كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

العَيْبُ الباطِن في السِّلْعة الذي لمْ يَطَّلِعْ عَليه المُشْتري وفي الحديث إِنَّ الخَمر داءٌ ولَيْسَتْ بِدواءٍ استعمل لفظ الداءِ في الإِثْمِ كما اسْتَعْمَله في العيب ومنه قوله دَبَّ إِلْيكُم داءُ الأُمَمِ قَبْلَكُم البَغْضاءُ والحَسَدُ فنَقَل الداءَ من الأَجْسامِ إِلى المعاني ومنْ أَمْر الدُّنيا إِلى أَمْر الآخِرَةِ قال وليست بدَواءٍ وإِن كان فيها دَواءٌ من بعض الأَمْراض على التَّغْلِيبِ والمبالغة في الذمّ وهذا كما نقل الرَّقُوبُ والمُفْلِسُ والصُّرَعةُ لضرب من التَّمْثِيل والتَّخْيِيل وفي حديث علي إِلى مَرْعىً وبِيٍّ ومَشْرَبٍ دَوِيٍّ أَي فيه داءٌ وهو منسوب إِلى دَوٍ من دَوِيَ بالكسر يَدْوى وما دُوِّيَ إِلا ثلاثاً
( * قوله « وما دوّي إلا ثلاثاً إلخ » هكذا ضبط في الأصل بضم الدال وتشديد الواو المكسورة ) حتى مات أَو بَرَأَ أَي مَرِضَ الأَصمعي صَدْرُ فلانٍ دَوىً على فلان مقصور ومثله أَرض دَوِىَّة أَى ذات أَدْواءٍ قال ورجل دَوىً ودَوٍ أَي مريض قال ورجل دَوٍ بكسر الواو أَي فاسدُ الجوف من داءٍ وامرأَة دَوِىَةٌ فإِذا قلت رجل دَوىً بالفتح استوى فيه المذكر والمؤنث والجمع لأَنه مصدر في الأَصل ورجل دَوىً بالفتح أَي أَحمق وأَنشد الفراء وقد أَقُود بالدَّوى المُزَمَّل وأَرض دَوِيَةٌ مخفف أَي ذات أَدْواءٍ وأَرْضٌ دَوِيَةٌ غير موافقة قال ابن سيده والدَّوى الأَحمق يكتب بالياء مقصور والدَّوى اللازم مكانه لا يَبْرح ودَوِيَ صَدْرُه أَيضاً أَي ضَغِنَ وأَدْواهُ غيرُه أَي أَمْرَضَه وداواهُ أَي عالَجَهُ يقال هو يُدْوِي ويُداوي أَي يُعالِجُ ويُداوى بالشيء أَي يُعالَجُ به ابن السكيت الدَّواءُ ما عُولِجَ به الفَرَسُ من تَضْمِير وحَنْذٍ وما عُولِجَتْ به الجارِيَة حتى تَسْمَن وأَنشد لسلامة بن جندل ليْسَ بأَسْفى ولا أَقْنى ولا سَغِلٍ يُسْقى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبوبِ يعني اللَّبَنَ وإِنما جعله دواءً لأَنهم كانوا يُضَمِّرونَ الخيلَ بشُرْبِ اللبن والحَنْذِ ويُقْفُون به الجارِية وهي القَفِيَّة لأَنها تُؤْثَر به كما يؤثر الضَّيف والصَّبيُّ قال ابن بري ومثله قول امرأَة من بني شُقيْر ونُقْفي وِليدَ الحَيِّ إِنْ كان جائِعاً ونُحْسِبُه إِنْ كان ليْسَ بجائعِ والدَّواةُ ما يُكْتَبُ منه معروفة والجمع دَوىً ودُوِيٌّ ودِوِيٌّ التهذيب إِذا عدَدْت قلت ثلاث دَوَياتٍ إِلى العَشْر كما يقال نَواةٌ وثلاث نَوَياتٍ وإِذا جَمَعْت من غير عَدَدٍ فهي الدَّوى كما يقال نَواةٌ ونَوىً قال ويجوز أَن يُجْمَع دُوِيّاً على فُعُول مثل صَفاةٍ وصَفاً وصُفِيٍّ قال أَبو ذؤيب عَرَفْتُ الديارَ كَخَطِّ الدُّوِيْ يِّ حَبَّره الكاتِبُ الحِمْيَرِي والدُّوايَةُ والدِّوايَةُ جُلَيْدةٌ رقيقة تعلو اللَّبَنَ والمَرَقَ وقال اللحياني دُوِاية اللبنِ والهَرِيسَة وهو الذي يََغْلُظُ عليه إِذا ضرَبَتْه الريحُ فيصيرُ مثل غِرْقِئ البَيْض وقد دَوَّى اللبنُ والمَرَقُ تَدْوِيةً صارت عليه دُوايةٌ أَي قِشْرَةٌ وادَّوَيْت أَكَلْت الدُّوايةَ وهو افْتَعَلْت ودَوَّيْته أََعْطَيْته الدُّواية وادَّوَيْتُها أَخَذْتها فأَكَلْتها قال يزيدُ بن الحَكَم الثَّقَفي بَدا منْك غِشٌّ طالما قَدْ كَتَمْته كما كَتَمَتْ داءَ ابْنِها أُمُّ مُدَّوِي وذلك أَن خاطبة من الأَعراب خطبت على ابنها جارية فجاءت أُمّها أُمّ الغلام لتنظر إِليه فدخل الغلام فقال أَأَدَّوِي يا أُمِّي ؟ فقالت اللِّجامُ مُعَلَّقٌ بعَمُودِ البَيْتِ أَرادت بذلك كِتْمان زَلَّةِ الابن وسُوءِ عادَتِهِ ولبن داوٍ ذُو دُوايَةٍ والدِوُّاية في الأَسْنان كالطُّرامَة قال أَعددت لفيك ذو الدواية
( * قوله « أعددت لفيك إلخ » هكذا بالأصل )
ودَوَّى الماءُ علاهُ مثلُ الدِوُّاية مما تَسْفِي الريح فيه الأَصمعي ماءٌ مُدَوٍّ وداوٍ إِذا عَلَتْه قُشَيْرة مثل دَوَّى اللبنُ إِذا عَلَتْه قُشَيْرة ويقال للذي يأْخذ تلك القُشَيْرة مُدَّوٍ بتشديد الدال وهو مُفْتَعِل والأَول مُفَعِّل ومَرَقَةٌ دِوايةٌ ومُدَوِّيَة كثيرة الإِهالة وطعام داوٍ ومُدَوٍّ كثيرٌ وأَمْرٌ مُدَوٍّ إِذا كان مُغَطّىً وأَنشد ابن الأَعرابي ولا أَرْكَبُ الأَمْرَ المُدَوِّيَ سادِراً بعَمْياءَ حتَّى أَسْتَبِينَ وأُبْصِرا قال يجوز أَن يعني الأَمْر الذي لا يعرف ما وراءَهُ كأَنه قال ودُونه دُوايةٌ قد غَطَّته وسترته ويجوز أَن يكون من الدَّاءِ فهو على هذا مهموز وداوَيْت السُّقْم عانَيْته الكسائي داءَ الرجلُ فهو يَداءُ على مِثال شاءَ يَشاء إِذا صار في جوفه الدَّاءُ ويقال داوَيْت العَلِيلَ دَوىً بفتح الدال إِذا عالَجْته بالأَشْفِية التي تُوافِقُه وأَنشد الأَصمعي لثَعْلَبة بن عمرو العَبْدي وأَهْلَكَ مُهْرَ أَبِيكَ الدَّوى وليسَ له مِنْ طَعامٍ نَصِيبْ خَلا أَنهُم كُلَّما أَوْرَدُوا يُصَبَّحُ قَعْباً عليه ذَنُوبْ قال معناه أَنه يُسْقَى من لبنٍ عليه دَلْو من ماء وصفه بأَنه لا يُحْسن دَواءً فَرسه ولا يُؤْثِرهُ بلبنه كما تفعل الفُرْسان ورواه ابن الأَنباري وأَهْلَكَ مُهْرَ أَبيكَ الدَّواءْ بفتح الدال قال معناه أَهلكه تَرْكُ الدواء فأَضْمَر التَّرْكَ والدَّواءُ اللَّبَن قال ابن سيده الدِّواءُ والدَّواءُ والدُّواءُ الأَخيرة عن الهجري ما داوَيْتَه به ممدود ودُووِيَ الشيء أَي عُولِجَ ولا يُدْغَمُ فَرْقاً بين فُوعِلَ

الصفحة 1464