كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

قال: من الكفر فرّوا قيل: أَفمنافقون هم قال: إِن المنافقين لا يذكرون الله إِلاَّ قليلاً وهؤلاء يذكرون الله بُكرة وأَصيلاً فقيل: ما هم قال: قوم أَصابتهم فتنة فعَمُوا وصَمُّوا. قال الخطابي: يعني قوله: يَمْرُقُون من الدين أَراد بالدين الطاعة أَي أَنهم يخرجون من طاعة الإِمام المُفْتَرَضِ الطاعة وينسلخون منها وا أَعلم. و دَيَّنَ الرجل في القضاء وفيما بينه وبين الله: صَدَّقه. ابن الأَعرابي: دَيَّنْتُ الحالف أَي نَوَّيته فيما حلف وهو التَّدْيين. وقوله في الحديث: أَنه عليه السلام كان على دين قومه قال ابن الأَثير: ليس المراد به الشرك الذي كانوا عليه وإِنما أَراد أَنه كان على ما بقي فيهم من إِرث إِبراهيم عليه السلام من الحج والنكاح والميراث وغير ذلك من أَحكام الإِيمان وقيل: هو من الدِّين العادة يريد به أَخلاقهم من الكرم والشجاعة وغير ذلك. وفي حديث الحج: كانت قريشٌ ومن دان بدينهم أَن اتبعهم في دِينهم ووافقهم عليه واتَّخذ دِينهم له دِيناً وعبادة. وفي حديث دُعاء السفر: أَستَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وأَمانتك جعل دينه وأَمانته من الودائع لأَن السفر يصيب الإِنسانَ فيه المشقَّةُ والخوف فيكون ذلك سبباً لإِهمال بعض أُمور الدين فدعا له بالمَعُونة والتوفيق وأَما الأَمانة ههنا فيريد بها أَهل الرجل وماله ومن يُخْلِفُه عن سفره. و الدِّين: الداء عن اللحياني وأَنشد: يا دِينَ قلبِك من سَلْمى وقد دِينا قال: يا دين قلبك يا عادة قلبك وقد دِينَ أَي حُمِل على ما يكره وقال الليث: معناه وقد عُوِّد. الليث: الدِّينُ من الأَمطار ما تعاهد موضعاً لا يزال يرُبُّ به ويصيبه وأَنشد: معهود و دِين قال أَبو منصور: هذا خطأ والبيت للطرماح وهو: عَقائلُ رملةٍ نازَعْنَ منها دُفُوفَ أَقاحِ مَعْهُودٍ ودِينِ أَراد: دُفُوفَ رمل أَو كُثْبَ أَقاحِ معهودٍ أَي ممطور أَصابه عَهْد من المطر بعد مطر وقوله و دين أَي مَوْدُون مبلول من وَدَنْتُه أَدِنُه ودْناً إِذا بللته والواو فاء الفعل وهي أَصلية وليست بواو العطف ولا يعرف الدِّين في باب الأَمْطار وهذا تصحيف من الليث أَو ممن زاده في كتابه. وفي حديث مكحول: الدِّينُ بين يدي الذهب والفضَّة والعُشْر بين يدي الدَّين في الزرع والإِبل والبقر والغنم قال ابن الأَثير: يعني أَن الزكاة تقدم على الدَّين و الدَّين يقدم على الميراث. و الدَّيَّانُ بن قَطَنٍ الحارثي: من شرفائهم فأَما قول مُسْهِر بن عمرو الضَّبِّيِّ: ها إِنَّ ذا ظالِمُ الدَّيَّانُ مُتَّكِئاً على أَسِرَّتِهِ يَسْقِي الكوانِينَا فإِنه شبه ظالماً هذا بالدَّيان بن قَطن بن زياد الحارثي وهو عبد المُدانِ في نَخْوتِه وليس ظالم هو الدَّيَّان بعينه. و بنو الدَّيَّانِ: بطن قال ابن سيده: أَراه نسبوا إِلى هذا قال السَّمَوْأَلُ بن عادِياً أَو غيره: فإِنَّ بني الدَّيَّانِ قُطْبٌ لقومِهِم تدور رحاهم حولهم وتجول

الصفحة 1470