كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

وفُعِّل والدِّواءُ مصدر داوَيْتُه دِواءً مثل ضاربته ضِراباً وقول العجاج بفاحِمٍ دُووِيَ حتى اعْلَنْكَسا وبَشَرٍ مع البَياضِ أَملَسا إِنما أَراد عُونِيَ بالأَدْهان ونحوها من الأَدْوِية حتى أَثَّ وكَثُرَ وفي التهذيب دُوِّيَ أَي عُولِجَ وقِيمَ عليه حتى اعْلَنْكَس أَي ركِبَ بعضُه بعضاً من كثرته ويروى دُووِيَ فُوعِلَ من الدَّواء ومن رواه دُوِّيَ فهو على فُعِّلَ منه والدِّواءُ ممدود هو الشِّفاءُ يقال داوَيْته مُداواةً ولو قلت دِوَاءً كان جائِزاً ويقال دُووِيَ فلان يُداوى فيُظْهِرُ الواوَيْنِ ولا يُدْغِم إِحداهما في الأُخرى لأَن الأُولى هي مَدّة الأَلف التي في داواه فكَرِهوا أَن يُدْغِموا المدَّة في الواو فيلتبس فُوعِل بفُعِّل الجوهري الدَّواء ممدودٌ واحد الأَدْوِيَة والدِّواءُ بالكسرِ لُغة فيه وهذا البيت يُنْشَد على هذه اللغة يقولون مَخْمورٌ وهذا دِواؤُه عليَّ إِذاً مَشْيٌ إِلى البيتِ واجِبُ أَي قالوا إِنَّ الجَلْد والتَّعْزِيزَ دواؤُه قال وعلَيَّ حجةٌ ماشياً إِن كنتُ شَرِبْتُها ويقال الدِّواءُ إِنما هو مصدر داوَيْته مُداواةً ودِواءً والدَّواءُ الطعامُ وجمع الداء أَدْواءٌ وجمع الدواءِ أَدْوِية وجمع الدَّواةِ دُوِيُّ والدَّوَى جمعُ دواةٍ مقصورٌ يكتب بالياء والدَّوَى للدَّواءِ بالياء مقصور وأَنشد إِلا المُقِيمَ على الدَّوَى المُتَأَفِّن وداوَيتُ الفَرَس صَنَّعْتُها والدَّوَى تَصْنيع الدابَّة وتسْمِينُه وصَقْله بسَقْي اللبن والمواظَبة على الإِحسان إِليه وإِجرائِه مع ذلك البَرْدَينِ قدرَ ما يسيل عَرَقُه ويَشْتَدُّ لحْمه ويذهب رَهَله ويقال داوَى فلان فرسَه دِواءً بكسر الدال ومُداواةً إِذا سَمَّنه وعَلَفَه عَلْفاً ناجِعاً فيه قال الشاعر وداوَيْتُها حتى شَتَتْ حَبَشِيَّةً كأَنَّ عَليها سُنْدُساً وسُدُوسا والدَّوِيُّ الصَّوْتُ وخص بعضهم به صوتَ الرَّعْد وقد دَوَّى التهذيب وقد دَوَّى الصوتُ يُدَوِّي تَدْوِيَةً ودَوِيُّ الريحِ حَفِيفُها وكذلك دَوِيُّ النَّحْلِ ويقال دَوَّى الفَحْل تَدْوِيَةً وذلك إِذا سمعت لهَدِيره دَوِيّاً قال ابن بري وقالوا في جَمع دَوِيِّ الصوتِ أَداوِيَّ قال رؤبة وللأَداوِيِّ بها تَحْذِيما وفي حديث الإِيمانِ تَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِه ولا تَفْقَه ما يقول الدَّوِيُّ صوت ليس بالعالي كصوت النَّحْلِ ونحوه الأَصمعي خَلا بَطْني من الطعام حتى سَمِعْتُ دَوِيّاً لِمَسامِعي وسَمِعْتُ دَوِيَّ المَطر والرَّعْدِ إِذا سمعتَ صَوْتَهما من بعيدٍ والمُدَوِّي أَيضاً السحاب ذو الرَّعْدِ المُرْتَجِس الأَصمعي دَوَّى الكَلْبُ في الأَرض كما يقال دَوَّمَ الطائِرُ في السماء إِذا دار في طَيَرانِه في ارتفاعه قال ولا يكون التَّدْويمُ في الأَرض ولا التَّدْويَة في السماء وكان يعيب قول ذي الرمة حتى إِذا دَوَّمَتْ في الأَرض راجَعَهُ كِبْرٌ ولو شاءَ نجَّى نفْسَه الهَرَبُ قال الجوهري وبعضهم يقول هما لغتان بمعنى ومنه اشْتُقَّت دُوَّامة الصبيّ وذلك لا يكون إِلا في الأَرض أَبو خَيْرة المُدَوِّيَةُ الأَرض التي قد اختَلَف نَبْتُها فدَوَّت كأَنها دُوايَةُ اللَّبَنِ وقيل المُدَوِّيَةُ الأَرضُ الوافِرة الكَلإ التي لم يُؤْكَلْ منها شيءٌ والدَّايَة الظِّئْرُ حكاه ابن جني قال كلاهما عربي فصيح وأَنشد للفرزدق رَبِيبَة داياتٍ ثلاثٍ رَبَيْنَها يُلَقِّمْنَها من كلِّ سُخْن ومُبْرَدِ قال ابن سيده وإِنما أَثبته هنا لأَن باب لَوَيْتُ أَكثرُ من باب قُوَّة وعييت
( ديث ) : دَيَّثَ الأَمرَ : لَيَّنَه و دَيَّثَ الطريقَ : وَطَّأَه . وطريقٌ مُدَيَّثٌ أَي مُذَلَّل وقيل : إِذا سُلِكَ حتى وَضَحَ واستبان . و دَيَّثَ البعيرَ : ذَلَّله بعض الذُّلّ . وجَملٌ مُدَيَّثٌ ومُنوَّقٌ إِذا ذُلِّلَ حتى ذَهَبَتْ صُعوبتُه . وفي حديث علي كرّما وجهه : و دُيِّثَ بالصَّغارِ أَي ذُلِّلَ ومنه بعير مُديَّثٌ إِذا ذُلِّلَ بالرياضة ومنه حديث بعضهم : كان بمكان كذا وكذا فأَتاه رجلٌ فيه كالدِّياثةِ واللخْلَخانِيَّة . الدِّياثةُ : الالْتِواء في اللسان ولعله من التَّذْلِيل والتَّلْيين . و دَيَّثَ الجِلدَ في الدِّباغ والرُّمْحَ في الثِّقاف كذلك . و دَيَّثَت المطارقُ الشيءَ : لَيَّنَتْه . و دَيَّثه الدهرُ : حَنَّكه وذلَّله . و دَيَّثَ الرجل : ذَلَّله ولَيَّنه . قال : و الدَّيُّوثُ القَوَّاد على أَهله . والذي لا يَغارُ على أَهله : دَيُّوثٌ . و التَّدييثُ : القِيادة . وفي المحكم : الدَّيُّوثُ والدَّيْبُوثُ الذي يدخُل الرجالُ على حُرْمته بحيث يراهم كأَنه لَيَّنَ نفسه على ذلك وقال ثعلب : هو الذي تُؤْتى أَهلُه وهو يعلَم مشتقٌّ من ذلك أَنَّثَ ثعلبٌ الأَهلَ على معنى المرأَة . وأَصلُ الحرفِ بالسُّريانية أُعْرِبَ وكذلك القُندُعُ والقُنذُع . وفي الحديث : تَحْرُمُ الجنةُ على الدَّيُّوث هو الذي لا يَغارُ على أَهله . و الدَّيَثانُ : الكابوسُ يَنزلُ على الإِنسان قال ابن سيده : أُراها دَخيلةً . و الأَدْيَثُونُ : موضع قال عمرو بن أَحمر : بحَيْثُ هَرَاقَ في نَعْمانَ خَرْجٌ دَوافِعُ في بِراقِ الأَدْيَثِينا
( ديج ) الدَّيَجانُ الكبير من الجَرادِ حكاه أَبو حنيفة ابن الأَعرابي داجَ الرجلُ يَديجُ دَيْجاً ودَيَجاناً إِذا مشى قليلاً شمر الدَّيَجانُ الحواشي الصغار وأَنشد

الصفحة 1465