كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

وكذلك جَرْياءُ قال ابن الأَثير هما قريتان بالشام بينهما مسيرة ثلاث ليال والذُّراحُ والذَّرِيحة والذُّرَحْرَحَة والذُّرَحْرَحُ والذُّرُوحْرُحُ والذُّرَّحْرَحُ والذُّرُّوحَة والذُّرُّوحُ رواها كراع عن اللحياني كل ذلك دُوَيْبَّة أَعظم من الذباب شيئاً مُجَزَّعٌ مُبَرْقَشٌ بحُمْرة وسواد وصفرة لها جناحان تطير بهما وهو سَمٌّ قاتل فإِذا أَرادوا أَن يَكْسِروا حَدَّ سَمِّه خلطوه بالعَدَسِ فيصير دواء لمن عضَّه الكَلبُ الكَلِبُ والجمع ذُرَّاحٌ
( * قوله « والجمع ذرّاح » كذا بالأصل بهذا الضبط والذي يظهر أَنه تحريف عن ذرارح بدليل الشاهد وان ثبت في شرح القاموس حيث قال والجمع ذرّاح كما في اللسان قال أبو حاتم الذراريح الوجه وإنما يقال ذرارح في الشعر اه ) وذَرَارِيحُ قال فلما رأَتْ أَن لا يُجِيبَ دُعاءَها سَقَتْه على لَوْحٍ دِماءَ الذَّرارِح الأَزهري عن اللحياني الذُّرْنُوح لغة في الذِّرِّيح والذُّرَحْرَحُ أَيضاً السم القاتل قال قالت له وَرْياً إِذا تَنَحْنَحْ يا ليتَه يُسْقَى على الذُّرَحْرَحْ وطعام مُذَرَّح مَسْمُوم وفي التهذيب طعام مَذْرُوح وذَرَحَ طعامَه إِذا جعل فيه الذَّراريح قال سيبويه واحد الذَّرارِيح ذُرَحْرَحٌ وليس عنده في الكلام فُعُّول بواحدة وكان يقول سَبُّوح قَدُّوس بفتح أَولهما وذُرَحْرَحٌ فُعَلْعَلٌ بضم الفاء وفتح العينين فإِذا صغَّرتَ حذفت اللام الأُولى وقلت ذُرَيْرِحٌ لأَنه ليس في الكلام فَعْلَعٌ إِلاَّ حَدْرَدٌ الأَزهري عن أَبي عمرو الذَراريح تنبسط على الأَرض حُمْرٌ واحدتها ذَرِيحةٌ
( ذرر ) ذَرَّ الشيءَ يَذُرُّه أَخذه بأَطراف أَصابعه ثم نثره على الشيء وذَرَّ الشيءَ يَذُرُّهُ إِذا بَدَّدَهُ وذُرَّ إِذا بُدِّدَ وفي حديث عمر رضي الله عنه ذُرّي أَحِرَّ لَكِ أَي ذُرِّي الدقيق في القِدْرِ لأَعمل لك حَرِيرَةً والذَّرُّ مصدر ذَرَرْتُ وهو أَخذك الشيء بأَطراف أَصابعك تَذُرُّهُ ذَرَّ الملح المسحوق على الطعام وذَرَرْتُ الحَبَّ والملح والدواء أَذُرُّه ذَرّاً فرَّقته ومنه الذَّرِيرَةُ والذَّرُورُ بالفتح لغة في الذَّرِيرَة وتجمع على أَذِرَّةٍ وقد استعاره بعض الشعراء للعَرَضِ تشبيهاً له بالجوهر فقال شَقَقْتِ القَلْبَ ثم ذَرَرْتِ فيه هَوَاكِ فَلِيمَ فالْتَأَمَ الفُطُورُ ليم هنا إِما أَن يكون مغيراً من لُئِمَ وإِما أَن يكون فُعِلَ من اللَّوْمِ لأَن القلب إِذا نُهِيَ كان حقيقاً أَن ينتهي والذَّرُورُ ما ذَرَرْتَ والذُّرَارَةُ ما تناثر من الشيء المذْرُورِ والذَّرِيرَةُ ما انْتُحِتَ من قصَبِ الطِّيبِ والذَّرِيرَةُ فُتَاتٌ من قَصَبِ الطيب الذي يُجاءُ به من بلد الهند يشبه قصَبَ النُّشَّابِ وفي حديث عائشة طَيَّبْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لإِحرامه بذَرِيرَةٍ قال هو نوع من الطيب مجموع من أَخلاط وفي حديث النخعي يُنْثَرُ على قميص الميت الذَّرِيرَةُ قيل هي فُتاتُ قَصَب مَّا كان لنُشَّابٍ وغيره قال ابن الأَثير هكذا جاء في كتاب أَبي موسى والذَّرُورُ بالفتح ما يُذَرُّ في العين وعلى القَرْحِ من دواء يابس وفي الحديث تَكْتَحِلُ المُحِدُّ بالذَّرُورِ يقال ذَرَرْتُ عينَه إِذا دوايتها به وذَرَّ عينه بالذَّرُورِ يَذُرُّها ذَرّاً كَحَلَها والذَّرُّ صِغارُ النَّمل واحدته ذَرَّةٌ قال ثعلب إِن مائة منها وزن حبة من شعير فكأَنها جزء من مائة وقيل الذَّرَّةُ ليس لها وزن ويراد بها ما يُرَى في شعاع الشمس الداخلِ في النافذة ومنه سمي الرجل ذَرّاً وكني بأَبي ذَرٍّ وفي حديث جُبير بن مُطْعِم رأَيت يوم حنين شيئاً أَسود ينزل من السماء فوقع إِلى الأَرض فَدَبَّ مثل الذَّرِّ وهزم الله المشركين الذَّرُّ النمل الأَحمر الصغير واحدتها ذَرَّةٌ وفي حديث ابن عباس أَن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النحلة والنملة والصُّرَدِ والهُدْهُدِ قال إِبراهيم الحَرْبِيُّ إِنما نهى عن قتلهن لأَنهن لا يؤذين الناس وهي أَقل الطيور والدواب ضرراً على الناس مما يتأَذى الناس به من الطيور كالغراب وغيره قيل له فالنملة إِذا عضت تقتل قال النملة لا تَعَضُّ إِنما يَعَضُّ الذَّرُّ قيل له إِذا عَضَّت الذَّرَّةُ تقتل قال إِذا آذتك فاقتلها قال والنملة هي التي لها قوائم تكون في البراري والخَرِبات وهذه التي يتأَذَّى الناس بها هي الذَّرُّ وذَرَّ الله الخلقَ في الأَرض نَشَرَهُم والذُّرِّيَّةُ فُعْلِيَّةٌ منه وهي منسوبة إِلى الذَّرِّ الذي هو النمل الصغار وكان قياسه ذَرِّيَّةٌ بفتح الذال لكنه نَسَبٌ شاذ لم يجئ إِلاَّ مضموم الأَول وقوله تعالى وإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ ن بني آدم من ظهورهم ذُرِّيَّاتِهم وذُرِّيَّةُ الرجل وَلَدُهُ والجمع الذَّرَارِي والذُّرِّيَّاتُ وفي التنزيل العزيز ذُرِّيَّةً بعضُها من بعض قال أَجمع القرّاء على ترك الهمز في الذرّية وقال يونس أَهل مكة يخالفون غيرهم من العرب فيهمزون النبيَّ والبَرِيَّةَ والذُّرِّية من ذَرَأَ الله الخلقَ أَي خلقهم وقال أَبو إِسحق النحوي الذُّرِّيَّةُ غير مهموز قال ومعنى قوله وإِذ أَخذ ربك من بني آدم

الصفحة 1494