وسَعْدٌ الذَّابِحُ منزل من منازل القمر أَحد السعود وهما كوكبان نَيِّرَان بينهما مقدارُ ذِراعٍ في نَحْر واحد منهما نَجْمٌ صَغير قريبٌ منه كأَنه يذبحه فسمي لذلك ذابحاً والعرب تقول إِذا طلع الذابح انْحَجَر النابح وأَصلُ الذَّبْح الشَّق ومنه قوله كأَنَّ عَينَيَّ فيها الصَّابُ مَذْبُوحُ أَي مشقوق معصور وذَبَّح الرجلُ طأْطأَ رأْسه للركوع كَدبَّحَ حكاه الهروي في الغريبين والمعروف الدال وفي الحديث أَنه نهى عن التذبيح في الصلاة هكذا جاء في روايةٍ والمشهور بالدال المهملة وحكى الأَزهري عن الليث قال جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نهى عن أَن يُذَبِّحَ الرجلُ في صلاته كما يُذَبِّحُ الحمارُ قال وقوله أَن يُذَبِّحَ هو أَن يطأْطئ رأْسه في الركوع حتى يكون أَخفض من ظهره قال الأَزهري صحَّف الليث الحرف والصحيح في الحديث أَن يدبِّح الرجل في الصلاة بالدال غير معجمة كما رواه أَصحاب أَبي عبيد عنه في غريب الحديث والذال خطأٌ لا شك فيه والذَّابح مِيسَمٌ على الحَلْق في عُرْض العُنُق ويقال للسِّمَةِ ذابحٌ
( ذبر ) الذَّبْرُ الكتابة مثل الزَّبْرِ ذَبَرَ الكتابَ يَذْبُرُه ويَذْبِرُه ذَبْراً وذَبَّرَه كلاهما كتبه وأَنشد الأَصمعي لأَبي ذؤيب عَرَفْتُ الدِّيَارَ كَرَقْمِ الدَّوَا ةِ يَذْبُرُها الكاتِبُ الحِمْيَري وقيل نَقَطَهُ وقيل قرأَه قِراءةً خَفِيَّةً وقيل الذَّبْرُ كل قراءة خفية كل ذلك بلغة هذيل قال صخر الغيّ فيها كتابٌ ذَبْرٌ لِمُقْتَرِئٍ يَعْرِفُه أَلْبُهُمْ ومَنْ حَشَدُوا ذَبْرٌ بَيِّنٌ أَراد كتاباً مذبوراً فوضع المصدر موضع المفعول وأَلْبُهُمْ من كان هواه معهم تقول بنو فلان أَلْبٌ واحد وحَشَدُوا أَي جمعوا بن الأَعرابي في قول النبي صلى الله عليه وسلم أَهل الجنة خمسة أَصناف منهم الذي لا ذَبْرَ له أَي لا نطق له ولا لسان له يتكلم به من ضعفه من قولك ذَبَرْتُ الكتابَ أَي قرأْته قال وزَبَرْتُه أَي كتبته ففرق بين ذَبَرَ وزَبَرَ والذَّبْرُ في الأَصل القراءة وكتاب ذَبِرٌ سهلُ القراءة وقيل المعنى لا فهم له من ذَبَرْتُ الكتابَ إِذا فَهِمْتَه وأَتقنته ويروى بالزاي وسيجيء الأَصمعي الذِّبارُ الكُتُبُ واحدها ذَبْرٌ قال ذو الرمة أَقولُ لِنَفْسِي واقِفاً عند مُشْرِفٍ على عَرَصاتٍ كالذِّبارِ النَّوَاطِقِ وبعض يقول ذَبَرَ كَتَبَ ويقال ذَبَرَ يَذْبُرُ إِذا نظر فأَحسن النظر وفي حديث ابن جُدْعانَ أَنا مُذابِرٌ أَي ذاهب والتفسير في الحديث وثوبٌ مُذَبَّرٌ مُنَمْنَمٌ يمانية والذُّبُور العِلمُ والفِقْهُ بالشيء وذَبَرَ الخَبَرَ فهِمه ثعلب الذَّابِرُ المُتْقِنُ للعلم يقال ذَبَرَه يَذْبُرُه ومنه الخبر كان معاذ يَذْبُرُه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَي يتقنه ذَبْراً وذَبارَةً ويقال ما أَرْصَنَ ذَبارَتَهُ ابن الأَعرابي ذَبَرَ أَتقن وذَبَرَ غَضِبَ والذَّابِرُ المتقن ويروى بالدال وقد تقدم وفي حديث النجاشي ما أُحِبُّ أَن لي ذَبْراً من ذهب أَي جبلاً بلغتهم ويروى بالدال وقد تقدم ( ذبكل ) أَبو ذُباكِل من شعرائهم ( ذبل ) ذَبَلَ النباتُ والغُصن والإِنسان يَذْبُل ذَبْلاً وذبُولاً دَقَّ بعد الرِّيّ فهو ذابِل أَي ذَوى وكذلك ذَبُلَ بالضم وقَناً ذابل دقيق لاصِق اللِّيطِ والجمع ذُبَّلٌ وذُبُلٌ ويقال ذَبَل فوه يَذْبُل ذُبولاً وذَبَّ ذُبوباً إِذا جَفَّ ويَبسَ رِيقُه وأَذْبَله الحرّ والتَّذَبُّل من مَشْي النساء إِذا مشت المرأَة مِشْية الرجال وكانت دقيقة ويقال ذِبْلُ ذَبِيل أَي ثُكْلُ ثاكل ومنه سميت المرأَة ذِبْلة وما له ذَبَلَ ذَبْلُه أَي أَصلُه وهو من ذُبول الشيء أَي ذَبَل جسمه ولحمه وقيل معناه بَطَل نكاحه قال كثير بن الغَريرةِ طِعان الكُماة ورَكْض الجِيادِ وقَوْل الحواضِنِ ذَبْلاً ذَبِيلا قال ابن بري الذَّبِيل العَجَبُ قال بَشامةُ بن الغَدِير النَّهْشَلي طعان الكماة وضرب الجياد وقول الحواضن ذَبْلاً ذبيلا وفي حديث عمرو بن مسعود قال لمعاوية وقد كَبِر ما تسأَل عمن ذَبَلت بَشرته أَي قلّ ماء جلده وذهبت نَضارته ويقال ذَبَلَتْهم ذُبَيلةٌ أَي هَلكوا ابن الأَعرابي الذُّبال النَّقَّابات وكذلك الدُّبال بالذال والدال قال وذَبَلَته ذُبول ودَبَلَته دُبول قال والذِّبل الثكْل قال أَبو منصور فهما لغتان وذَبُلَ الفرس ضَمُر ومنه قول امرئ القيس على الذَّبْلِ جَيّاشٌ كأَنَّ اهْتِزامَه إِذا جاشَ فيه حَمْيُه غَلْيُ مِرْجَلِ