كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

ريحاً من دُونِها بابٌ مُغْلَق لو فُتحَ ذلك الباب لأَذْرَتْ ما بين السماءِ والأَرْضِ وفي رواية لَذَرَّت الدُّنْيا وما فيها يقال ذَرَتْه الرِّيحُ وأَذْرَتْه تَذْرُوه وتُذْريه إِذا أَطارَتْه وفي الحديث أَن رَجُلاً قال لأَوْلادِهِ إِذا مُتُّ فأَحْرِقُوني ثم ذَرُّوني في الرِّيحِ ومنه حديث علي كرم الله وجهه يَذْرُو الرِّوايَةَ ذَرْوَ الريحِ الهَشِيمَ أَي يَسْرُدُ الرِّواية كما تَنْسِفُ الريحُ هَشِيمَ النَّبْتِ وأَنكر أَبو الهيثم أَذْرَتْه بمعنى طَيَّرَتْه قال وإِنما قيل أَذْرَيْت الشيءَ عن الشيء إِذا أَلقَيْتَه وقال امرؤ القيس فتُذْريكَ منْ أُخْرى القَطاةِ فتَزْلَقُ وقال ابن أَحمر يصف الريح لها مُنْخُلٌ تُذْري إِذا عَصَفَتْ بِهِ أَهابيَ سَفْسافٍ من التُّرْبِ تَوْأَمِ قال معناه تُسْقِطُ وتَطْرَح قال والمُنْخُل لا يرفَعُ شيئاً إِنما يُسْقِط ما دقَّ ويُمْسِك ما جَلَّ قال والقرآن وكلام العرب على هذا وفي التنزيل العزيز والذَّارِياتِ ذََرْواً يعني الرِّياحَ وقال في موضع آخر تَذْرُوه الرِّياحُ وريحٌ ذارِيَةٌ تَذْرُو التُّراب ومن هذا تَذْرِية الناس الحنطةَ وأَذْرَيْتُ الشيءَ إِذا أَلْقََيْتَه مثلَ إِلْقائِكَ الحَبَّ للزَّرْع ويقال للذي تُحْمَلُ به الحنطة لتُذَرَّى المِذْرى وذَرى الشيءُ أَي سَقَط وتَذْرِيَة الأَكْداسِ مَعْرُوفة ذَرَوْت الحِنْطة والحبَّ ونَحْوَه أَذْرُوها وذَرَّيْتُها تَذْرِيَة وذَرْواً منه نَقَّيْتها في الريح وقال ابن سيده في موضع آخر ذَرَيْتُ الحَبَّ ونحوه وذَرَّيْته أَطَرْته وأَذْهَبْته قال والواو لغة وهي أَعْلى وتَذَرَّت هي تَنَقَّت والذُّراوَةُ ما ذُرِيَ من الشيء والذُّراوَةُ ما سَقَطَ من الطَّعام عند التَّذَرِّي وخص اللحياني به الحِنْطة قال حُمَيْد بن ثوْر وعادَ خُبَّازٌ يُسَقِّيِه النَّدى ذُراوَةً تَنْسِجُهُ الْهُوج الدُّرُجْ والمِذْراة والمِذْرى خَشَبَةٌ ذات أَطْراف وهي الخشبة التي يُذَرَّى بها الطَّعامُ وتُنَقَّى بها الأَكْداس ُ ومنه ذرَّيْتُ تراب المعدن إِذا طَلَبْت منه الذَّهَب والذَّرى اسمُ ما ذَرَّيْته مثل النَّفَضِ اسم لما تَنْفُضُه قال رؤبة كالطَّحْن أَو أَذْرَتْ ذَرىً لم يُطْحَنِ يعني ذَرْوَ الريح دُقاقَ التُّراب وذَرَّى نَفَسَه سَرَّحه كما يُذَرَّى الشيءُ في الريح والدَّالُ أَعْلى وقد تقدم والذَّرى الكِنُّ والذَّرى ما كَنَّكَ من الريح البارِدَةِ من حائِطٍ أَو شجر يقال تَذَرَّى مِنَ الشّمال بذَرىً ويقال سَوُّوا للشَّوْل ذَرىً من البَرْدِ وهو أَن يُقْلَع الشجَر من العَرْفَجِ وغيره فيوضَع بعضُه فوقَ بعضٍ مما يلي مَهَبَّ الشمالِ يُحْظَر به على الإِبل في مأْواها ويقال فلان في ذَرى فلانٍ أَي في ظِلِّه ويقال اسْتَذْرِ بهذه الشجَرة أَي كنْ في دِفْئها وتَذَرَّى بالحائِط وغيرِه من البَرْدِ والرِّيحِ واسْتَذْرى كلاهما اكْتَنَّ وتَذَرَّتِ الإِبلُ واسْتَذْرَت أَحَسَّت البَرْدَ واسْتَتَر بعضُها ببعضٍ واسْتَتَرت بالعِضاهِ وذَرا فلانٌ يَذْرُو أَي مَرَّمَرّاً سريعاً وخص بعضهم به الظبي قال العجاج ذَارٍ إِذا لاقى العَزازَ أَحْصَفا وذَرا نابُه ذَرْواً انْكَسر حَدُّه وقيل سقط وذَرَوْتُه أَنا أَي طَيَّرته وأَذْهَبْته قال أَوْس إِذا مُقْرَمٌ مِنَّا ذَرا حَدُّ نابهِ تَخَمَّطَ فينا نابُ آخَرَ مُقْرَمِ قال ابن بري ذَرا في البيت بمعنى كَلَّ عند ابن الأَعرابي قال وقال الأَصمعي بمعنى وقَع فَذَرا في الوجهين غير مُتَعَدٍّ والذَّرِيَّةُ الناقة التي يُسْتَتَر بها عن الصيد عن ثعلب والدال أَعلى وقد تقدم واسْتَذْرَيْت بالشَّجَرة أَي استَظْلَلْت بها وصِرْتُ في دِفئِها الأَصمعي الذَّرى بالفتح كل ما استترت به يقال أَنا في ظِلِّ فلان وفي ذَراهُ أَي في كَنَفه وسِتْره ودِفْئِه واسْتَذْرَيْتُ بفلان أَي التَجَأْتُ إِليه وصِرْتُ في كَنَفه واسْتَذْرَتِ المِعْزَى أَي اشْتَهت الفَحْلَ مثل اسْتَدَرَّتْ والذَّرى ما انْصَبَّ من الدَّمْع وقد أَذْرَتِ العينُ الدّمْعَ تُذْريه إِذْراءً وذَرىً أَي صَبَّتْه والإِذْراءُ ضَرْبُك الشيءَ تَرْمي به تقول ضَرَبْتُه بالسيف فأَذْرَيْتُ رأْسَه وطَعَنته فأَذْرَيْتُه عن فَرَسه أَي صَرَعْته وأَلْقَيْته وأَذْرَى الشيءَ بالسيف إِذا ضَرَبه حتى يَصْرَعه والسيفُ يُذْرِي ضَرِيبَتَه أَي يَرْمِي بها وقد يوصَفُ به الرَّمْي من غير قَطْع وذَرَّاهُ بالرُّمْحِ قَلَعَه هذه عن كراع وأَذْرَتِ الدابَّة راكِبَها صَرَعَتْه وذِرْوَةُ كلِّ شَيءٍ وذُرْوَتُه أَعْلاهُ والجَمْع الذُّرَى بالضم وذِرْوة السَّنامِ والرأْسِ أَشْرَفُهُما وتَذَرَّيْت الذِّرْوة رَكِبْتُها وعَلَوْتها وتَذَرَّيْت فيهم تَزَوَّجْت في الذِّرْوة مِنْهُم أَبو زيد تَذَرَّيْت بَني فلانٍ وتَنَصَّيْتهم إِذا تَزَوَّجْت منهم في الذِّرْوة والناصية أَي في أَهل الشرف والعَلاء وتَذَرَّيت السَّنام عَلَوْته وفَرَعْته وفي حديث أَبي موسى أُتِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بإِبِلٍ غُرِّ الذُّرَى
( * قوله « بابل غرّ الذرى » هكذا في الأصل وعبارة النهاية أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنهب ابل فأمر لنا بخمس ذود غرّ الذرى أي بيض إلخ ) أَي بِيض الأَسْنِمَة

الصفحة 1500