كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

( أبه ) أَبَهَ له يَأْبَهُ أَبْهاً وأَبِهَ له وبه أَبَهاً فَطِنَ وقال بعضهم أَبِهَ للشيء أَبَهاً نسِيه ثم تفطَّنَ له وأَبَّهَ الرجلَ فَطَّنه وأَبِّهه نبَّهه كلاهما عن كراع والمعنيان متقاربان الجوهري ما أَبَهْتُ للأَمر آبَهُ أَبْهاً ويقال أَيضاً ما أَبِهْتُ له بالكسر آبَهُ أَبَهاً مثل نَبِهْتُ نَبَهاً قال ابن بري وآبَهْتُه أَعلمته وأَنشد لأُمية إذْ آبَهَتْهم ولم يَدْرُوا بفاحشةٍ وأَرْغَمَتْهم ولم يَدْروا بما هَجَعُوا وفي حديث عائشة رضي الله عنها في التعوُّذ من عذاب القبر أَشَيءٌ أَوْهَمْتُه لم آبَهْ له أَو شَيءٌ ذَكَّرْتُه إياه أَي لا أَدري أَهو شيء ذكَرَه النبي وكنت غَفَلْتُ عنه فلم آبَهْ له أَو شيءٌ ذَكَّرْتُه إياه وكان يذكره بعدُ والأُبَّهَة العظمة والكبر ورجل ذو أُبَّهَةٍ أَي ذو كبر وعظمة وتَأَبَّه فلانٌ على فلان تأَبُّهاً إذا تكبر ورفع قدره عنه وأَنشد ابن بري لرؤبة وطامِح من نَخَْوَةِ التَّأَبُّهِ وفي كلام عليّ عليه السلام كمْ منْ ذِي أُبَّهَةٍ قد جعَلتُه حقيراً الأُبَّهةُ بالضم والتشديد للباء العظمة والبهاء وفي حديث معاوية إذا لم يَكُنِ المَخْزوميُّ ذا بَأْوٍ وأُبَّهَةٍ لم يشبه قومه يريد أَنَّ بني مخزوم أَكثرُهم يكونون هكذا وفي الحديث رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَر ذي طِمْرَين لا يُؤبَهُ له أَي يُحْتَفَلُ به لحقارته ويقال للأَبَحِّ أَبَهُّ وقد بَهَّ يَبَهُّ أَي بَحَّ يَبَحُّ
( أبهل ) عَبْهَلَ الإِبلَ مثل أَبْهَلَهَا والعين مبدلة من الهمزة
( أبي ) الإِباءُ بالكسر مصدر قولك أَبى فلان يأْبى بالفتح فيهما مع خلوه من حُروف الحَلْق وهو شاذ أَي امتنع أَنشد ابن بري لبشر بن أَبي خازم يَراه الناسُ أَخضَر مِنْ بَعيد ٍ وتَمْنعُه المَرارةُ والإِباءُ فهو آبٍ وأَبيٌّ وأَبَيانٌ بالتحريك قال أَبو المجشِّر جاهليّ وقَبْلك ما هابَ الرِّجالُ ظُلامَتِي وفَقَّأْتُ عَيْنَ الأَشْوَسِ الأَبَيانِ أَبى الشيءَ يَأْباه إِباءً وإِباءَةً كَرِهَه قال يعقوب أَبى يَأْبى نادر وقال سيبويه شبَّهوا الأَلف بالهمزة في قَرَأَ يَقْرَأُ وقال مرَّة أَبى يَأْبى ضارَعُوا به حَسِب يَحْسِبُ فتحوا كما كسروا قال وقالوا يِئْبى وهو شاذ من وجهين أَحدهما أَنه فعَل يَفْعَل وما كان على فَعَل لم يكسَر أَوله في المضارع فكسروا هذا لأَن مضارعه مُشاكِل لمضارع فَعِل فكما كُسِرَ أَوّل مضارع فَعِل في جميع اللغات إِلاَّ في لغة أَهل الحجاز كذلك كسروا يَفْعَل هنا والوجه الثاني من الشذوذ أَنهم تجوّزوا الكسر في الياء من يِئْبَى ولا يُكْسَر البتَّة إِلا في نحو ييجَل واسْتَجازوا هذا الشذوذَ في ياء يِئْبى لأَن الشذوذ قد كثر في هذه الكلمة قال ابن جني وقد قالوا أَبى يَأْبى أَنشد أَبو زيد يا إِبِلي ما ذامُهُ فَتأْبِيَهْ ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلِيَهْ جاء به على وجه القياس كأَتى يأْتي قال ابن بري وقد كُسِر أَول المضارع فقيل تِيبى وأَنشد ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلِيَهْ هذا بأَفْواهِك حتى تِيبِيَهْ قال الفراء لم يجئْ عن العرب حَرْف على فَعَل يَفْعَل مفتوح العين في الماضي والغابر إِلاَّ وثانيه أَو ثالثه أَحد حروف الحَلْق غير أَبى يأْبى فإِنه جاء نادراً قال وزاد أَبو عمرو رَكَنَ يَرْكَن وخالفه الفراء فقال إِنما يقال رَكَن يَرْكُن ورَكِن يَرْكَن وقال أَحمد بن يحيى لم يسمع من العرب فَعَل يَفْعَل ممّا لبس عينه ولامُه من حُروف الحَلْق إِلا أَبى يَأْبى وقَلاه يَقْلاه وغَشى يَغْشى وشَجا يَشْجى وزاد المبرّد جَبى يَجْبى قال أَبو منصور وهذه الأَحرف أَكثر العرب فيها إِذا تَنَغَّم على قَلا يَقْلي وغَشِيَ يَغْشى وشَجاه يَشْجُوه وشَجيَ يَشْجى وجَبا يَجْبي ورجل أَبيٌّ ذو إِباءٍ شديد إِذا كان ممتنعاً ورجل أَبَيانٌ ذو إِباءٍ شديد ويقال تَأَبَّى عليه تَأَبِّياً إِذا امتنع عليه ورجل أَبَّاء إِذا أَبى أَن يُضامَ ويقال أَخذه أُباءٌ إِذا كان يَأْبى الطعام فلا يَشْتهيه وفي الحديث كلُّكم في الجنة إِلا مَنْ أَبى وشَرَدَ أَي إِلاَّ من ترك طاعة الله التي يستوجب بها الجنة لأَن من ترك التسبُّب إِلى شيء لا يوجد بغيره فقد أَباهُ والإِباءُ أَشدُّ الامتناع وفي حديث أَبي هريرة ينزل المهدي فيبقى في الأَرض أَربعين فقيل أَربعين سنة ؟ فقال أَبَيْتَ فقيل شهراً ؟ فقال أَبَيْتَ فقيل يوماً ؟ فقال أَبَيْتَ أَي أَبَيْتَ أَن تعرفه فإِنه غَيْب لم يَردِ الخَبرُ ببَيانه وإِن روي أَبَيْتُ بالرفع فمعناه أَبَيْتُ أَن أَقول في الخبَر ما لم أَسمعه وقد جاء عنه مثله في حديث العَدْوى والطِّيَرَةِ وأَبى فلان الماءَ وآبَيْتُه الماءَ قال ابن سيده قال الفارسي أَبى زيد من شرب الماء وآبَيْتُه إِباءَةً قال ساعدة بن جُؤَيَّةٌ قَدْ أُوبِيَتْ كلَّ ماءٍ فهْي صادِيةٌ مَهْما تُصِبْ أُفُقاً من بارقٍ تَشِمِ والآبِيةُ التي تَعافُ الماء وهي أَيضاً التي لا تريد العَشاء وفي المَثَل العاشِيةُ تُهَيِّجُ الآبية أَي إِذا رأَت الآبيةُ الإِبِلَ العَواشي تَبِعَتْها فَرعَتْ معها وماءٌ مأْباةٌ تَأْباهُ الإِبلُ وأَخذهُ أُباءٌ من الطَّعام أَي كَراهِية له جاؤوا به على فُعال لأَنه كالدَّاء والأَدْواء ممَّا يغلِب عليها فُعال قال الجوهري يقال أَخذه أُباءٌ على فُعال إِذا جعل يأْبى الطعامَ ورجلٌ آبٍ من قومٍ آبينَ وأُباةٍ وأُبِيٍّ وأُبَّاء ورجل أَبيٌّ من قوم أَبِيِّينَ قال ذو الإِصْبَعِ العَدْوانيُّ إِني أَبيٌّ أَبيٌّ ذو مُحافَظةٍ وابنُ أَبيٍّ أَبيٍّ من أَبِيِّينِ شبَّه نون الجمع بنون الأَصل فَجَرَّها والأَبِيَّة من الإِبل التي ضُرِبت فلم تَلْقَح كأَنها أَبَتِ اللَّقاح وأَبَيْتَ اللَّعْنَ من تحيَّات المُلوك في الجاهلية كانت العرب يُحَيِّي أَحدُهم المَلِك يقول أَبَيْتَ اللَّعْنَ وفي حديث ابن ذي يَزَن قال له عبدُ المطَّلب لما دَخل عليه أَبَيْتَ

الصفحة 14