السُّمِّ فإِذا أُنْعِمَ سَقْيُهُ أُخْرِجَ فشُحِذَ قال ويجوز ذَرَبْتُه فهو مَذْرُوبٌ قال عبيد
وخِرْقٍ من الفِتْيانِ أَكرَمَ مَصْدَقاً ... من السَّيْفِ قد آخَيْتُ ليسَ بِمَذْرُوبِ
قال شمر ليسَ بفاحِشٍ والذَّرَبُ فسادُ اللِّسانِ وبَذَاؤُه وفي لسانِهِ ذَرَبٌ وهو الفُحْشُ قال وليسَ من ذَرَبِ اللِّسانِ وحِدَّتِه وأَنشد
أَرِحْني واسْتَرِحْ منِّي فإِني ... ثَقِيلٌ مَحْمِلي ذَرِبٌ لِساني
وجمعه أَذْرابٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد لِحَضْرَمِيَّ ابن عامرٍ
الأَسَدي
ولَقَدْ طَوَيْتُكُمُ على بَلُلاتِكُمْ ... وعَرَفْتُ ما فِيكُمْ من الأَذْرابِ
كَيْمَا أُعِدَّكُمُ لأَبْعَدَ مِنْكُمُ ... ولقد يُجاءُ إِلى ذَوِي الأَلبابِ
معنى ما فِيكُم مِن الأَذرابِ مِن الفسادِ ورواه ثعلب الأَعيابِ جَمعُ عَيْبٍ قال ابن بري وروى ابن الأَعرابي هذين البيتين على غير هذا [ ص 387 ]
الحَوْكِ ولم يُسَمِّ قائِلَهما وهما
ولقد بَلَوْتُ الناسَ في حالاتِهِم ... وعَلِمْتُ ما فِيهم من الأَسبابِ
فإِذا القَرَابَةُ لا تُقَرِّبُ قاطِعاً ... وإِذا المَوَدَّةُ أَقْرَبُ الأَنْسابِ
وقوله ولقد طَوَيْتُكُمُ على بَلُلاتِكُم أَي طَوَيْتُكُم على مَا فِيكُم مِن أَذًى وعَداوَةٍ وبَلُلاتٌ بضم اللام جمعُ بَلُلَةٍ بضم اللام أَيضاً قال ومنهم مَنْ يَرْويه على بَلَلاتِكُم بفتح اللام الواحِدَةُ بَلَلة أَيضاً بفتح اللام وقيل في قوله على بَلَلاتِكُم إِنه يُضْرَبُ مثلاً لإِبْقاءِ المَوَدَّة وإِخْفاءِ ما أَظْهَرُوه من جَفائِهِمْ فيكون مثلَ قولهم اطْوِ الثَّوْبَ على غَرِّه لينْضَمَّ بعضُه إِلى بعضٍ ولا يَتبايَنَ ومنه قولهم أَيضاً اطْوِ السِّقاءَ على بَلَلِه لأَنه إِذا طُوِيَ وهو جافٌّ تَكَسَّر وإِذا طُوِيَ على بَلَلِه لم يَتَكَسَّر ولم يَتَبايَنْ والتَّذْريبُ حَمْلُ المَرْأَة وَلَدَها الصَّغيرَ حتى يَقْضِيَ حَاجَتَه ابن الأَعرابي أَذْرَبَ الرَّجُلُ إِذا فسد عَيْشُه وذَرِبَ الجُرْحُ ذَرَباً فهو ذَرِبٌ فَسَد واتسع ولم يَقْبَل البُرْءَ والدَّوَاءَ وقيل سالَ صَديداً والمَعْنَيان مُتَقارِبانِ وفي حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه ما الطَّاعُون ؟ قال ذَرَبٌ كالدُّمَّل يقال ذَرِبَ الجُرْحُ إِذا لم يَقْبَلِ الدَّواءَ ومنه الذَّرَبَيَّا على فَعَلَيَّا وهي الدَّاهِيَةُ قال الكُمَيْت
رَمَانِيَ بالآفَاتِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ... وبالذَّرَبَيَّا مُرْدُ فِهْرٍ وَشِيبُهَا
وقيل الذَّرَبَيَّا هو الشَّرُّ والاخْتِلافُ ورَمَاهُم بالذَّرَبِينَ مثلُه ولَقِيتُ منه الذَّرَبَى والذَّرَبَيَّا والذَّرَبِينَ ( 1 )
( 1 قوله « والذربين » ضبط في المحكم والتكملة وشرح القاموس بفتح الذال والراء وكسر الباء الموحدة وفتح النون وضبط في بعض نسخ القاموس المطبوعة وعاصم أَفندي بسكون الراء وفتح الباء وكسر النون ) أَي الداهِيَةَ وذَرِبَتْ مَعِدَتُه ذَرَباً وذَرَابَةً وذُرُوبَةً فهي ذَرِبَة فَسَدَتْ فهو من الأَضْدادِ والذَّرَبُ المَرَضُ الذي لا يَبْرَأُ وذَرَب أَنْفُه ذَرابةً قَطَرَ والذِّرْيَبُ الأَصْفَرُ من الزَّهْرِ وغيره قال الأَسود ابن يَعْفُرَ ووصَف نباتاً
قَفْرٌ حَمَتْهُ الخَيْلُ حتَّى كأَنْ ... زاهِرَه أُغْشِيَ بالذِّرْيَبِ
وأَما ما ورد في حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه لَتَأْلَمُنَّ النَّومَ على الصُّوفِ الأَذْرَبِيِّ كما يَأْلَمُ أَحَدُكُمْ النَّومَ على حَسَكِ السَّعْدانِ فإِنه ورَد في تفسيره الأَذْرَبيّ مَنْسوبٌ إِلى أَذْرَبِيجان على غيرِ قياس قال ابن الأَثير هكذا تقول العرب والقياس أن تقول أَذَرِيٌّ بغير باءٍ كما يقال في النَّسَبِ إِلى رَامَ هُرْمُزَ رَامِيٌّ وهو مطرد في النَّسب إِلى الأَسماءِ المركبة ( ذرج ) أَذْرُجُ مدينة السَّرَاةِ وقيل إِنما هي أَدْرُح
( ذرح ) ذَرَّحَ الشيءَ في الريح كذَرَّاه عن كراع وذَرَّحَ الزعفرانَ وغيره في الماءِ تَذْريحاً جعل فيه منه شيئاً يسيراً وأَحْمَرُ ذَرِيحيٌّ شديد الحمرة قال من الذَّرِيحِيَّاتِ جَعْداً آرِكا
( * قوله « جعداً » أَنشده الجوهري ضخماً )
وقد استشهد بهذا البيت على معنى آخر والذَّرِيحِيَّاتُ من الإِبل منسوبات إِلى فحل يقال له ذَرِيحٌ وأَنشد البيت المذكور والمُذَرَّحُ من اللبن المَذِيقُ الذي أُكْثِرَ عليه من الماء وذَرَّحَ إِذا صَبَّ في لبنه ماء ليكثر أَبو زيد المَذِيقُ والضَّيْحُ والمُذَرَّحُ والذَّرَاحُ والذُّلاحُ والمُذَرَّقُ كلُّه من اللبن الذي مُزِجَ بالماء أَبو عمرو ذَرَّحَ إِذا طَلَى إِداوته الجديدة بالطين لتَطِيبَ رائحتُها وقال ابن الأَعرابي مَرَّخَ إِداوته بهذا المعنى والذَّرِيحة الهَضْبَة والذَّرِيحُ الهِضابُ والذَّرَحُ شجر تتخذ منها الرِّحالة وبنو ذَرِيح قومٌ وفي التهذيب بنو ذَرِيح من أَحياء العرب وأَذْرُحُ موضع وفي حديث الحَوْض بين جَنْبَيْه كما بين جَرْباءَ وأَذْرُحَ بفتح الهمزة وضم الراء وحاء مهملة قرية بالشام