كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

اللَّعْن هذه من تَحايا الملوك في الجاهلية والدعاء لهم معناه أَبَيْتَ أَن تأْتي من الأُمور ما تُلْعَنُ عليه وتُذَمُّ بسببه وأَبِيتُ من الطعام واللَّبَنِ إِبىً انْتَهيت عنه من غير شِبَع ورجل أَبَيانٌ يأْبى الطعامَ وقيل هو الذي يأْبى الدَّنِيَّة والجمع إِبْيان عن كراع وقال بعضهم آبى الماءُ
( * قوله « آبى الماء إلى قوله خاطر بها » كذا في الأصل وشرح القاموس ) أَي امتَنَع فلا تستطيع أَن تنزِل فيه إِلاَّ بتَغْرير وإِن نَزل في الرَّكِيَّة ماتِحٌ فأَسِنَ فقد غَرَّر بنفسه أَي خاطَرَ بها وأُوبيَ الفَصِيلُ يُوبى إِيباءً وهو فَصِيلٌ مُوبىً إِذا سَنِقَ لامتلائه وأُوبيَ الفَصِيلُ عن لبن أُمه أَي اتَّخَم عنه لا يَرْضَعها وأَبيَ الفَصِيل أَبىً وأُبيَ سَنِقَ من اللَّبَن وأَخذه أُباءٌ أَبو عمرو الأَبيُّ الفاس من الإِبل
( * قوله « الأبي النفاس من الإبل » هكذا في الأصل بهذه الصورة ) والأَبيُّ المُمْتَنِعةُ من العَلَف لسَنَقها والمُمْتَنِعة من الفَحل لقلَّة هَدَمِها والأُباءُ داءٌ يأْخذ العَنْزَ والضَّأْنَ في رؤوسها من أَن تشُمَّ أَبوال الماعِزَةِ الجَبَليَّة وهي الأَرْوَى أَو تَشْرَبَها أَو تَطأَها فَترِمَ رُؤوسها ويأْخُذَها من ذلك صُداع ولا يَكاد يَبْرأُ قال أَبو حنيفة الأُباءُ عَرَض يَعْرِض للعُشْب من أَبوال الأَرْوَى فإِِذا رَعَته المَعَز خاصَّة قَتَلَها وكذلك إِن بالتْ في الماء فشرِبتْ منه المَعز هلَكت قال أَبو زيد يقال أَبيَ التَّيْسُ وهو يَأْبَى أَبىً مَنْقوص وتَيْس آبَى بَيّن الأَبَى إِذا شَمَّ بَوْلَ الأَرْوَى فمرض منه وعنز أَبْواءُ في تُيوس أُبْوٍ وأَعْنُزٍ أُبْوٍ وذلك أَن يَشُمَّ التَّيْس من المِعْزى الأَهليَّة بَوْلَ الأُرْوِيَّة في مَواطنها فيأْخذه من ذلك داء في رأْسه ونُفَّاخ فَيَرِم رَأْسه ويقتُله الدَّاء فلا يكاد يُقْدَر على أَكل لحمه من مَرارته وربَّما إِيبَتِ الضأْنُ من ذلك غير أَنه قَلَّما يكون ذلك في الضأْن وقال ابن أَحْمر لراعي غنم له أَصابها الأُباء فقلتُ لِكَنَّازٍ تَدَكَّلْ فإِنه أُبىً لا أَظنُّ الضأْنَ منه نَواجِيا فَما لَكِ من أَرْوَى تَعادَيْتِ بِالعَمََى ولاقَيْتِ كَلاَّباً مُطِلاًّ ورامِيا لا أَظنُّ الضأْن منه نَواجِيا أَي من شدَّته وذلك أَن الضَّأْن لا يضرُّها الأُباء أَن يَقْتُلَها تيس أَبٍ وآبَى وعَنْزٌ أَبِيةٌ وأَبْواء وقد أَبِيَ أَبىً أَبو زياد الكلابي والأَحمر قد أَخذ الغنم الأُبَى مقصور وهو أَن تشرَب أَبوال الأَرْوَى فيصيبها منه داء قال أَبو منصور قوله تشرَب أَبوال الأَرْوَى خطأ إِنما هو تَشُمّ كما قلنا قال وكذلك سمعت العرب أَبو الهيثم إِذا شَمَّت الماعِزة السُّهْلِيَّة بَوْلَ الماعِزة الجَبَلِيَّة وهي الأُرْوِيَّة أَخذها الصُّداع فلا تكاد تَبْرأُ فيقال قد أَبِيَتْ تَأْبَى أَبىً وفصيلٌ مُوبىً وهو الذي يَسْنَق حتى لا يَرْضَع والدَّقَى البَشَمُ من كثرة الرَّضْع
( * هكذا بياض في الأصل بمقدار كلمة ) أُخِذَ البعيرُ أَخَذاً وهو كهيئة الجُنون وكذلك الشاةُ تَأْخَذُ أَخَذاً والأَبَى من قولك أَخذه أُبىً إِذا أَبِيَ أَن يأْكل الطعام كذلك لا يَشتهي العَلَف ولا يَتَناولُه والأَباءَةُ البَرديَّة وقيل الأَجَمَة وقيل هي من الحَلْفاء خاصَّة قال ابن جني كان أَبو بكر يشتقُّ الأَباءَةَ من أَبَيْت وذلك أَن الأَجمة تَمْتَنع وتَأْبَى على سالِكها فأَصْلُها عنده أَبايَةٌ ثم عمل فيها ما عُمِل في عَبايََة وصلايَةٍ وعَظايةٍ حتى صِرْن عَباءةً وصَلاءةً في قول من همز ومن لم يهمز أَخرجهنَّ على أُصولهنَّ وهو القياس القوي قال أَبو الحسن وكما قيل لها أَجَمَة من قولهم أَجِم الطعامَ كَرِهَه والأَباءُ بالفتح والمدّ القَصَب ويقال هو أَجَمةُ الحَلْفاءِ والقَصَب خاصَّة قال كعب بن مالك الأَنصاريّ يوم حفر الخَنْدَق مَنْ سَرَّه ضَرْبٌ يُرَعْبِلُ بعضُه بعضاً كَمَعْمَعَةِ الأَباءِ المُحْرَقِ فَلْيأْتِ مأْسَدةً تُسَنُّ سُيوفُها بين المَذادِ وبين جَزْعِ الخَنْدَقِِ
( * قوله « تسن » كذا في الأصل والذي في معجم ياقوت تسل )
واحدته أَباءةٌ والأَباءةُ القِطْعة من القَصب وقَلِيبٌ لا يُؤْبَى عن ابن الأَعرابي أَي لا يُنْزَح ولا يقال يُوبى ابن السكيت يقال فلانٌ بَحْر لا يُؤْبَى وكذلك كَلأٌ لا يُؤْبَى أَي لا ينْقَطِع من كثرته وقال اللحياني ماءٌ مُؤْبٍ قليل وحكي عندنا ماء ما يُؤْبَى أَي ما يَقِلُّ وقال مرَّة ماء مُؤْبٍ ولم يفسِّره قال ابن سيده فلا أَدْرِي أَعَنَى به القليل أَم هو مُفْعَلٌ من قولك أَبَيْتُ الماء التهذيب ابن الأَعرابي يقال للماء إِذا انقطع ماء مُؤْبىً ويقال عنده دَراهِمُ لا تُؤْبَى أَي لا تَنْقَطع أَبو عمرو آبَى أَي نَقَص رواه عن المفضَّل وأَنشد وما جُنِّبَتْ خَيْلِي ولكِنْ وزَعْتُها تُسَرّ بها يوماً فآبَى قَتالُها قال نَقَص ورواه أَبو نصر عن الأَصمعي فأَبَّى قَتالُها والأَبُ أَصله أَبَوٌ بالتحريك لأَن جمعه آباءٌ مثل قَفاً وأَقفاء ورَحىً وأَرْحاء فالذاهب منه واوٌ لأَنك تقول في التثنية أَبَوانِ وبعض العرب يقول أَبانِ على النَّقْص وفي الإِضافة أَبَيْكَ وإِذا جمعت بالواو والنون قلت أَبُونَ وكذلك أَخُونَ وحَمُون وهَنُونَ قال الشاعر فلما تَعَرَّفْنَ أَصْواتَنا بَكَيْن وفَدَّيْنَنا بالأَبِينا قال وعلى هذا قرأَ بعضهم إلَه أَبيكَ إِبراهيمَ وإِسمعيلَ وإِسحَق يريدُ جمع أَبٍ أَي أَبِينَكَ فحذف النون للإِضافة قال ابن بري شاهد قولهم أَبانِ في تثنية أَبٍ قول تُكْتَمَ بنت الغَوْثِ باعَدَني عن شَتْمِكُمْ أَبانِ عن كُلِّ ما عَيْبٍ مُهَذَّبانِ وقال آخر فلِمْ أَذْمُمْكَ فَا حَمِرٍ لأَني رَأَيتُ أَبَيْكَ لمْ يَزِنا زِبالا وقالت الشَّنْباءُ بنت زيد بن عُمارةَ

الصفحة 15