَّحْراء وأَنشد أَبو عُبيدة للأَعشَى قد عَلِمَتْ فارسٌ وحِمْيرُ والأَ عْرابُ بالدَّشْتِ أَيُّكم نَزَلا وقال الراجز تَخِذْتُه من نَعَجاتٍ سِتِّ سُودِ نِعاجٍ كنِعاجِ الدَّشْتِ قال وهو فارسي أَو اتِّفاقٌ وَقَع بين اللغتين
( دشش ) الدّشّ اتخاذُ الدَّشِيشةِ وهي لغة في الجَشِيشة قال الأَزهري ليست بلغة ولكنها لُكْنة وروي عن أَبي الوليد بن طَخْفةَ الغِفاري قال كان أَبي من أَصحاب الصُّفَّة وكان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يأْمرُ الرجلَ يأْخذ بيد الرجُلين حتى بقِيتُ خامسَ خمسةٍ فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم انطلقوا فانطلقنا معه إِلى بيت عائشة فقال يا عائشةُ أَطعِمِينا فجاءت بِدَشِيشةٍ فأَكلْنا ثم جاءت بحَيْسةٍ مثل القَطا فأَكلنا ثم جاءت بعُسٍّ عظيم فشرِبْنا ثم انطلقنا إِلى المسجد قال الأَزهري فدل هذا الحديثُ أَن الدشيشة لغةٌ في الجشيشة ( دشق ) أبو عبيدة بيتٌ دَوْشَقٌ إذا كان ضَخْماً وجمل دَوْشَقٌ إذا كان ضخماً فإذا كان سريعاً فهو دَمْشَقٌ والله أَعلم ( دشم ) الدُّشْمَةُ الرجل الذي لا خير فيه
( دشن ) داشِنٌ معرب من الدَّشْن وهو كلام عراقي وليس من كلام أَهل البادية كأَنهم يعنون به الثوب الجديد الذي لم يُلبس أَو الدار الجديدة التي لم تسكن ولا استعملت ابن شميل

الصفحة 1376