والأَمينُ المؤتمِن والأَمين المؤتَمَن من الأَضداد وأَنشد ابن الليث أَيضاً لا أَخونُ يَمِيني أََي الذي يأْتَمِنُني الجوهري وقد يقال الأَمينُ المأْمونُ كما قال الشاعر لا أَخون أَميني أَي مأْمونِي وقوله عز وجل إن المتقِينَ في مقامٍ أَمينٍ أَي قد أَمِنُوا فيه الغِيَرَ وأَنتَ في آمِنٍ أَي في أَمْنٍ كالفاتح وقال أَبو زياد أَنت في أَمْنٍ من ذلك أَي في أَمانٍ ورجل أُمَنَةٌ يأْمَنُ كلَّ أَحد وقيل يأْمَنُه الناسُ ولا يخافون غائلَته وأُمَنَةٌ أَيضاً موثوقٌ به مأْمونٌ وكان قياسُه أُمْنةً أَلا ترى أَنه لم يعبَّر عنه ههنا إلا بمفعول ؟ اللحياني يقال ما آمَنْتُ أَن أَجِدَ صحابةً إيماناً أَي ما وَثِقْت والإيمانُ عنده الثِّقةُ ورجل أَمَنةٌ بالفتح للذي يُصَدِّق بكل ما يسمع ولا يُكَذِّب بشيء ورجل أَمَنةٌ أَيضاً إذا كان يطمئنّ إلى كل واحد ويَثِقُ بكل أَحد وكذلك الأُمَنَةُ مثال الهُمَزة ويقال آمَنَ فلانٌ العدُوَّ إيماناً فأَمِنَ يأْمَنُ والعدُوُّ مُؤْمَنٌ وأَمِنْتُه على كذا وأْتَمَنْتُه بمعنىً وقرئ ما لَك لا تأَمَننا على يوسف بين الإدغامِ والإظهارِ قال الأَخفش والإدغامُ أَحسنُ وتقول اؤتُمِن فلانٌ على ما لم يُسمَّ فاعلُه فإن ابتدأْت به صيَّرْت الهمزة الثانية واواً لأن كلَّ كلمة اجتمع في أَولها هَمزتانِ وكانت الأُخرى منهما ساكنة فلك أَن تُصَيِّرها واواً إذا كانت الأُولى مضمومة أَو ياءً إن كانت الأُولى مكسورة نحو إيتَمَنه أَو أَلفاً إن كانت الأُولى مفتوحة نحو آمَنُ وحديث ابن عمر أَنه دخل عليه ابنُه فقال إنّي لا إيمَنُ أَن يكون بين الناسِ قتالٌ أَي لا آمَنُ فجاء به على لغة من يكسر أَوائل الأَفعال المستقبلة نحو يِعْلَم ونِعْلم فانقلبت الأَلف ياء للكسرة قبلها واسْتأْمَنَ إليه دخل في أَمانِه وقد أَمَّنَه وآمَنَه وقرأَ أَبو جعفر المدنيّ لستَ مُؤَمَّناً أَي لا نُؤَمِّنك والمَأْمَنُ موضعُ الأَمْنِ والأمنُ المستجيرُ ليَأْمَنَ على نفسه عن ابن الأَعرابي وأَنشد فأَحْسِبُوا لا أَمْنَ من صِدْقٍ وَبِرْ وَسَحّْ أَيْمانٍ قَليلاتِ الأَشرْ أَي لا إجارة أَحْسِبُوه أَعطُوه ما يَكْفيه وقرئَ في سورة براءة إنهم لا إِيمانَ لهم مَنْ قرأَه بكسر الأَلف معناه أَنهم إن أَجارُوا وأَمَّنُوا المسلمين لم يَفُوا وغَدَروا والإيمانُ ههنا الإجارةُ والأَمانةُ والأَمَنةُ نقيضُ الخيانة لأَنه يُؤْمَنُ أَذاه وقد أَمِنَه وأَمَّنَه وأْتَمَنَهُ واتَّمَنه عن ثعلب وهي نادرة وعُذْرُ مَن قال ذلك أَن لفظه إذا لم يُدْغم يصير إلى صورة ما أَصلُه حرفُ لين فذلك قولهم في افْتَعَل من الأَكل إيتَكَلَ ومن الإزْرةِ إيتَزَرَ فأَشْبه حينئذٍ إيتَعَدَ في لغة من لم يُبْدِل الفاء ياء فقال اتَّمَنَ لقول غيره إيتَمَنَ وأَجود اللغتين إقرارُ الهمزة كأَن تقول ائتمن وقد يُقَدِّر مثلُ هذا في قولهم اتَّهَلَ واسْتَأْمَنه كذلك وتقول اسْتَأْمَنني فلانٌ فآمَنْتُه أُومِنُهُ إيماناً وفي الحديث المُؤَذِّنُ مؤتَمَنٌ مُؤْتَمَنُ القوم الذي يثِقون إليه ويتخذونه أَمِيناً حافظاً تقول اؤتُمِنَ الرجل فهو مُؤْتَمَن يعني أَن المؤذِّنَ أَمينُ الناسِ على صلاتهم وصيامهم وفي الحديث المَجالِسُ بالأَمانةِ هذا ندْبٌ إلى تركِ إعادةِ ما يَجْرِي في المجلس من قولٍ أَو فعلٍ فكأَنَّ ذلك أَمانةٌ عند مَن سَمِعه أَو رآه والأََمانةُ تقع على الطاعة والعبادة والوديعة والثِّقةِ والأَمان وقد جاء في كل منها حديث وفي الحديث الأَمانةُ غِنًى أَي سبب الغنى ومعناه أَن الرجل إذا عُرِفَ بها كثُر مُعاملوه فصار ذلك سبباً لِغناه وفي حديث أَشْراطِ الساعة والأَمانة مَغْنَماً أَي يرى مَن في يده أَمانةٌ أَن الخِيانَة فيها غَنيمةٌ قد غَنِمها وفي الحديث الزَّرعُ أَمانةٌ والتاجِرُ فاجرٌ جعل الزرع أَمانَةً لسلامتِه من الآفات التي تقع في التِّجارة من التَّزَيُّدِ في القول والحَلِف وغير ذلك ويقال ما كان فلانٌ أَميناً ولقد أَمُنَ يأْمُنُ أَمانةً ورجلٌ أَمينٌ وأُمّانٌ أَي له دينٌ وقيل مأْمونٌ به ثِقَةٌ قال الأَعشى ولَقَدْ شَهِدْتُ التّاجرَ ال أُمّانَ مَوْروداً شرابُهْ التاجِرُ الأُمّانُ بالضم والتشديد هو الأَمينُ وقيل هو ذو الدِّين والفضل وقال بعضهم الأُمّان الذي لا يكتب لأَنه أُمِّيٌّ وقال بعضهم الأُمّان الزرّاع وقول ابن السكيت شَرِبْت مِنْ أَمْنِ دَواء المَشْي يُدْعى المَشُْوَّ طعْمُه كالشَّرْي الأَزهري قرأْت في نوادر الأَعراب أَعطيت فلاناً مِنْ أَمْنِ مالي ولم يفسّر قال أَبو منصور كأَنَّ معناه مِنْ خالِص مالي ومِنْ خالص دَواءِ المَشْي ابن سيده ما أَحْسَنَ أَمَنَتَك وإِمْنَك أَي دِينَكَ وخُلُقَكَ وآمَنَ بالشيء صَدَّقَ وأَمِنَ كَذِبَ مَنْ أَخبره الجوهري أَصل آمَنَ أَأْمَنََ بهمزتين لُيِّنَت الثانية ومنه المُهَيْمِن وأَصله مُؤَأْمِن لُيِّنَتْ الثانيةُ وقلبت ياء وقلبت الأُولى هاء قال ابن بري قوله بهمزتين لُيِّنَتْ الثانية صوابه أَن يقول أُبدلت الثانية وأَما ما ذكره في مُهَيْمِن من أَن أَصلَه مُؤَأْمِن لُيِّنَتْ الهمزةُ الثانية وقلبت ياءً لا يصحُّ لأَنها ساكنة وإنما تخفيفها أَن تقلب أَلفاً لا غير قال فثبت بهذا أَن مُهَيْمِناً منْ هَيْمَنَ فهو مُهَيْمِنٌ لا غير وحدَّ الزجاجُ الإيمانَ فقال الإيمانُ إظهارُ الخضوع والقبولِ للشَّريعة ولِما أَتَى به النبيُّ صلى الله عليه وسلم واعتقادُه وتصديقُه بالقلب فمن كان على هذه الصِّفة فهو مُؤْمِنٌ مُسْلِم غير مُرْتابٍ ولا شاكٍّ وهو الذي يرى أَن أَداء الفرائض واجبٌ عليه لا يدخله في ذلك ريبٌ وفي التنزيل العزيز وما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لنا أَي بمُصدِّقٍ والإيمانُ التصديقُ التهذيب وأَما الإيمانُ فهو مصدر آمَنَ يُؤْمِنُ إيماناً فهو مُؤْمِنٌ واتَّفق أَهلُ العلم من اللُّغَويّين وغيرهم أَن الإيمانَ معناه التصديق قال الله تعالى قالتِ الأَعرابُ آمَنّا قل