كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

في الأَكُفِّ قال ابن بري الذراع عند سيبويه مؤنثة لا غير وأَنشد لمِرْداس ابن حُصَين قَصَرْتُ له القبيلةَ إِذ تَجَِهْنا وما دانَتْ بِشِدَّتِها ذِراعي وفي حديث عائشةَ وزَينبَ قالت زينبُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم حَسْبُك إِذ قَلبَتْ لك ابنة أَبي قُحافةَ ذُرَيِّعَتَيْها الذُّرَيِّعةُ تصغير الذراع ولُحوق الهاء فيها لكونها مؤنثة ثم ثَنَّتْها مصغرة وأَرادت به ساعدَيْها وقولهم الثوب سبع في ثمانية إِنما قالوا سبع لأَن الذراع مؤنثة وجمعها أَذرع لا غير وتقول هذه ذراع وإِنما قالوا ثمانية لأَن الأَشبار مذكرة والذِّراع من يَدَيِ البعير فوق الوظيفِ وكذلك من الخيل والبغال والحمير والذِّراعُ من أَيدي البقر والغنم فوق الكُراع قال الليث الذراع اسم جامع في كل ما يسمى يداً من الرُّوحانِيين ذوي الأَبدان والذِّراعُ والساعد واحد وذَرَّع الرجلُ رَفَعَ ذِراعَيْه مُنذراً أَو مبشراً قال تُؤَمِّل أَنفالَ الخمِيس وقد رَأتْ سَوابِقَ خَيْلٍ لم يُذَرِّعْ بَشيرُها يقال للبشير إِذا أَوْمَأَ بيده قد ذَرَّع البَشيرُ وأَذْرَع في الكلام وتذَرَّع أَكثر وأَفْرَط والإِذْراعُ كثرةُ الكلامِ والإِفْراطُ فيه وكذلك التَّذَرُّع قال ابن سيده وأَرى أَصله من مدّ الذِّراع لأَن المُكْثِر قد يفعل ذلك وثور مُذَرَّع في أَكارِعه لُمَع سُود وحمار مُذَرَّع لمكان الرَّقْمةِ في ذِراعه والمُذَرَّعُ الذي أُمه عربية وأَبوه غير عربي قال إِذا باهليٌّ عنده حَنْظَلِيَّةٌ لها وَلَدٌ منه فذاك المُذَرَّعُ وقيل المُذَرَّع من الناس بفتح الراء الذي أُمه أَشرف من أَبيه والهجين الذي أَبوه عربيّ وأُمه أَمة قال ابن قيس العدوي إِنَّ المُذَرَّعَ لا تُعْنَى خُؤُولَتُه كالبَغْلِ يَعْجِزُ عن شَوْطِ المَحاضِير وقال آخر يهجو قوماً قَوْمٌ تَوارَثَ بيتَ اللُّؤْمِ أَوَّلُهم كما تَوارَثَ رَقْمَ الأَذْرُعِ الحُمُرُ وإِنما سمي مُذَرَّعاً تشبيهاً بالبغل لأَنَّ في ذراعيه رَقْمتين كرَقْمتي ذراع الحِمار نَزَع بهما إِلى الحِمار في الشبه وأُمّ البغل أَكرم من أَبيه والمُذَرَّعة الضبع لتخطيط ذِراعَيْها صفة غالبة قال ساعدة بن جؤية وغُودِرَ ثاوِياً وتَأَوَّبَتْه مُذَرَّعةٌ أُمَيْم لها فَلِيلُ والضبع مّذَرَّعة بسواد في أَذْرعها وأَسد مُذَرَّع على ذِراعَيْه دَمُ فَرائِسه أَنشد ابن الأَعرابي قد يَهْلِكُ الأَرْقَمُ والفاعُوسُ والأَسَدُ المُذَرَّعُ المَنْهُوسُ والتذْرِيع فضل حبل القَيد يُوثَق بالذراع اسم كالتَّنْبيت لا مصدر كالتَّصْويت وذُرِّعَ البعيرُ وذُرِّعَ له قُيِّدَ في ذراعَيْه جميعاً يقال ذَرَّعَ فلان لبعيره إِذا قَيَّدَه بفضل خِطامه في ذراعه والعرب تسميه تَذْريعاً وثوب مُوَشَّى الذِّراع أَي الكُمِّ وموشَّى المَذارِع كذلك جمع على غير واحده كمَلامحَ ومَحاسِنَ والذِّراعُ ما يُذْرَعُ به ذَرَع الثوب وغيره يَذْرَعُه ذَرْعاً قدَّره بالذِّراع فهو ذارِعٌ وهو مَذْرُوع وذَرْعُ كلّ شيء قَدْرُه من ذلك والتذَرُّع أَيضاً تَقْدِير الشيء بذِراع اليد قال قَيْس بن الخَطِيم ترى قَِصَدَ المُرّانِ تُلْقَى كأَنَّها تَذَرُّعُ خِرْصانٍ بأَيْدي الشَّواطِبِ وقال الأَصمعي تَذَرَّعَ فلان الجَرِيدَ إِذا وضَعه في ذِراعِه فشَطَبه ومنه قول قَيْس بن الخَطِيم هذا البيت قال والخِرْصانُ أَصلها القُضْبان من الجَرِيد والشَّواطِبُ جمع الشاطِبة وهي المرأَة التي تَقْشُر العَسِيب ثم تُلْقِيه إِلى المُنَقِّية فتأْخذ كل ما عليه بسِكِّينها حتى تتركه رقيقاً ثم تُلْقِيه المنقِّيةُ إِلى الشاطِبة ثانية فتَشْطُبه على ذِراعها وتَتَذَرَّعُه وكل قَضِيب من شجرة خِرْصٌ وقال أَبو عبيدة التَّذَرُّع قدر ذِراع يَنكسر فيسقط والتذَرُّع والقِصَدُ واحد غيره قال والخِرْصان أَطراف الرماح التي تلي الأَسنَّة الواحد خُرْص وخِرْص وخَرْص قال الأَزهري وقول الأَصمعي أَشبههما بالصواب وتَذَرَّعتِ المرأَة شقَّت الخُوص لتعمَل منه حَصِيراً ابن الأَعرابي انْذَرَع وانْذَرَأَ ورَعَفَ واسْتَرْعَفَ إِذا تقدَّم والذَّرِعُ الطويلُ اللسان بالشَّرِّ وهو السيّار الليلَ والنهارَ وذَرَع البعيرَ يَذرَعُه ذَرْعاً وَطِئه على ذِراعه ليرْكب صاحبُه وذَرَّعَ الرجلُ في سباحتِه تَذْرِيعاً اتَّسَع ومدَّ ذِراعَيْه والتَّذْرِيعُ في المشي تحريك الذِّراعين وذَرَّع بيديه تَذْرِيعاً حرَّكهما في السعْي واستعان بهما عليه وقيل في صفته صلى الله عليه وسلم إِنه كان ذَرِيعَ المشْي أَي سريعَ المشْي واسعَ الخَطْوة ومنه الحديث فأَكَل أَكْلاً ذَريعاً أَي سريعاً كثيراً وذَرَع البعيرُ يَده إِذا مَدَّها في السير وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَذْرَعَ ذِراعَيْه من أَسفلِ الجُبّةِ إِذْراعاً أَذْرَع ذِراعَيْه أَي أَخرَجهما من تحت الجُبَّة ومدَّهما ومنه الحديث الآخر وعليه جَمَّازةٌّ فأَذْرَع منها يده أَي أَخرجها

الصفحة 1496