كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

والأَنِيثُ من الرجال المُخَنَّثُ شِبْه المرأَة وقال الكميت في الرجل الأَنيثِ وشَذَّبْتَ عنهم شَوْكَ كلِّ قَتادةٍ بفارسَ يَخْشاها الأَنِيثُ المُغَمَّزُ والتأْنِيثُ خلافُ التذكير وهي الأَناثةُ ويقال هذه امرأَة أُنثى إِذا مُدِحَتْ بأَنها كاملة من النساء كما يقال رجل ذَكَر إِذا وُصِفَ بالكمال ابن السكيت يقال هذا طائرٌ وأُنْثاه ولا يقال وأُنْثاتُه وتأْنيثُ الاسم خلافُ تذكيره وقد أَنَّثْته فتَأَنَّثَ والأُنثَيان الخُصْيتانِ وهما أَيضاً الأُذُنانِ يمانية وأَنشد الأَزهري لذي الرمة وكُنَّا إِذا القَيْسيُّ نَبَّ عَتُودُه ضَرَبْناه فوقَ الأُنْثَيَيْنِ على الكَرْدِ قال ابن سيده وقول الفرزدق وكنّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّر خَدَّه ضَرَبْناه تحتَ الأُنْثَيينِ على الكَرْد قال يعني الأُذُنَيْن لأَنَّ الأُذُنَ أُنثى وأَورد الجوهري هذا البيت على ما أَورده الأَزهري لذي الرمة ولم يَنْسُبْه لأَحد قال ابن بري البيت للفرزدق قال والمشهور في الرواية وكنا إِذا الجَبَّار صَعَّرَ خَدَّه كما أَورده ابن سيده والكَرْدُ أَصل العُنق وقول العجاج وكلُّ أُنْثى حَمَلَتْ أَحجارا يعني المِنْجَنيقَ لأَنها مؤَنثة وقولها
( * هكذا وردت مؤنثةً ) في صفة فرس تَمَطَّقَتْ أُنْثَياها بالعَرَقْ تَمَطُّقَ الشَّيْخِ العَجُوزِ بالمَرَقْ عَنَتْ بأُنْثَييها رَبَلَتَيْ فَخِذَيْها والأُنْثَيان من أَحياءِ العرب بَجيلة وقُضاعة عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي وأَنشد للكميت فيا عَجَبا للأُنْثَيَيْن تَهادَنا أَذانيَ إِبْراقَ البَغايا إِلى الشَّرْبِ وآنَثَتِ المرأَةُ وهي مُؤْنِثٌ وَلَدَتِ الإِناثَ فإِن كان ذلك لها عادةً فهي مِئْناثٌ والرجلُ مِئْناثٌ أَيضا لأَنهما يستويان في مِفْعال وفي حديث المُغيرةِ فُضُلٌ مِئْناثٌ المئْناثُ التي تَلِدُ الإِناثَ كثيراً كالمِذْكارِ التي تَلِدُ الذكور وأَرض مِئْناثٌ وأَنيثةٌ سَهْلة مُنْبِتة خَلِيقةٌ بالنَّبات ليست بغليظة وفي الصحاح تُنْبتُ البَقْلَ سَهْلةٌ وبلدٌ أَنِيثٌ لَيِّنٌ سَهْل حكاه ابن الأَعرابي ومكانٌ أَنِيثٌ إِذا أَسْرَع نباتُه وكَثُر قال امرؤ القيس بمَيْثٍ أَنيثٍ في رياضٍ دَمِيثةٍ يُحيلُ سَوافِيها بماءِ فَضِيضِ ومن كلامهم بلد دَمِيثٌ أَنِيثٌ طَيِّبُ الرَّيْعةِ مَرْتُ العُودِ وزعم ابن الأَعرابي أَني المرأَة إِنما سميت أُنثى من البلد الأنيث قال لأَن المرأَة أَلْيَنُ من الرجل وسميت أُنثى للينها قال ابن سيده فأَصْلُ هذا الباب على قوله إِنما هو الأَنيثُ الذي هو اللَّيِّنُ قال الأَزهري وأَنشدني أَبو الهيثم كأَنَّ حِصانا وفِضُّها التينُ حُرَّةً على حيثُ تَدْمى بالفِناءِ حَصيرُها قال يقوله الشماخ والحَصانُ ههنا الدُّرَّة من البحر في صَدَفَتِها تُدْعَى التِّينَ والحَصِيرُ موضعُ الحَصِير الذي يُجْلَس عليه شَبَّه الجاريةَ بالدُّرَّة والأَنِيثُ ما كان من الحَديد غيرَ ذَكَر وحديدٌ أَنيثٌ غير ذَكِير والأَنيثُ من السُّيوف الذي من حديدٍ غير ذَكَر وقيل هو نحوٌ من الكَهام قال صَخْرُ الغَيِّ فيُعْلِمهُ بأَنَّ العَقْل عِنْدي جُرازٌ لا أَفَلُّ ولا أَنِيثُ أَي لا أُعْطِيهِ إِلا السَّيْفَ القاطعَ ولا أُعْطيه الدِّيةَ والمُؤَنَّثُ كالأَنِيث أَنشد ثعلب وما يَسْتَوي سَيْفانِ سَيْفٌ مُؤَنَّثٌ وسَيْفٌ إِذا ما عَضَّ بالعَظْمِ صَمَّما وسيفٌ أَنِيثٌ وهو الذي ليس بقاطع وسيف مِئْناثٌ ومِئناثة بالهاءِ عن اللحياني إِذا كانت حَديدتُه لَيِّنة بالهاء تأْنِيثُه على إِرادة الشَّفْرة أَو الحديدة أَو السلاح الأَصمعي الذَّكَرُ من السُّيوف شَفْرَتُه حديد ذَكَرٌ ومَتْناه أَنيثٌ يقول الناسُ إِنها من عَمَل الجن وروى إِبراهيم النحعي أَنه قال كانوا يَكْرَهُون المُؤَنَّثَ من الطِّيب ولا يَرَوْنَ بذُكُورته بأْساً قال شمر أَراد بالمُؤَنَّثِ طِيبَ النساءِ مثل الخَلُوق والزَّعْفران وما يُلَوِّنُ الثيابَ وأَما ذُكورةُ الطِّيبِ فما لا لَوْنَ له مثلُ الغالية والكافور والمِسْكِ والعُود والعَنْبَر ونحوها من الأَدهان التي لا تُؤَثِّرُ
( أنح ) أَنَحَ يَأْنِحُ أَنْحاً وأَنِيحاً وأُنُوحاً وهومثل الزَّفِيرِ يكون من الغم والغضب والبِطْنَةِ والغَيْرَةِ وهو أَنُوح قال أَبو ذؤيب سَقَيْتُ به دارَها إِذْ نَأَتْ وصَدَّقَتِ الخالَ فينَا الأَنُوحا الخال المتكبِّر وفرس أَنُوحٌ إِذا جَرَى فَزَفَر قال العجاج جِرْيَةَ لا كابٍ ولا أَنُوحِ والأُنُوحُ مثل النَّحِيطِ قال الأَصمعي هو صوت مع تَنَحْنُح ورجل أَنُوحٌ كثير التنحنح وأَنَحَ يَأْنِحُ أَنْحاً وأَنِيحاً وأُنوحاً إِذا تأَذَّى وزَحَر مِن ثقلٍ يجده مِن مرض أَو بُهْرٍ كأَنه يتنحنح ولا يبين فهو آنِحٌ وقوم أُنَّحٌ مثل راكع ورُكَّع قال أَبو حَيَّة النميري تَلاقَيْتُهُمْ يَوْماً على قَطَرِيَّةٍ وللبُزْلِ مما في الخُدورِ أَنِيحُ يعني من ثقل أَردافهن والقَطَرِيَّة يريد بها إِبلاً منسوبة إِلى قَطَرٍ موضع بعمان وقال آخر يَمْشِي قليلاً خَلْفَها ويَأْنِحُ ومن ذلك قول قَطَرِيِّ بن الفُجاءَة قال يصف نسوة ثقال الأَرداف قد أَثقلت البُزْلَ فلها أَنِيحٌ في سيرها وقبله ونِسْوَةِ شَحْشاحٍ غَيُورٍ نَهَبْنَه على حَذَرٍ يَلْهُونَ وهو مُشِيحُ والشَّحْشاحُ والشَّحْشَحُ الغَيُور والمُشِيحُ الجادُّ في أَمره والحَذِرُ أَيضاً وفي حديث عمر أَنه رأَى رجلاً يَأْنِحُ ببطنه أَي يُقِلُّه مُثْقَلاً به من الأُنُوحِ وهو صوت يسمع من الجوف معه نَفَسٌ وبُهْرٌ ونَهِيجٌ يَعْتَري السمينَ من الرجال والآنِحُ على مثال فاعِلٍ والأَنُوحُ والأَنَّاحُ هذه الأَخيرة عن اللحياني الذي إِذا سُئل تنحنح بُخلاً والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر والهاء في كل ذلك لغة أَو بدل وكذلك الأُنَّحُ بالتشديد

الصفحة 146