كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

بعيد ولا مَوْضِعَ لها من الإِعراب وتُدْخِلُ الهاء على ذاك فتقول هذاك زَيدٌ ولا تُدْخِلُها على ذلك ولا على أُولئك كما لم تَدْخُل على تلْكَ ولا تَدْخُل الكافُ على ذي للمؤنث وإنما تَدْخُلُ على تا تقول تِيكَ وتِلْك ولا تَقُلْ ذِيك فأِنه خطأٌ وتقول في التثنية رأَيت ذَيْنِكَ الرِّجُلين وجاءني ذانِكَ الرَّجُلانِ قال وربما قالوا ذانِّك بالتشديد قال ابن بري من النحويين من يقول ذانِّك بتشديد النون تَثْنِيةَ ذلك قُلِبَتِ اللام نوناً وأُدْغِمَت النون في النون ومنهم من يقول تشديدُ النون عِوضٌ من الأَلف المحذوفة من ذا وكذلك يقول في اللذانِّ إِنَّ تشديد النون عوض من الياء المحذوفة من الذي قال الجوهري وإنما شددوا النون في ذلك تأْكيداً وتكثيراً للاسم لأَنه بقي على حرف واحد كما أَدخلوا اللام على ذلك وإنما يفعلون مثل هذا في الأَسماء المُبْهَمة لنقصانها وتقول للمؤنث تانِكَ وتانِّك أَيضاً بالتشديد والجمع أُولئك وقد تقدم ذكر حكم الكاف في تا وتصغير ذاك ذَيّاك وتصغير ذلك ذَيّالِك وقال بعض العرب وقَدِمَ من سَفَره فوجد امرأَته قد ولدت غلاماً فأَنكره فقال لها لَتَقْعُدِنَّ مَقْعَدَ القَصِيِّ مِنِّي ذي القاذُورةِ المَقْلِيِّ أَو تَحْلِفِي برَبِّكِ العَلِيِّ أَنِّي أَبو ذَيّالِكِ الصَّبيِّ قد رابَني بالنَّظَر التُّرْكِيِّ ومُقْلةٍ كمُقْلَةِ الكُرْكِيِّ فقالت لا والذي رَدَّكَ يا صَفِيِّي ما مَسَّني بَعْدَك مِن إنْسِيِّ غيرِغُلامٍ واحدٍ قَيْسِيِّ بَعْدَ امرأَيْنِ مِنْ بَني عَدِيِّ وآخَرَيْنِ مِنْ بَني بَلِيِّ وخمسة كانوا على الطَّوِيِّ وسِتَّةٍ جاؤوا مع العَشِيِّ وغيرِ تُرْكِيٍّ وبَصْرَوِيِّ وتصغير تِلْك تَيَّاكَ قال ابن بري صوابه تَيّالِكَ فأَما تَيّاك فتصغير تِيك وقال ابن سيده في موضع آخر ذا إِشارة إِلى المذكر يقال ذا وذاك وقد تزاد اللام فيقال ذَلِكَ وقوله تعالى ذَلِكَ الكِتابُ قال الزجاج معناه هَذا الكتابُ وقد تدخل على ذا ها التي للتَّنْبِيه فيقال هَذا قال أَبو علي وأَصله ذَيْ فأَبدلوا ياءه أَلفاً وإن كانت ساكنة ولم يقولوا ذَيْ لئلا يشبه كَيْ وأَيْ فأَبدلوا ياءه أَلفاً لِيلْحَقَ بباب متى وإذ أَو يخرج من شَبَه الحَرْفِ بعضَ الخُروج وقوله تعالى إنَّ هَذانِ لَساحِرانِ قال الفراء أَراد ياء النصب ثم حذفها لسكونها وسكون الأَلف قَبْلَها وليس ذلك بالقوي وذلِك أَن الياء هي الطارئة على الأَلف فيجب أَن تحذف الأَلف لمكانها فأَما ما أَنشده اللحياني عن الكسائي لجميل من قوله وأَتَى صَواحِبُها فَقُلْنَ هَذَا الَّذي مَنَحَ المَوَدَّةَ غَيْرَنا وجَفانا فإِنه أَراد أَذا الَّذِي فأَبدل الهاء من الهمزة وقد استُعْمِلت ذا مكان الذي كقوله تعالى ويَسْأَلُونك ماذا يُنْفِقُون قل العَفْوُ أَي ما الذي ينفقون فيمن رفع الجواب فَرَفْعُ العَفْوِ يدلّ على أَن ما مرفوعة بالابتداء وذا خبرها ويُنْفِقُون صِلةُ ذا وأَنه ليس ما وذا جميعاً كالشيء الواحد هذا هو الوجه عند سيبويه وإِن كان قد أَجاز الوجهَ الآخر مع الرفع وذي بكسر الذال للمؤنث وفيه لُغاتٌ ذِي وذِهْ الهاء بدل من الياء الدليل على ذلك قولهم في تحقير ذَا ذَيًّا وذِي إنما هي تأْنيث ذا ومن لفظه فكما لا تَجِب الهاء في المذكر أَصلاً فكذلك هي أَيضاً في المؤنث بَدَلٌ غيرُ أَصْلٍ وليست الهاء في هَذِه وإن استفيد منها التأْنيث بمنزلة هاء طَلْحَة وحَمْزَة لأَن الهاء في طلحة وحمزة زائدة والهاء في هَذا ليست بزائدة إِنما هي بدل من الياء التي هي عين الفعل في هَذِي وأَيضاً فإِنَّ الهاء في حمزة نجدها في الوصل تاء والهاء في هذه ثابِتةٌ في الوصل ثَباتَها في الوقف ويقال ذِهِي الياء لبيان الهاء شبهها بهاء الإِضمار في بِهِي وهَذِي وهَذِهِي وهَذِهْ الهاء في الوصل والوقف ساكنةٌ إِذا لم يلقها ساكن وهذه كلها في معنى ذِي عن ابن الأَعرابي وأَنشد قُلْتُ لَها يا هَذِهي هذا إِثِمْ هَلْ لَكِ في قاضٍ إِلَيْهِ نَحْتَكِمْ ؟ ويوصل ذلك كله بكاف المخاطبة قال ابن جني أَسماء الإِشارة هَذا وهذِه لا يصح تثنية شيء منها من قِبَلِ أَنَّ التثنية لا تلحق إِلا النكرة فما لا يجوز تنكيره فهو بأَن لا تصح تثنيته أَجْدَرُ فأَسْماء الإِشارة لا يجوز أَن تُنَكَّر فلا يجوز أَن يُثَنَّى شيء منها أَلا تراها بعد التثنية على حدّ ما كانت عليه قبل التثنية وذلك نحو قولك هَذانِ الزَّيْدانِ قائِمَيْن فَنَصْبُ قائِمَيْن بمعنى الفعل الذي دلت عليه الإِشارةُ والتنبيهُ كما كنت تقول في الواحد هذا زَيْدٌ قائماً فَتَجِدُ الحال واحدةً قبل التثنيةِ وبعدها وكذلك قولك ضَرَبْتُ اللَّذَيْنِ قاما تَعرَّفا بالصلة كما يَتَعَرَّفُ بها الواحد كقولك ضربت الذي قامَ والأَمر في هذه الأَشياء بعد التثنية هو الأَمر فيها قبل التثنية وليس كذلك سائرُ الأَسماء المثناة نحو زيد وعمرو أَلا ترى أَن تعريف زيد وعمرو إِنما هو بالوضع والعلمية ؟ فإِذا ثنيتهما تنكرا فقلت عندي عَمْرانِ عاقِلانِ فإِن آثرت التعريف بالإِضافة أَو باللام فقلت الزَّيْدانِ والعَمْرانِ وزَيْداكَ وعَمْراكَ فقد تَعَرَّفا بَعْدَ التثنية من غير وجه تَعَرُّفِهما قبلها ولَحِقا بالأَجْناسِ وفارَقا ما كانا عليه من تعريف العَلَمِيَّةِ والوَضْعِ فإِذا صح ذلك فينبغي أَن تعلمَ أَنَّ هذانِ وهاتانِ إِنما هي

الصفحة 1472