والدَّأْماءُ البحر لدَوامِ مائه وقد قيل أصله دَوْماء فإعْلاله على هذا شاذ ودامَ البحرُ يَدُومُ سكن قال أَبو ذؤيب فجاء بها ما شِئْتَ من لَطَمِيَّةٍ تَدُومُ البحارُ فوقها وتَمُوجُ ورواه بعضهم يَدُومُ الفُراتُ قال وهذا غلط لأن الدُّرَّ لا يكون في الماء العذب والدَّيْمومُ والدَّيْمومَةُ الفلاة يَدُومُ السير فيها لبعدها قال ابن سيده وقد ذكرت قول أبي عليّ أنها من الدَّوامِ الذي هو السخ
( * قوله السخَّ هكذا في الأصل ) والدَّيْمُومةُ الأرض المستوية التي لا أَعلام بها ولا طريق ولا ماء ولا أنيس وإن كانت مُكْلِئَةً وهنَّ الدَّيامِيمُ يقال عَلَوْنا دَيْمومةً بعيدة الغَوْرِ وعَلَوْنا أرضاً دَيْمومة مُنكَرةً وقال أبو عمرو الدَّيامِيمُ الصَّحاري المُلْسُ المتباعدة الأَطرافِ ودَوَّمَتِ الكلابُ أمعنت في السير قال ذو الرمة حتى إذا دَوَّمَتْ في الأرض راجَعَهُ كِبْرٌ ولو شاء نَجّى نفسَه الهَرَبُ أي أمعنت فيه وقال ابن الأعرابي أدامَتْهُ والمعنيان مقتربان قال ابن بري قال الأصمعي دَوَّمَتْ خطأٌ منه لا يكون التَّدْويم إلا في السماء دون الأرض وقا الأخفش وابن الأعرابي دَوَّمَتْ أبعدت وأصله من دامَ يَدُومُ والضمير في دَوَّمَ يعود على الكلاب وقال عليُّ بن حمزة لو كان التَّدْويمُ لا يكون إلا في السماء لم يجز أَن يقال به دُوامٌ كما يقال به دُوارٌ وما قالوا دُومَةُ الجَنْدَلِ وهي مجتمعة مستديرة وفي حديث الجارية المفقودة فَحَمَلني على خافيةٍ ثم دَوَّمَ بي في السُّكاك أي أدارني في الجوّ وفي حديث قُسٍّ والجارُود قد دَوَّمُوا العمائم أي أَداروها حول رؤوسهم وفي التهذيب في بيت ذي الرمة حتى إذا دَوَّمَتْ قال يصف ثوراً وحشيّاً ويريد به الشمس قال وكان ينبغي له أن يقول دَوَّتْ فدَوَّمَتْ استكراه منه وقال أبو الهيثم ذكر الأصمعي أن التَّدْويمَ لا يكون إِلا من الطائر في السماء وعاب على ذي الرمة موضعه وقد قال رؤبة تَيْماء لا يَنْجو بها من دَوَّما إذا عَلاها ذو انْقِباضٍ أَجْذَما أي أَسرع ودَوَّمَتِ الشمس في كَبِد السماء ودَوَّمَت الشمس دارت في السماء التهذيب والشمس لها تَدْويمٌ كأنها تدور ومنه اشْتُقَّتْ دُوّامَةُ الصبي التي تدور كدَوَرانها قال ذو الرمة يصف جُنْدَباً مُعْرَوْرِياً رَمَضَ الرَّضْراض يَرْكُضُهُ والشَّمْسُ حَيْرى لها في الجَوّ تَدْوِيمُ كأَنها لا تمضي أي قد رَكِبَ حَرَّ الرَّضْراض والرَّمَضُ شدة الحر مصدر رَمِضَ يَرمَضُ رَمَضاً ويركُضُهُ يضربه برجله وكذا يفعل الجُندَبُ قال أبو الهيثم معنى قوله والشمس حَيْرى تقف الشمس بالهاجِرَةِ على المَسير مقدار ستين فرسخاً
( * قوله مقدار ستين فرسخاً » عبارة التهذيب مقدار ما تسير ستين فرسخاً ) تدور على مكانها ويقال تَحَيَّرَ الماء في الروضة إذا لم يكن له جهة يمضي فيها فيقول كأنها مُتَحَيِّرَة لدَوَرانها قال والتَّدْويمُ الدَّوَرانُ قال أبو بكر الدائم من حروف الأضداد يقال للساكن دائم وللمتحرِّك دائم والظل الدَّوْمُ الدائم وأَنشد ابن بري للَقِيط بن زُرارَةَ في يوم جَبَلَة يا قَوْمِ قدْ أحْرَقْتُموني باللَّوْمْ ولم أُقاتِلْ عامِراً قبلَ اليَوْمْ شَتَّانَ هذا والعِناقُ والنَّوْم والمَشْرَبُ البارِدُ والظِّلُّ الدَّوْم ويروى في الظل الدَّوْم ودَوَّمَ الطائر إذا تحرك في طَيَرانه وقيل دَوَّمَ الطائر إذا سَكَّنَ جناحيه كَطَيَرَانِ الحِدَإِ والرَّخَم ودَوَّمَ الطائرُ واستدامَ حَلَّقَ في السماء وقيل هو أن يُدَوِّمَ في السماء فلا يحرك جناحيه وقيل أن يُدَوِّمَ ويحوم قال الفارسي وقد اختلفوا في الفرق بين التَّدوِيمِ والتَّدْوِيَةِ فقال بعضهم التَّدْويمُ في السماء والتَّدْوِيَةُ في الأَرض وقيل بعكس ذلك قال وهو الصحيح قال جَوَّاسٌ وقيل هو لعمرو بن مِخْلاةِ الحمارِ بيَوْمٍ ترى الرايات فيه كأَنها عَوافي طيورٍ مُسْتَديم وواقِع ويقال دَوَّم الطائرُ في السماء إذا جعل يَدُور ودَوَّى في الأرض وهو مثل التَّدْويمِ في السماء الجوهري تَدْويمُ الطائر تَحْلِيقُهُ في طَيَرانِهِ ليرتفع في السماء قال وجعل ذو الرمة التَّدْوِيمَ في الأَرض بقوله في صفة الثور حتى إذا دَوَّمَتْ في الأرض ( البيت ) وأَنكر الأصمعي ذلك وقال إنما يقال دَوَّى في الأَرض ودَوَّمَ في السماء كما قدمنا ذكره قال وكان بعضهم يُصَوِّبُ التَّدْويم في الأرض ويقول منه اشتقت الدُّوَّامَةُ بالضم والتشديد وهي فَلْكَةٌ يرميها الصبي بخيط فتُدَوِّمُ على الأرض أي تدور وغيره يقول إنما سُمِّيَت الدُّوَّامَةَ من قولهم دَوَّمْتُ القِدْرَ إذا سكَّنْتَ غليانها بالماء لأنها من سرعة دَورَانها قد سكنتْ وهَدَأَتْ والتَّدْوامُ مثل التَّدْويمِ وأنشد الأحمر في نعت الخيل فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائِداتِها جُنْحَ النَّواصِي نحْوَ أَلْوِياتها كالطير تَبْقي مُتَداوِماتِها قوله تَبْقي أي تنظر إِليها أنت وتَرْقُبُها وقوله مُتَداوِمات أي مُدَوِّمات دائرات عائفات على شيء وقال بعضهم تَدْويمُ الكلب إمعانُهُ في الهَرَبِ وقد تقدم ويقال للطائ إذا صَفّ جناحيه في الهواء وسَكَّنهما فلم يحركهما كما