كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

ومُدَّعَسٍ فيه الأَنِيضُ اخْتَفَيْتُه بِجَرْداءَ يَنْتابُ الثَّمِيلَ حِمارُها والإِناضُ بالكسر حَمْلُ النخل المُدْرِك وأَناضَ النخل ( ) قوله « وأناض النخل إلخ » في شرح القاموس ما نصه وذكر الجوهري هنا وأَناض النخل ينيض إناضة أي أينع وتبعه صاحب اللسان وهو غريب فإن أَناض مادته نوض يُنِيضُ إِناضةً أَي أَيْنَع ومنه قول لبيد يوم أَرزاق من تفضل عُمٌّ مُوسِقات وحُفَّلٌ أَبْكارُ فاخِراتٌ ضُرُوعُها في ذُراها وأَناضَ العَيْدانُ والجَبّارُ العُمُّ الطِّوالُ من النخل الواحدة عميمة والمُوسِقاتُ التي أَوْسَقَت أَي حملت أَوْسُقاً والحُفَّل جمع حافِلٍ وهي الكثيرة الحمل مشبهة بالناقة الحافل وهي التي امتلأَ ضرعها لَبَناً والأَبْكارُ التي يتعجَّل إِدراك ثمرها في أَول النخل مأْخوذ من الباكُورة من الفاكهة وهي التي تتقدَّم كل شيء والفاخراتُ اللاتي يَعْظُم حَملُها والشاة الفخور التي عظم ضرعها والجَبّار من النخل الذي فاتَ اليَدَ والعَيْدانُ فاعل بأَناضَ والجبّار معطوف عليه ومعنى أَناضَ بلغَ إِناه ومنتهاه ويروى وإِناضُ العَيْدان ومعناه وبالِغُ العَيْدانِ والجبار معطوف على قوله وإِناضَ
( أنف ) الأَنْفُ المَنْخَرُ معروف والجمع آنُفُ وآنافٌ وأُنُوفٌ أَنشد ابن الأَعرابي بِيضُ الوُجُوهِ كَريمةٌ أَحْسابُهُمْ في كلِّ نائِبَةٍ عِزازُ الآنُفِ وقال الأَعشى إذا رَوَّحَ الرَاعي اللِّقاحَ مُعَزِّباً وأَمْسَتْ على آنافِها غَبَراتُها وقال حسان بن ثابت بِيضُ الوُجُوهِ كَرِيمةٌ أَحْسابُهُم شُمُّ الأَنُوفِ من الطِّرازِ الأَوَّلِ والعرب تسمي الأَنْفَ أَنْفين قال ابن أَحمر يَسُوفُ بأَنْفَيْهِ النِّقاعَ كأَنه عن الرَّوْضِ من فَرْطِ النَّشاطِ كَعِيمُ الجوهري الأَنْفُ للإنسان وغيره وفي حديث سَبْقِ الحَدَثِ في الصلاة فليَأْخُذْ بأَنفِه ويَخْرُجْ قال ابن الأَثير إنما أَمَره بذلك ليُوهِمَ المُصَلِّين أَن به رُعافاً قال وهو نوع من الأَدب في سَتْرِ العَوْرَة وإخْفاء القَبيحِ والكنايةِ بالأَحْسَن عن الأَقْبح قال ولا يدخل في باب الكذب والرياء وإنما هو من باب التَّجَمُّل والحَياء وطلَبِ السلامة من الناس وأَنَفَه يَأْنُفُه ويأْنِفُه أَنْفاً أَصابَ أَنْفَه ورجل أُنافيٌّ عَظِيم الأَنْفِ وعُضادِيٌّ عظيم العَضُد وأُذانيٌّ عظيم الأُذن والأنُوفُ المرأَةُ الطَّيِّبَةُ رِيحِ الأَنْفِ ابن سيده امرأَة أَنُوفٌ طيبة رِيحِ الأَنف وقال ابن الأَعرابي هي التي يُعْجِبُك شَمُّك لها قال وقيل لأَعرابي تَزَوَّج امرأَة كيف رأَيتها ؟ فقال وجَدْتها رَصُوفاً رَشْوفاً أَنُوفاً وكل ذلك مذكور في موضعه وبعير مأَْنُوفٌ يُساقُ بأَنْفِه فهو أَنِفٌ وأَنِفَ البعير شكا أَنْفَه من البُرة وفي الحديث إن المؤمن كالبعير الأَنِفِ والآنِف أَي أَنه لا يَرِيمُ التَّشَكِّي
( * قوله « لا يريم التشكي » أي يديم التشكي مما به إلى مولاه لا إلى سواه ) وفي رواية المُسْلِمون هَيِّنُون لَيِّنُون كالجمل الأَنِفِ أَي المأْنُوفِ إن قِيدَ انْقادَ وإن أُنِيخَ على صَخْرةٍ اسْتَناخَ والبعير أَنِفٌ مثل تَعِبَ فهو تَعِبٌ وقيل الأَنِفُ الذي عَقَره الخِطامُ وإن كان من خِشاشٍ أَو بُرةٍ أَو خِزامةٍ في أَنفه فمعناه أَنه ليس يمتنع على قائده في شيء للوجع فهو ذَلُولٌ منقاد وكان الأَصل في هذا أَن يقال مأْنُوف لأَنه مَفْعول به كما يقال مصدورٌ وأَنَفَه جعله يَشْتَكي أَنْفَه وأَضاعَ مَطْلَبَ أَنْفِه أَي الرَّحِمَ التي خرج منها عن ثعلب وأَنشد وإذا الكَرِيمُ أَضاعَ مَوْضِع أَنْفِه أَو عِرْضَه بِكَرِيهَةٍ لم يَغْضَبِ وبعير مأْنُوفٌ كما يقال مَبطونٌ ومَصْدورٌ ومَفْؤُودٌ للذي يَشْتَكي بطنَه أَو صَدْرَه أَو فُؤَادَه وجميع ما في الجسد على هذا ولكن هذا الحرف جاء شاذًّا عنهم وقال بعضهم الجملُ الأَنِفُ الذَّلُولُ وقال أَبو سعيد الجمل الأَنِف الذّليل المؤاتي الذي يأْنَفُ من الزَّجْر ومن الضرب ويُعطي ما عنده من السير عَفْواً سَهْلاً كذلك المؤمن لا يحتاج إلى زجر ولا عِتاب وما لزمه من حقّ صبرَ عليه وقام به وأَنَفْتُ الرجل ضربت أَنْفَه وآنَفْتُه أَنا إينافاً إذا جعلته يشتكي أَنْفَه وأَنَفَه الماءُ إذا بلغ أَنْفَه زاد الجوهري وذلك إذا نزل في النهر وقال بعض الكِلابِيِّينَ أَنِفَتِ الإبلُ إذا وقَع الذُّبابُ على أُنُوفِها وطَلَبَتْ أَماكِنَ لم تكن تَطْلُبها قبل ذلك وهو الأَنَفُ والأَنَفُ يُؤْذِيها بالنهار وقال مَعْقِل بن رَيْحانَ وقَرَّبُوا كلَّ مَهْرِيٍّ ودَوْسَرَةٍ كالفَحْلِ يَقْدَعُها التَّفْقِيرُ والأَنَفُ والتَّأْنِيفُ تَحْدِيدُ طرَفِ الشيء وأَنْفا القَوْس الحَدَّانِ اللذان في بَواطِن السِّيَتَيْن وأَنْف النعْلِ أَسَلَتُها وأَنْفُ كلِّ شيء طرَفُه وأَوَّله وأَنشد ابن بري للحطيئة ويَحْرُمُ سِرُّ جارَتِهِمْ عليهمْ ويأْكلُ جارُهُمْ أَنْفَ القِصاعِ قال ابن سيده ويكون في الأَزْمِنَةِ واستعمله أَبو خراش في اللِّحْيَةِ فقال تُخاصِمُ قَوْماً لا تَلَقَّى جوابَهُمْ وقد أَخَذَتْ من أَنْفِ لِحْيَتِكَ اليَدُ سمى مُقَدَّمَها أَنْفاً يقول فطالتْ لِحْيَتُكَ حتى قبضْتَ عليها ولا عَقْلَ لك مَثَلٌ وأَنْفُ النَّابِ طَرَفُه حين يطْلُعُ وأَنْفُ النَّابِ حَرْفُه وطَرَفُه حين يطلع وأَنْفُ البَرْدِ أَشَدُّه وجاءَ يَعْدُو وأَنْفَ الشَّدِّ والعَدْوِ أَي أَشدَّه يقال هذا أَنْفُ الشدّ وهو أَوّلُ العَدْوِ وأَنْفُ البردِ أَوّله وأَشدُّه وأَنْف المطر أَوّل ما أَنبت قال امرؤ القيس قد غَدا يَحْمِلُني في أَنْفِه لاحِقُ الأَيْطَلِ مَحْبُوكٌ مُمَرّ

الصفحة 151