كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

والدَّهْقَنة سواء والمعنى فيهما سواء لأن لِينَ الطعام من الدهْقنة والمُدَهْمَقُ المُدَقَّق وسمع ابن الفقعسي يقول المُدَهْمَق الجيِّد من الطعام قال وأنشدني أعرابي إذا أرَدْتَ عَمَلاً سُوقِيّا مُدَهْمَقاً فادْعُ له سِلْمِيّا قال والمُدَهْمَق الذي لم يُجوّد وهذا ضد الأَول التهذيب أبو حاتم بعدما ذكر أنَّ قوماً غَلِطوا فقالوا للشيء المُجوَّد مُدهْمَق والذي يُشفَق عليه أيضاً مُدهْمَق واحتج بما أنشده ابن الأَعرابي إذا أردت عملاً سوقيّا فظنوا أن السوقيّ الرديء قال وأصحاب المَرائي يُعطُون على جِلاء المِرآة فإذا اشترطوا عملاً سُوقِياً أضْعفُوا الكراء قال وهو أجْودُ العمل ابن سمعان المُدَهْمَق المُستوي وأنشد كأنّ رِزَّ الوَتَرِ المُدَهْمَقِ إذا مَطاها هَزمٌ من فَرَقِ ودَهْمَق الفاتِلُ الوَتَرَ إذا جاء به مستوياً من أوَّله إلى آخره وأنشد دَهْمَقَه الفاتِلُ بينَ الكَفَّيْن فهو أمِينٌ مَتْنُه يُرْضي العَيْن التهذيب ودَهْمَقْت في الشيء أي أسرعت قال أعرابي كان مُدْرِك الفَقْعَسِيّ يسمَّى مُدَهْمِقاً لبيان لسانه وجِوْدة شِعره تقول هو مُدَهْمِق ما يُطاق لسانُه لتَجْويدِه الكلا وتَحْبيرِه إيّاه
( دهن ) الدُّهْن معروف دَهَن رأْسه وغيره يَدْهُنه دَهْناً بلَّه والاسم الدُّهْن والجمع أَدْهان ودِهان وفي حديث سَمُرة فيخرجُون منه كأَنما دُهنوا بالدِّهان ومنه حديث قتادة بنِ مَلْحان كنت إذا رأَيته كأَنَّ على وجهه الدِّهانَ والدُّهْنة الطائفة من الدُّهْن أَنشد ثعلب فما رِيحُ رَيْحانٍ بمسك بعنبرٍ برَنْدٍ بكافورٍ بدُهْنةِ بانِ بأَطيبَ من رَيَّا حبيبي لو انني وجدتُ حبيبي خالياً بمكانِ وقد ادَّهَن بالدُّهْن ويقال دَهَنْتُه بالدِّهان أَدْهُنه وتَدَهّن هو وادَّهن أَيضاً على افْتعل إذا تَطَلَّى بالدُّهن التهذيب الدُّهن الاسم والدَّهْن الفعل المُجاوِز والادِّهان الفعل اللازم والدَّهَّان الذي يبيع الدُّهن وفي حديث هِرَقْلَ وإلى جانبه صورةٌ تُشبِه إلاَّ أَنه مُدْهانّ الرأْس أَي دَهِين الشعر كالمُصْفارّ والمُحْمارّ والمُدْهُن بالضم لا غير آلة الدُّهْن وهو أَحد ما شذّ من هذا الضرب على مُفْعُل مما يُستعمَل من الأَدوات والجمع مَداهن الليث المُدْهُن كان في الأَصل مِدْهناً فلما كثر في الكلام ضمّوه قال الفراء ما كان على مِفْعل ومِفْعلة مما يُعْتَمل به فهو مكسور الميم نحو مِخْرَز ومِقْطَع ومِسَلّ ومِخَدة إلا أَحرفاً جاءت نوادر بضم الميم والعين وهي مُدْهُن ومُسْعُط ومُنْخُل ومُكْحُل ومُنْضُل والقياس مِدْهَن ومِنْخَل ومِسْعَط ومِكْحَل وتَمَدْهن الرجل إذا أَخذ مُدْهُناً ولِحْية دَهِين مَدْهونة والدَّهْن والدُّهن من المطر قدرُ ما يَبُلّ وجهَ الأَرض والجمع دِهان ودَهَن المطرُ الأَرضَ بلَّها بلاً يسيراً الليث الأَدْهان الأَمطار اللَّيِّنة واحدها دُهْن أَبو زيد الدِّهَان الأَمْطار الضعيفة واحدها دُهْن بالضم يقال دهَنَها وَلْيُها فهي مَدْهُونة وقوم مُدَهَّنون بتشديد الهاء عليهم آثار النِّعَم الليث رجل دَهِين ضعيف ويقال أَتيت بأَمر دَهِين قال ابن عَرَادة لِيَنْتَزعُوا تُراثَ بني تَمِيم لقد ظَنُّوا بنا ظنّاً دَهِينا والدَّهين من الإِبل الناقة البَكيئة القليلة اللبن التي يُمْرَى ضرعُها فلا يَدِرّ قَطرةً والجمع دُهُن قال الحطيئة يهجو أُمه جَزاكِ اللهُ شرّاً من عجوزٍ ولَقَّاكِ العُقوقَ من الَبنينِ لِسانُكِ مِبْرَدٌ لا عَيْبَ فيه ودَرُّكِ دَرُّ جاذبةٍ دَهينِ
( * قوله « مبرد لا عيب فيه » قال الصاغاني الرواية مبرد لم يبق شيئاً )
وأَنشد الأَزهري للمثقّب تَسُدُّ بمَضْرَحيِّ اللَّوْنِ جَثْلٍ خَوايَةَ فرْج مِقْلاتٍ دَهينِ وقد دَهُنت ودهَنَت تَدْهُن دَهانة وفحل دَهِين لا يَكاد يُلْقِح أَصلاً كأَنَّ ذلك لقلَّة مائة وإذا أَلقَح في أَول قَرْعِه فهو قَبِيس والمُدْهُن نقرة في الجبل يَسْتَنْقِع فيها الماء وفي المحكم والمُدْهُن مُسْتَنْقَع الماء وقيل هو كل موضع حفره سيل أَو ماء واكفٌ في حَجَر ومنه حديث الزهري
( * قوله « ومنه حديث الزهري » تبع فيه الجوهري وقال الصاغاني الصواب النهدي بالنون والدال وهو طهفة بن زهير ) نَشِفَ المُدْهُن ويبس الجِعْثِن هو نقرة في الجبل يَستنقِع فيها الماء ويَجتمع فيها المطر أَبو عمرو المَداهن نُقَر في رؤوس الجبال يستنقع فيها الماء واحدها مُدْهُن قال أَوس يُقَلِّبُ قَيْدوداً كأَنَّ سَراتَها صَفَا مُدْهُنٍ قد زَلَّقته الزَّحالِفُ وفي الحديث كأَنَّ وجهَه مُدْهُنة هي تأْنيث المُدْهُن شبّه وجهَه لإِشْراق السرور عليه بصفاء الماء المجتمع في الحجر قال ابن الأَثير والمُدْهُن أَيضاً والمُدْهُنة ما يجعل فيه الدُّهن فيكون قد شبَّهه بصفاء الدُّهْن قال وقد جاء في بعض نسخ مسلم كأَنَّ وجهَه مُذْهبَة

الصفحة 1446