كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

ومَذَمَّتهم لغةٌ والبُخل مَذَمَّةٌ بالفتح لا غير أَي مما يُذَمُّ عليه وهو خلاف المَحْمَدَةِ والذِّمامُ والمَذَمَّةُ الحق والحُرْمة والجمع أَذِمَّةٌ والذِّمَّة العهد والكَفالةُ وجمعها ذِمامٌ وفلان له ذِمَّة أَي حق وفي حديث عليّ كرم الله وجهه ذِمَّتي رَهِينُه وأَنا به زعيم أَي ضماني وعهدي رَهْنٌ في الوفاء به والذِّمامُ والذِّمامةُ الحُرْمَةُ قال الأَخطل فلا تَنْشُدُونا من أَخيكم ذِمامةً ويُسْلِم أَصْداءَ العَوِير كَفِيلُها والذِّمامُ كل حرمة تَلْزمك إِذا ضَيَّعْتَها المَذَمَّةُ ومن ذلك يسمى أَهلُ العهد أَهلَ الذِّمَّةِ وهم الذين يؤدون الجزية من المشركين كلهم ورجل ذِمِّيٌّ معناه رجل له عهد والذِّمَّةُ العهد منسوب إِلى الذِّمَّةِ قال الجوهري الذِّمَّةُ أَهل العقد قال وقال أَبو عبيدة الذِّمّةُ الأَمان في قوله عليه السلام ويسعمى بذِمَّتِهِمْ أَدناهم وقوم ذِمَّةٌ مُعاهدون أَي ذوو ذِمَّةٍ وهو الذِّمُّ قال أُسامة الهذليّ يُغَرِّدُ بالأَسْحار في كلِّ سُدْفَةٍ تَغَرُّدَ مَيَّاحِ النَّدَى المُتَطَرِّب
( * هكذا ورد هذا البيت في الأصل وليس فيه أيّ شاهد على شيء مما تقدم من الكلام )
وأَذَمَّ له عليه أَخَذَ له الذِّمَّة والذَّمامَةُ والذَّمامة الحق كالذِّمّة قال ذو الرمة تكُنْ عَوْجةً يَجزِيكما الله عندها بها الأجْرَ أَو تُقضى ذِمامةُ صاحب ذِمامة حُرْمَةٌ وحق وفي الحديث ذكر الذِّمَّة والذِّمامِ وهما بمعنى العَهْد والأَمانِ والضَّمانِ والحُرْمَةِ والحق وسُمِّيَ أَهل الذِّمَّةِ ذِمَّةً لدخولهم في عهد المسلمين وأَمانهم وفي الحديث في دعاء المسافر اقْلِبْنا بذِمَّةٍ أَي ارْدُدْنا إِلى أَهلنا آمنين ومنه الحديث فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّة أَي أَن لكل أَحد من الله عهداً بالحفظ والكِلايَةِ فإِذا أَلْقى بيده إِلى التَّهْلُكَةِ أَو فعل ما حُرِّمَ عليه أَو خالف ما أُمِرَ به خَذَلَتْهُذِمَّةُ الله تعالى أَبو عبيدة الذِّمَّةُ التَّذَمُّمُ ممن لا عهد له وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم المسلمون تَتَكافأُ دماؤهم ويسعى بذِمَّتهم أَدناهم قال أَبو عبيدة الذِّمَّةُ الأَمان ههنا يقول إِذا أَعْطى الرجلُ من الجيش العدوّ أَماناً جاز ذلك على جميع المسلمين ولي لهم أَن يُخْفِروه ولا أَن يَنْقُضوا عليه عهده كما أَجاز عمر رضي الله عنه أَمان عبدٍ على أَهل العسكر جميعهم قال ومنه قول سَلْمان ذِمَّةُ المسلمين واحدة فالذِّمَّةُ هي الأَمان ولهذا سمي المُعاهَدُ ذِمِّيّاً لأَنه أُعْطيَ الأَمان على ذِمَّةِ الجِزْيَة التي تؤخذ منه وفي التنزيل العزيز لا يَرْقبُون في مؤْمن إِلاًّ ولا ذِمَّةً قال الذِّمَّةُ العهد والإِلّ الحِلْف عن قتادة وأَخذتني منه ذِمامٌ ومَذَمَّةٌ وللرفيق على الرفيق ذِمامٌ أَي حق وأَذَمَّهُ أَي أَجاره وفي حديث سلمان قيل له ما يَحِلُّ من ذِمَّتِنا ؟ أَراد من أَهل ذِمَّتِنا فحذف المضاف وفي الحديث لا تشتروا رَقيق أَهل الذمَّة وأَرَضِيهِمْ قال ابن الأَثير المعنى أَنهم إِذا كان لهم مَماليكُ وأَرَضُونَ وحالٌ حسنة ظاهرة كان أَكثر لجِزْيتهم وهذا على مذهب من يَرَى أَن الجِزْية على قدر الحال وقيل في شراء أَرَضِيهْم إِنه كرهه لأَجل الخَراج الذي يلزم الأَرض لئلا يكون على المسلم إِذا اشتراها فيكون ذلاًّ وصَغاراً التهذيب والمُذِمُّ المَذْموم الذَّمِيمُ وفي حديث يونس أَن الحوت قاءَهُ رَذِيّاً رَذِيّاً أَي مَذْموماً شِبْهَ الهالك ابن الأَعرابي ذَمْذَمَ الرجل إِذا قَلَّلَ عطيته وذُمَّ الرجلُ هُجِيَ وذُمَّ نُقِص وفي الحديث أُرِيَ عبدُ المُطَّلب في منامه احْفِرْ زمزم لا يُنْزَفُ ولا يُذمُّ قال أَبو بكر فيه ثلاثة أَقوال أَحدها لا يعاب من قولك ذَمَمْتُهُ إِذا عِبْتَه والثاني لا تُلْفَى مَذْمومة يقال أَذْمَمْتُه إِذا وجدته مَذْموماً والثالث لا يوجد ماؤها قليلاً ناقصاً من قولك بئر ذَمَّة إِذا كانت قليلة الماء وفي الحديث سأَل النبيَّ
( * قوله « سأل النبي إلخ » السائل للنبي هو الحجاج كما في التهذيب ) صلى الله عليه وسلم عما يُذهبُ عنه مَذَمَّةَ الرضاع فقال غُرَّة عبد أَو أَمَة أَراد بمَذَمَّةِ الرضاع ذِمامَ المرضعة برضاعها وقال ابن السكيت قال يونس يقولون أَخذَتني منه مَذِمَّةٌ ومَذَمَّةٌ ويقال أَذهِبْ عنك مَذَمَّةَ الرضاع بشيء تعطيه للظِّئْر وهي الذِّمامُ الذي لزمك بإِرضاعها ولدك وقال ابن الأَثير في تفسير الحديث المَذَمَّةُ بالفتح مَفْعَلة من الذَّمِّ وبالكسر من الذِّمَّةِ والذِّمامِ وقيل هي بالكسر والفتح الحقُّ والحرمة التي يُذَمُّ مُضَيِّعُها والمراد بمَذَمَّة الرضاع الحق اللازم بسبب الرضاع فكأَنه سأَل ما يُسْقِطُ عني حق المُرضعة حتى أَكون قد أَديته كاملاً ؟ وكانوا يستحبون أَن يَهَبُوا للمرضِعة عند فصال الصبي شيئاً سوى أُجرتها وفي الحديث خِلال المَكارم كذا وكذا والتَّذَمُّمُ للصاحب هو أَن يحفظ ذِمامَهُ ويَطرح عن نفسه ذَمَّ الناس له إِن لم يحفظه وفي حديث موسى والخَضِر عليهما السلام أَخَذَتْهُ من صاحبه ذَمامَةٌ أَي حياء وإِشفاق من الذَّمِّ واللوم وفي حديث ابن صَيّادٍ فأَصابتني منه ذَمامَةٌ

الصفحة 1517