كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

ومَرَّ يَذْآها ومَرَّتْ عُصَبا شِهْذارَة تأْفِرُ أَفْراً عَجَبا والذَّأْوَةُ الشاةُ المَهْزُولةُ عن ثعلب وذَأْى العُودُ والبَقْلُ يَذْأَى ذَأْواً وذَأْياً وذَأىً وذُئِيّاً الأَخيرة عن ابن الأَعرابي قال يعقوب وهي حِجازية ذَوَى وذَبَل وذَأَى الفَرَسُ والحِمارُ والبعيرُ يَذْأَى ذَأْياً أَسرع وهو ضرب من عَدْوِ الإِبلِ وفَرَسٌ مِذْأىً قال مِذْأىً مِخَدّاً في الرِّقاقِ مِهْرَجا ويروى بَعَيد نَضْحِ الماء مِذْأىً مِهْرَجا وقيل الذَّأْيُ السَّيرُ الشديد وذَأَيْتُه ذَأْياً طَرَدْتُه وحمارٌ مِذْأىً مقصور مهموز وحِمار مِذْأىً طَرَّادٌ لأُتُنه وقال أَوسُبن حجر فذَأَوْنَه شَرَفاً وكُنَّ له حتى تَفاضَلَ بيْنَها جَلَبا وقد ذَآها يَذْآها ذَأْياً وذَأْواً إِذا طَردها
( ذبب ) الذَّبُّ الدَّفْعُ والمَنْعُ والذَّبُّ الطَّرْدُ وذَبَّ عنه يَذُبُّ ذَبّاً دَفَعَ ومنع وذَبَبْت عنه وفُلانٌ يَذُبُّ عن حَرِيمِه ذَبّاً أَي يَدْفَعُ عنهم وفي حديث عمر رضي اللّه عنه إِنما النِّساءُ لَحْمٌ على وَضَمٍ إِلا ما ذُبَّ عنه قال
مَنْ ذَبَّ منكم ذَبَّ عَنْ حَمِيمِهِ ... أَو فَرَّ منكم فَرَّ عَنْ حَريمِهِ
[ ص 381 ] وذَبَّبَ أَكْثَرَ الذَّبَّ ويقال طِعانٌ غيرُ تَذْبِيبٍ إِذا بُولِغَ فيه ورجلٌ مِذَبٌّ وذَبَّابٌ دَفَّاعٌ عن الحرِيمِ وذَبْذَبَ الرَّجلُ إِذا مَنَعَ الجِوارَ والأَهْلَ أَي حَماهم والذَّبِّيُّ الجِلْوازُ وذَبَّ يَذِبُّ ذَبّاً اختَلَفَ ولم يَسْتَقِمْ في مكانٍ واحدٍ وبعيرٌ ذَبٌّ لا يَتَقارُّ في مَوْضِع قال
فكأَننا فيهم جِمالٌ ذَبَّةٌ ... أُدْمٌ طَلاهُنَّ الكُحَيْل وَقار
فقوله ذَبَّةٌ بالهاءِ يَدل على أَنه لم يُسَمَّ بالمَصْدر إِذ لو كان مَصْدَراً لقال جِمالٌ ذَبٌّ كقولك رِجالٌ عَدْلٌ والذَّبُّ الثَّوْرُ الوَحْشِيُّ ويقال له أَيضاً ذَبُّ الرِّيادِ غير مهموزٍ وسُمِّيَ بذلك لأَنه يَخْتَلِف ولا يَسْتَقِرُّ في مكانٍ واحدٍ وقيل لأَنه يَرُودُ فيذهَبُ ويَجِيءُ قال ابن مقبل
يُمشّي بها ذَبُّ الرِّياد كأَنه ... فَتىً فارِسِيٌّ في سَراويلَ رامِحُ
وقال النابغة
كأَنما الرَّحْلُ منها فَوْق ذِي جُدَدٍ ... ذَبِّ الرِّيادِ إِلى الأَشْباح نَظَّارِ
وقال أَبو سعيد إِنما قيل له ذَبُّ الرِّياد لأَن رِيَادَه أَتانُه التي تَرُودُ معه وإِن شئتَ جَعَلْتَ الرِّيادَ رَعْيه نَفْسَه للكَلإِ وقال غيره قيل له ذَبُّ الرِّيادِ لأَنه لا يَثْبُتُ في رَعْيِه في مكانٍ
واحدٍ ولا يُوطِن مَرْعًى واحداً وسَمَّى مُزاحِمٌ العُقَيْليّ الثَّوْرَ الوَحْشِيَّ الأَذبَّ قال
بِلاداً بها تَلْقَى الأَذَبَّ كأَنه ... بها سابِريٌّ لاحَ منه البَنائِقُ
أَراد تَلْقَى الذَّبَّ فقال الأَذَبَّ لحاجته وفُلانٌ ذَبُّ الرِّيادِ يذهَبُ ويَجيءُ هذه عن كُراع أَبو عمرو رَجُلٌ ذَبُّ الرِّيادِ إِذا كان زَوَّاراً للنساءِ وأَنشد لبعض الشعراءِ فيه
ما للْكَواعبِ يا عَيْسَاءُ قد جَعَلَتْ ... تَزْوَرُّ عنّي وتُثْنَى دُونيَ الحُجَرُ ؟
قد كنتُ فَتَّاحَ أَبوابٍ مُغَلَّقَةٍ ... ذَبَّ الرِّيادِ إِذا ما خُولِسَ النَّظَرُ
وذَبَّتْ شَفَتُه تَذِبُّ ذَبّاً وذَبَباً وذُبوباً وذَبِبَتْ يَبِسَتْ وجَفَّتْ وذَبَلَتْ من شدَّةِ العطش أَو لغيرِه وشَفَةٌ ذَبَّانةٌ ذابِلة وذَبَّ لسانُه كذلك قال
هُمُ سَقَوْني عَلَلاً بعدَ نَهَلْ ... مِن بعدِ ما ذَبَّ اللِسانُ وذَبَلْ
وقال أَبو خَيْرَة يصف عَيْراً
وشَفَّهُ طَرَدُ العاناتِ فَهْوَ به ... لوْحانُ مِن ظَمَإٍ ذَبٍّ ومِن عَضَبِ
أَراد بالظَّمَإِ الذَّبِّ اليابِسَ وذَبَّ جِسمُه ذَبَلَ وهَزُلَ وذَبَّ النَّبْتُ ذَوَى وذَبَّ الغَدِيرُ يَذِبُّ جَفَّ في آخرِ الجَزْءِ عن ابن الأعرابي وأَنشد
مَدارِينُ إِن جاعُوا وأَذْعَرُ مَن مَشَى ... إِذا الرَّوْضَةُ الخضراءُ ذَبَّ غَدِيرُها
[ ص 382 ] يروى وأَدْعَرُ مَنْ مَشى وذَبَّ الرجُلُ يَذِبُّ ذَبّاً إِذا شَحَبَ لَوْنُه وذَبَّ جَفَّ وصَدَرَت الإِبِلُ وبها ذُبابةٌ أَي بَقِية عَطَشٍ وذُبابةُ الدَّيْنِ بقِيتُه وقيل ذُب ابَةُ كل شيءٍ بقِيتُه والذُّبابةُ البقِية من الدَّيْن ونحوِه قال الراجز أَو يَقْضِيَ اللّهُ ذُباباتِ الدَّيْنْ أَبو زيد الذُّبابة بقِيَّةُ الشيء وأَنشد الأَصمعي لذي الرُّمة
لَحِقْنا فراجَعْنا الحُمولَ وإِنما ... يُتَلِّي ذُباباتِ الوداعِ المُراجِعُ
يقول إِنما يُدْرِكُ بقايا الحَوائج من راجَع فيها والذُّبابة أَيضاً البقِية من مِياه الأَنهارِ وذَبَّبَ النَّهارُ إِذا لم يَبْقَ منه إِلا بقِية وقال وانْجابَ النهارُ فَذَبَّبا والذُّبابُ الطَّاعون والذُّبابُ الجُنونُ وقد ذُبَّ الرجُلُ إِذا جُنَّ وأَنشد شمر
وفي النَّصْرِيِّ أَحْياناً سَماحٌ ... وفي النَّصْريِّ أَحْياناً ذُبابُ
أَي جُنونٌ والذُّبابُ الأَسْوَدُ الذي يكون في البُيوتِ يَسْقُط في الإِناءِ والطَّعامِ الواحدةُ ذُبابةٌ ولا تَقُلْ ذِبَّانة والذُّبابُ

الصفحة 1483