السلام قولهُ تعالى رَبَّنا وابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً منهم يَتْلُو عليهم آياتِكَ وبِشارَةُ عيسى عليه السلام قوله تعالى ومُبَشِّراً برَسُولٍ يأْتي من بَعْدي اسْمهُ أَحْمَدُ وفي حديث معاذ رضي الله عنه لما أَصابَهُ الطاعون قال ليْسَ بِرِجْزٍ ولا طاعونٍ ولكنه رَحْمةُ رَبِّكم ودَْوَةُ نبِيِّكُم صلى الله عليه وسلم أَراد قوله اللهم اجعَلْ فَناءَ أُمَّتي بالطَّعْن والطاعونِ وفي هذا الحديث نَظَر وذلك أَنه قال لما أَصابَهُ الطاعون فأَثبَتَ أَنه طاعونٌ ثم قال ليسَ برِجْزٍ ولا طاعونٍ فنَفَى أَنه طاعونٌ ثم فسَّر قوله ولكنَّه رحمةٌ من ربِّكم ودَعوةُ نبِيِّكم فقال أَراد قوله اللهم اجعَلْ فَناءَ أُمَّتي بالطَّعْن والطاعون وهذا فيه قَلَق ويقال دَعَوْت الله له بخَيْرٍ وعَليْه بِشَرٍّ والدَّعوة المَرَّة الواحدةَ من الدُّعاء ومنه الحديث فإن دَعْوتَهم تُحِيطُ من ورائهم أَي تحُوطُهم وتكْنُفُهم وتَحْفَظُهم يريد أهلَ السُّنّة دون البِدْعة والدعاءُ واحد الأَدْعية وأَصله دُعاو لأنه من دَعَوْت إلا أن الواو لمَّا جاءت بعد الأَلف هُمِزتْ وتقول للمرأَة أَنتِ تَدْعِينَ وفيه لغة ثانية أَنت تَدْعُوِينَ وفيه لغة ثالثة أَنتِ تَدْعُينَ بإشمام العين الضمة والجماعة أَنْتُنِّ تَدْعُونَ مثل الرجال سواءً قال ابن بري قوله في اللغة الثانية أَنتِ تَدْعُوِينَ لغة غير معروفة والدَّعَّاءةُ الأَنْمُلَةُ يُدْعى بها كقولهم السِّبَّابة كأنها هي التي تَدْعُو كما أَن السبابة هي التي كأَنها تَسُبُّ وقوله تعالى له دَعْوةُ الحقّ قال الزجاج جاء في التفسير أَنها شهادة أَن لاإله إلا الله وجائزٌ أَن تكون والله أََعلم دعوةُ الحقِّ أَنه مَن دَعا الله مُوَحِّداً اسْتُجيب له دعاؤه وفي كتابه صلى الله عليه وسلم إلى هِرَقْلَ أَدْعُوكَ بِدِعايةِ الإسْلام أَي بِدَعْوَتِه وهي كلمة الشهادة التي يُدْعى إليها أَهلُ المِلَلِ الكافرة وفي رواية بداعيةِ الإسْلامِ وهو مصدر بمعنى الدَّعْوةِ كالعافية والعاقبة ومنه حديث عُمَيْر بن أَفْصى ليس في الخْيلِ داعِيةٌ لِعاملٍ أَي لا دَعْوى لعاملِ الزكاة فيها ولا حَقَّ يَدْعُو إلى قضائه لأَنها لا تَجب فيها الزكاة ودَعا الرجلَ دَعْواً ودُعاءً ناداه والاسم الدعْوة ودَعَوْت فلاناً أَي صِحْت به واسْتَدْعَيْته فأَما قوله تعالى يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّه أَقْرَبُ من نَفْعِه فإن أَبا إسحق ذهب إلى أَن يَدْعُو بمنزلة يقول ولَمَنْ مرفوعٌ بالابتداء ومعناه يقولُ لَمَنْ ضَرُّه أَقربُ من نَفْعه إلهٌ وربٌّ وكذلك قول عنترة يَدْعُونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كأَنها أَشْطانُ بئرٍ في لَبانِ الأَدْهَمِ معناه يقولون يا عَنْتَر فدلَّت يَدْعُون عليها وهو مِنِّي دَعْوَةَ الرجلِ ودَعْوةُ الرجُلِ أَي قدرُ ما بيني وبينه ذلك يُنْصَبُ على أَنه ظرف ويُرفع على أَنه اسمٌ ولبني فلانٍ الدَّعْوةُ على قومِهم أَي يُبْدأُ بهم في الدعاء إلى أَعْطِياتِهم وقد انتهت الدَّعْوة إلى بني فلانٍ وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يُقدِّمُ الناسَ في أَعطِياتِهِم على سابِقتِهم فإذا انتهت الدَّعْوة إليه كَبَّر أَي النداءُ والتسميةُ وأَن يقال دونكَ يا أَميرَ المؤمنين وتَداعى القومُ دعا بعضُهم بعضاً حتى يَجتمعوا عن اللحياني وهو التَّداعي والتَّداعي والادِّعاءُ الاعْتِزاء في الحرب وهو أَن يقول أنا فلانُ بنُ فلان لأنهم يَتداعَوْن بأَسمائهم وفي الحديث ما بالُ دَعْوى الجاهلية ؟ هو قولُهم يا لَفُلانٍ كانوا يَدْعُون بعضُهم بعضاً عند الأَمر الحادث الشديد ومنه حديث زيدِ بنِ أَرْقَمَ فقال قومٌ يا للأَنْصارِ وقال قومٌ يا للْمُهاجِرين فقال عليه السلام دَعُوها فإنها مُنْتِنةٌ وقولهم ما بالدَّارِ دُعْوِيٌّ بالضم أَي أَحد قال الكسائي هو مِنْ دَعَوْت أَي ليس فيها من يَدعُو لا يُتكَلَّمُ به إلاَّ مع الجَحْد وقول العجاج إنِّي لا أَسْعى إلى داعِيَّهْ مشددة الياء والهاءُ للعِمادِ مثل الذي في سُلْطانِيَهْ ومالِيَهْ وبعد هذا البيت إلا ارْتِعاصاً كارْتِعاص الحَيَّهْ ودَعاه إلى الأَمِير ساقَه وقوله تعالى وداعِياً إلى الله بإذْنهِ وسِراجاً مُنيراً معناه داعياً إلى توحيد الله وما يُقَرِّبُ منه ودعاهُ الماءُ والكَلأُ كذلك على المَثَل والعربُ تقول دعانا غَيْثٌ وقع ببَلدٍ فأَمْرَعَ أَي كان ذلك سبباً لانْتِجاعنا إيَّاه ومنه قول ذي الرمة تَدْعُو أَنْفَهُ الرِّيَبُ والدُّعاةُ قومٌ يَدْعُونَ إلى بيعة هُدىً أَو ضلالة واحدُهم داعٍ ورجل داعِيةٌ إذا كان يَدْعُو الناس إلى بِدْعة أَو دينٍ أُدْخِلَت الهاءُ فيه للمبالغة والنبي صلى الله عليه وسلم داعي الله تعالى وكذلك المُؤَذِّنُ وفي التهذيب المُؤَذِّنُ داعي الله والنبيّ صلى الله عليه وسلم داعي الأُمَّةِ إلى توحيدِ الله وطاعتهِ قال الله عز وجل مخبراً عن الجنّ الذين اسْتَمعوا القرآن وولَّوْا إلى قومهم مُنْذِرِين قالوا يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ ويقال لكلّ من مات دُعِيَ فأَجاب ويقال دعاني إلى الإحسان إليك إحسانُك إليّ وفي الحديث الخلافة في قُرَيْشٍ والحُكْمُ في الأَنْصارِ والدَّعْوة في الحَبَشة أَرادَ بالدعوة الأَذانَ جَعله فيهم تفضيلاً لمؤذِّنِهِ بلالٍ والداعية صرِيخُ الخيل في الحروب