كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

الآهَةُ من التَّأَوُّهِ والأَمِيهَةُ الجُدَري ابن سيده الأُمَّهَةُ لغة في الأُمِّ قال أَبو بكر الهاء في أُمَّهة أَصلية وهي فُعَّلَة بمنزلة تُرَّهَةٍ وأُبَّهةٍ وخص بعضهم بالأُمَّهَةِ من يعقل وبالأُمِّ ما لا يعقل قال قُصَيٌّ عَبْدٌ يُنادِيهِمْ بِهالٍ وَهَبِ أُمَّهَتي خِنْدِفُ والْياسُ أَبي حَيْدَرَةٌ خالي لَقِيطٌ وعَلِي وحاتِمُ الطائِيُّ وَهّابُ المِئِي وقال زهير فيما لا يعقل وإِلاَّ فإِنَّا بالشَّرَبَّةِ فاللِّوَى نُعَقِّرُ أُمّاتِ الرِّباعِ ونَيْسِرُ وقد جاءت الأُمَّهَةُ فيما لا يعقل كل ذلك عن ابن جني والجمع أُمَّهات وأُمّات التهذيب ويقال في جمع الأُمِّ من غير الآدميين أُمَّاتٌ بغير هاء قال الراعي كانتْ نَجائِبُ مُنْذِرٍ ومُحَرِّقٍ أُمّاتِهِنَّ وطَرْقُهُنَّ فَحِيلا وأَما بَناتُ آدم فالجمع أُمَّهاتٌ وقوله وإِنْ مُنِّيتُ أُمّاتِ الرِّباعِ والقرآن العزيز نزل بأُمَّهات وهو أَوضح دليل على أَن الواحدة أُمَّهَةٌ وتَأَمَّهَ أُمّاً اتخدها كأَنه على أُمَّهَةٍ قال ابن سيده وهذا يقوي كون الهاء أَصلاً لأَن تَأَمَّهْتُ تَفَعَّلْتُ بمنزلة تَفَوَّهْتُ وتنَبَّهْت التهذيب والأُمّ في كلام العرب أَصل كل شيء واشْتقاقه من الأَمِّ وزيدت الهاء في الأُمَّهاتِ لتكون فرقاً بين بنات آدم وسائر إِناث الحيوان قال وهذا القول أَصح القولين قال الأَزهري وأَما الأُمُّ فقد قال بعضهم الأَصل أُمَّةٌ وربما قالوا أُمَّهةٌ قال والأُمَّهةُ أَصل قولهم أُمٌّ قال ابن بري وأُمَّهَةُ الشَّبابِ كِبْرُه وتِيهُهُ
( أنب ) أَنَّبَ الرَّجُلَ تَأْنِيباً عَنَّفَه ولامَه ووَبَّخَه وقيل بَكَّتَه والتَّأْنِيبُ أَشَدُّ العَذْلِ وهو التَّوْبِيخُ والتَّثْريبُ وفي حديث طَلْحةَ أَنه قال لَمَّا مات [ ص 217 ] خالِدُ بن الوَلِيد استَرْجَعَ عُمَرُ رضي اللّه عنهم فقلت يا أَميرَ المُؤْمِنينَ
أَلا أَراك بُعَيْدَ المَوْتِ تَنْدُبُنِي ... وفي حَياتيَ ما زَوَّدْتَنِي زادي
فقال عمر لا تُؤَنِّبْنِي التَّأْنِيبُ المُبالغة في التَّوْبِيخ والتَّعْنيف ومنه حديث الحَسَن بن عَليّ لمَّا صَالحَ مُعاوِيةَ رضي اللّه عنهم قيل له سَوَّدْتَ وُجُوهَ المُؤُمِنينَ فقال لا تُؤَنِّبْني ومنه حديث تَوْبةِ كَعْبِ ابن مالك رضي اللّه عنه ما زالُوا يُؤَنِّبُوني وأَنَّبَه أَيضاً سأَله فَجَبَهَه والأَنابُ ضَربٌ مِن العِطْرِ يُضاهي المِسْكَ وأَنشد
تَعُلُّ بالعَنْبَرِ والأَنابِ ... كَرْماً تَدَلَّى مِنْ ذُرَى الأَعْنابِ
يَعني جارِيةً تَعُلُّ شَعَرها بالأَنابِ والأَنَبُ الباذِنْجانُ واحدته أَنَبَةٌ عن أَبي حنيفة وأَصْبَحْتُ مُؤْتَنِباً إِذا لم تَشْتَهِ الطَّعامَ وفي حديث خَيْفانَ أَهْلُ الأَنابِيبِ هي الرِّماحُ واحدها أُنْبُوبٌ يعني المَطاعِينَ بالرِّماحِ
( أنبج ) في الحديث ايتوني بأَنْبِجانِيَّة أَبي جَهْم قال ابن الأَثير قيل هي منسوبة إِلى مَنْبِجَ المدينة المعروفة وقيل إِنها منسوبة إِلى موضع اسمه أَنْبِجانُ وهو أَشبه لأَنَّ الأَول فيه تعسف قال والهمزة فيها زائدة وسيأْتي ذكر ذلك مستوفىً في ترجمة نبج إِن شاء الله تعالى
( أنبجن ) في الحديث ائْتُوني بأَنْبِجانِيَّةِ أَبي جَهْمٍ قال ابن الأثير المحفوظُ بكسر الباء ويروى بفتحها يقال كساءٌ أَنْبِجانيّ منسوب إلى مَنْبِج المدينة المعروفة وهي مكسورة الباء ففُتَحت في النسب وأُبدلت الميمُ همزة وقيل إنها منسوبة إلى موضع اسمه أَنْبِجان قال وهو أَشبه لأَن الأَولَ فيه تعسُّف وهو كِساءٌ من الصُّوف له خَمَلٌ ولا علمَ له وهي من أَدْوَنِ الثياب الغليظة وإنما بَعثَ الخميصةَ إلى أَبي جَهْمٍ لأَنه كان أَهْدَى للنبي صلى الله عليه وسلم خميصةً ذاتَ أَعلامٍ فلما شَغَلَتْه في الصلاة قال رُدُّوها عليه وأْتُوني بأَنْبِجانيَّته وإنما طَلَبها منه لئلا يُؤَثِّرَ رَدُّ الهديَّةِ في قلْبِه والهمزة فيها زائدةٌ في قول
( أنت ) الأَنِيتُ الأَنِينُ أَنَتَ يَأْنِتُ أَنِيتاً كَنَأَتَ وسيأْتُ ذكره في موضعه أَبو عمرو رَجُلٌ مَأْنُوتٌ وقد أَنَته الناسُ يأْنِتونه إِذا حَسَدُوه فهو مَأْنُوتٌ وأَنِيتٌ أَي مَحْسُودٌ واللَّه أَعلم
( أنتن ) الأَزهري سمعت بعض بني سُلَيم يقول كما انْتني
( * قوله « كما انتني » هكذا بضبط الأصل ) يقولُ انْتَظِرْني في مكانك
( أنث ) الأُنْثى خلافُ الذكر من كل شيء والجمع إِناثٌ وأُنُثٌ جمع إِناث كحمار وحُمُر وفي التنزيل العزيز إِن يَدْعُون من دونه إِلا إِناثاً وقرئ إِلا أُنُثاً جمع إِناث مثل تِمارٍ وتُمُر ومَن قرأَ إِلا إِناثاً قيل أَراد إِلا مَواتاً مثل الحَجَر والخَشَب والشجر والمَوات كلُّها يخبر عنها كما يُخْبر عن المُؤَنث ويقال للمَوات الذي هو خلاف الحَيوان الإِناثُ الفراء تقول العرب اللاَّتُ والعُزَّى وأَشباهُها من الآلهة المؤَنثة وقرأَ ابن عباس إِن يَدْعون من دونه إِلا أُثُناً قال الفراءُ هو جمع الوَثَنْ فضم الواو وهمزها كما قالوا وإِذا الرسل أُقِّتَتْ والمُؤَنَّث ذَكَرٌ في خَلْق أُنْثى والإِناثُ جماعة الأُنْثى ويجيءُ في الشعر أَناثى وإِذا قلت للشيءِ تُؤَنِّثه فالنَّعْتُ بالهاء مثل المرأَة فإِذا قلت يُؤَنث فالنعت مثل الرجل بغير هاءٍ كقولك مؤَنثة ومؤَنث ويقال للرجل أَنَّثْتُ تَأْنيثاً أَي لِنْتَ له ولم تَتَشَدَّد وبعضهم يقول تَأَنَّثَ في أَمره وتَخَنَّثَ

الصفحة 145