يحلفون بها في الجاهلية يعني دَمَ ما يُذْبَح على النُّصُبِ ومنه الحديث لا والدِّماءِ أَي دماءِ الذِّبائِحِ ويُرْوى لا والدُّمى جمع دُمْيَةٍ وهي الصورة ويريد بها الأَصْنام والدَّمُ السِّنَّوْرُ حكاه النَّضْر في كتاب الوُحوش وأَنشد كراع كَذاك الدَّمُّ يأْدُو للْعَكابِرْ العَكابِرْ ذكور اليرابيع ورجلٌ دامي الشِّفَة فقِيرٌ عن أَبي العَمَيْثل الأَعرابي ودَمُ الغِزْلان بَقْلَةٌ لها زهرة حَسَنة وبناتُ دَم نَبْتٌ والدُّمْيَةُ الصَّنَم وقيل الصورة المُنَقَّشة العاجُ ونحوه وقال كُراع هي الصورة فعَمَّ بها ويقال للمرأََة الدُّمْيَةُ يكنى عن المرأة بها عربية وجمع الدُّمْيةِ دُمىً وقول الشاعر والبِيضَ يَرْفُلْنَ في الدُّمى والرَّيْطِ والمُذْهَبِ المَصُونِ يعني ثياباً فيها تصاوير قال ابن بري الذي في الشعر كالدُّمى والبيضَ منصوب على العطف على اسم إن في البيت قبله وهو إنَّ شِوَاءً ونَشْوَةً وخَبَبَ البازِلِ الأَمُونِ ودَمَّى الراعي الماشِيَةَ جعَلَها كالدُّمَى وأَنشد أَبو العلاء صُلْبُ العَصا بِرَعْيِه دَمَّاها يَوَدُّ أَنَّ اللهَ قَدْ أَفْناها أَي أَرعاها فسمنت حتى صارت كالدُّمى وفي صفته صلى الله عليه وسلم كأَن عُنُقَه عُنُقُ دُمْيةٍ الدُّمْية الصورة المصورة لأَنها يُتَنَوَّقُ في صَنْعتِها ويُِبالَغُ في تَحْسِينِها وخُذْ ما دَمَّى لك أَي ظَهَرَ لك ودَمَّى له في كذا وكذا إذا قَرَّب كلاهما عن ثعلب الليث وبَقْلَةٌ لها زَهْرة يقال لها دُمْيةُ الغِزْلانِ وساتي دَمَا اسم جبل يقال سُمِّي بذلك لأَنه ليس من يوم إلا ويُسْفَكُ عليه دَمٌ كأَنهما إسمان جعلا إسماً واحداً وأَنشد سيبويه لعمرو بن قميئة لمَّا رأَتْ ساتي دَمَا اسْتَعْبرَتْ للهِ دَرُّ اليَوْمَ مَنْ لامَها وقال الأَعشى وهِرَقْلاً يَوْمَ ذي ساتي دَمَا مِنْ بَني بُرْجانَ ذي البَأْسِ رُجُحْ
( * قوله « ذي البأس » هكذا في الأصل والصحاح قال في التكملة والرواية في الناس بالنون ويروى رجح بالتحريك أي رجح عليهم )
وقد حذف يزيدُ بن مفرّغ الحِمْيَري منه الميم بقوله فَدَيْرُ سُوىً فساتي دا فبُصْرَى وهم الأَخَويْنِ العَنْدَمُ
( دنأ ) الدَّنيءُ من الرجال الخَسيسُ الدُّونُ الخَبِيثُ البطن والفَرْجِ الماجِنُ وقيل الدَّقيقُ الحَقيرُ والجمع أَدْنِياءُ ودُنَآءُ وقد دَنَأَ يَدْنَأُ دَناءةً فهو دَانِئٌ خَبُثَ ودَنُؤَ دَنَاءةً ودُنُوءةً صارَ دَنيئاً لا خَيْرَ فيه وسَفُلَ في فعْله ومَجُنَ وأَدْنَأَ ركِب أَمراً دَنيئاً والدَّنَأُ الحَدَبُ والأَدْنأُ الأَحْدَبُ ورجُل أَجْنَأُ وأَدْنَأُ وأَقْعَسُ بمعنى واحد وانه لدَانِئٌ خَبيثٌ ورجل أَدْنَأُ أَجْنَأُ الظَّهر وقد دَنِئَ دَنَأً والدَّنيئةُ النَّقيصةُ ويقال ما كنتَ يا فلانُ دَنِيئاً ولقد دَنُؤْتَ تَدْنُؤُ دَناءةً مصدره مهموز ويقال ما يَزْدادُ منا إِلاَّ قُرْباً ودَناوةً فُرِق بين مصدر دَنأَ ومصدر دَنا بجعل مصدر دَنا دَناوةً ومصدر دَنأَ دَناءةً كما ترى ابن السكيت يقال لقد دَنَأْتَ تَدْنَأُ أَي سفَلْتَ في فِعْلك ومَجُنْتَ وقال اللّه تعالى أَتَسْتَبْدِلُون الذي هو أَدْنَى بالذي هو خَيْرٌ قال الفرّاء هو من الدَّناءة والعرب تَقول انه لَدَنِيٌّ في الأُمور غير مهموز يَتَّبِعُ خِساسَها وأَصاغِرها وكان زُهير الفروي يهمز أَتَستبدلون الذي هو أَدْنأُ بالذي هو خير قال الفرَّاء ولم نر العرب تهمز أَدنأَ إِذا كان من الخِسَّة وهم في ذلك يقولون إِنه لدَانِئٌ خَبيثٌ فيهمزون قال وأَنشدني بعض بني كلاب
باسِلة الوَقْعِ سَرابِيلُها ... بِيضٌ إِلى دانِئِها الظاهِرِ
وقال في كتاب المَصادِرِ دَنُؤَ الرَّجلُ يَدْنُؤُ دُنُوءاً ودَناءة إِذا كان ماجناً وقال الزجاج معنى قوله أَتَسْتَبْدِلُون الذي هو أَدْنَى غير مهموز أَي أَقْرَبُ ومعنى أَقْربُ أَقَلُّ قِيمةً كما يقال ثوب مُقارِبٌ فأَما الخَسِيسُ فاللغة فيه دَنُؤَ دناءة وهو دَنِيءٌ بالهمز وهو أَدْنَأُ منه قال أَبو منصور أَهل اللغة لا يهمزون دنُوَ في باب الخِسَّة وإِنما يهمزونه في باب المُجُونِ والخُبْثِ وقال أَبو زيد في النوادر رجل دَنِيءٌ من قَوْمٍ أَدْنِئاءَ وقد دَنُؤَ دَناءة وهو الخَبِيثُ البَطْنِ والفَرْجِ ورَجل دَنيٌّ من قَوْمِ أَدْنِياءَ وقد دَنا يَدْنأُ ودَنُوَ يَدْنُو دُنُوًّا وهو الضَّعِيفُ الخَسِيسُ الذي لا غَنَاء عنده المُقصِّر في كل ما أَخَذ فيه وأَنشد
فَلا وأَبِيكَ ما خُلُقِي بِوَعْرٍ ... ولا أَنا بالدَّنِيِّ ولا المُدَنِّي
وقال أَبو زيد في كتاب الهمز دَنَأَ الرَّجل يَدْنَأُ دَناءة ودَنُؤَ يَدْنُؤُ دُنُوءاً إِذا كان دَنِيئاً لا خَيْر فيه وقال اللحياني رجل دَنِيءٌ ودانِئٌ وهو الخبيث البَطن والفرج الماجِن من قوم أَدْنِئاءَ اللام مهموزة قال ويقال للخسيس إِنه لدَنِيٌّ من أَدْنِياءَ بغير همز قال الأَزهري والذي قاله أَبو زيد واللحياني وابن السكيت هو الصحيح والذي قاله الزجاج غير محفوظ ( دنب ) الدِّنَّبُ والدِّنَّبَةُ والدِّنَّابَةُ بتشديد