وعليها قال لبيد يصف فرساً فَتَدَلَّيْتُ عَلَيْها قَافِلاً وعلى الأَرضِ غَياياتُ الطَّفَلْ أَراد أَنه نَزَل من مِرْبائه وهو عَلَى فَرَسِه راكبٌ ولا يكون التَّدَلِّي إلا من عُلْوٍ إلى اسْتِفَال تَدَلَّى من الشجرة ويقال تَدَلَّى فلانٌ علينا من أَرض كذا وكذا أي أَتانا يقال من أَيْنَ تَدَلَّيْتَ علينا قال أُسامة الهذلي تَدَلَّي عَلَيه وهُوَ زَرْقُ حَمامَةٍ لَهُ طِحْلِبٌ في مُنْتَهَى القيضِ هامِدُ وقوله تعالى فَدَلاَّهُما بِغُرُورٍ قال أَبو إسحق دلاَّهُما في المَعْصِيَة بأَن غَرَّهُما وقال غيره فَدلاَّهُما فأطْمَعَهُما ومنه قول أَبي جُنْدُب الهذلي أَحُصُِّ فلا أُجِيرُ ومَنْ أُجِرْهُ فَلَيْسَ كَمَنْ يُدَلَّى بالغُرُورِ أَحُصُّ أَمْنَع وقيل أَحُصُّ أَقْطَع ذلك وقوله كَمَنْ يُدَلَّى أَي يُطْمَع قال أَبو منصور وأَصله الرجل العَطْشانُ يُدَلَّى في البئر ليَرْوَى من مَائِها فلا يجدُ فيها ماءً فيكون مُدَليِّاً فيها بالغُرورِ فوُضِعَت التَّدْلِيَة موضع الإطْمَاع فيما لا يُجْدِي نَفْعاً وفيه قول ثالث فَدَلاَّهُما بغرور أَي جَرَّأهما إبليس على أَكْلِ الشجرة بغُرره والأَصلُ فيه دَلَّلهما والدَّالُ والدَّالَّةُ الجُرْأَة الجوهري ودلاَّه بغُرُورٍ أَي أَوْقَعَه فيما أَراد من تَغْرِيره وهو من إدْلاءِ الدَّلْو وأَما قوله عز وجل ثم دَنَا فَتَدَلَّى قال الفراء ثم دَنَا جبريل من محمد فتَدَلَّى كأَنَّ المعنى ثم تَدَلَّى فَدَنا قال وهذا جائز إذا كان المَعْنى في الفعلين واحداً وقال الزجاج معنى دَنَا فَتَدَلَّى واحد لأَن المعنى أَنه قرب فَتَدَلَّى أَي زاد في القُرْب كما تقول قدْ دَنَا فلان مني وقرُبَ قال الجوهري ثم دَنَا فَتَدَلَّى أَي تَدَلَّل كقوله ثم ذهَبَ إلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَي يَتَمَطَّطُ وفي حديث الإسْراء فَتَدَلَّى فكان قَابَ قَوْسَيْنِ التَّدَلِّي النزولُ من العُلْو قال ابن الأَثير والضميرُ لجبريل عيه الصلاة والسلام وأَدْلَى بحُجَّتِه أَحْضَرَها واحْتجَّ بها وأَدْلَى إليه بِمالِه دَفَعه التهذيب وأَدْلَى بمالِ فلان إلى الحاكِمِ إذا دَفَعَه إليه ومنه قوله تعالى وتُدْلُوا بها إلى الحكام يعني الرِّشْوَةَ قال أَبو إسحق معنى تُدْلُوا في الأَصل من أَدْلَيْت الدَّلْوَ إذا أَرْسَلْتها لتملأَها قال ومعنى أَدْلَى فلان بحُجَّته أَي أَرْسَلَها وأَتَى بها على صحة قال فمعنى قوله وتُدْلُوا بها إلى الحُكَّام أَي تَعْمَلون على ما يوجِبُه الإدْلاءُ بالحُجة وتَخُونُون في الأَمانة لِتَأْكِلِوا فَريقاً من أَمْوالِ الناسِ بالإثْمِ كأَنه قال تَعْمَلون على ما يوجِبُه ظاهِرُ الحُكْمِ وتَتْرُكُونَ ما قَدْ عَلِمْتُم أَنه الحَقّ وقال الفراء معناه لا تأْكُلوا أَمْوالكم بينكم بالباطل ولا تُدْلُوا بها إلى الحُكَّام وإن شئتَ جَعلْتَ نصبَ وتُدْلُوا بها إذا أَلْقَيْتَ منها لا على الظَّرْفِ والمعنى لا تُصانِعُوا بأَمْوالِكُم الحُكَّام ليَقْتَطِعُوا لكم حقّاً لغيركم وأَنتم تعلمون أَنه لا يحل لكم قال أَبو منصور وهذا عندي أَصح القولين لأَن الهاء في قوله وتُدْلوا بها للأَموال وهي على قول الزجاج للحُجّة ولا ذكر لها في أَول الكلام ولا في آخره وأَدْلَيْت فيه قلت قولاً قبيحاً قال ولو شئتُ أَدْلَى فِيكُمَا غَيْرُ واحِدٍ عَلانِيَةً أَو قالَ عِنْدِيَ في السِّرِّ ودَلَوْتُ الناقَةَ والإبِلَ دَلْواً سُقْتُها سَوْقاً رَفيقاً رُوَيْداً قال لا تَقْلُواهَا وادْلُوَاهَا دَلْوَا إنَّ مَعَ اليَوْمِ أَخَاهُ غَدْوَا وقال الشاعر لا تَعْجَلا بالسَّيْرِ وادْلُواها لَبِئْسما بُطْءٌ ولا نَرْعاها وادْلَوْلى أَي أَسْرَع وهي افْعَوْعَلَ ودَلَوْت الرجلَ ودالَيْته إذا رَفَقْتَ به ودارَيْته قال ابن بري المُدالاةُ المُصانَعة مثلُ المُداجاةِ قال كثير أَلا يا لَقَوْمي للنِّوى وانْفِتَالِها وللصَّرْمِ مِنْ أَسْماءَ ما لَمْ نُدالِها وقول الشاعر كأَنَّ راكِبَها غُصْنٌ بَمَرْوَحَة إذا تَدَلَّت بِهِ أَو شارِبٌ ثَمِلُ يجوز أَن يكون تَفَعَّلَتْ من الدَّلْوِ الذي هو السَّوْق الرَّفِيقُ كأَنَّه دَلاَّها فَتَدَلَّت قال ويجوز أَن يكون أَراد تَدَلَّلَت من الإدْلالِ فكره التضعيف فحوّل إحدى اللامين ياء كما قالو تظنيت في تظننت ابن الأَعرابي دَلِيَ إذا ساقَ ودَلِيَ إذا تَحَيَّر وقال تَدَلَّى إذا قَرُب بَعْدَ عُلْوٍ وتَدَلَّى تواضَعَ ودالَيْتُه أَي دارَيْتُه
( دمث ) دَمِثَ دَمَثاً فهو دَمِثٌ لانَ وسَهُلَ والدَّماثَةُ سُهولةُ الخُلُق يقال ما أَدْمَثَ فلاناً وأَلْيَنَه ومكانٌ دَمِثٌ ودَمْثٌ لَيِّنُ المَوْطِئ ورملَةٌ دَمَثٌ كذلك كأَنها سُمِّيَتْ بالمصدر قال أَبو قِلابَة خَوْدٌ ثَقالٌ في القِيام كرَمْلةٍ دَمَثٍ يُضِيءُ لها الظلامُ الحِنْدسُ ورجلٌ دَمِثٌ بَيِّنُ الدَّماثةِ والدُّمُوثة وَطِيءُ الخُلُقِ والدَّمْثُ السُّهول من الأَرض والجمع أَدْماث ودِماثٌ وقد دَمِثَ بالكسر يَدْمَثُ دَمَثاً التهذيب الدِّماثُ السُّهولُ من الأَرض الواحدة دَمِثةٌ وكل سَهْلٍ دَمِثٌ والوادي الدَّمِثُ السائلُ ويكون الدِّماثُ في الرمال وغير الرمال والدَّمائِثُ ما سَهُلَ ولانَ أَحدهما دَميثةٌ ومنه قيل للرجل السَّهْل الطَّلْق الكريم دَمِثٌ وفي صفته صلى الله عليه وسلم دَمِثٌ ليس بالجافي أَراد أَنه كان لَيِّنَ الخُلُق في سهولة وأَصله من الدَّمْثِ وني الأَرضُ اللينة السهْلة الرِّخْوةُ والرملُ الذي ليس بمُتَلبِّدٍ وفي حديث الحجاج في صفة الغَيْثِ فلبَّدتِ الدِّماثَ أَي صَيَّرَتْها لا