كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

وأَخذتني منه مَذَمَّة ومَذِمَّة أَي رِقَّةٌ وعار من تلك الحُرْمة والذَّمِيمُ شيء كالبَثْرِ الأَسود أَو الأَحمر شُبِّهَ ببيض النمل يعلو الوجوه والأُنوف من حَرٍّ أَو جَرَب قال وترى الذَّمِيم على مَراسِنِهم غِبَّ الهِياجِ كمازِنِ النملِ والواحدة ذَمِيمةٌ والذَّمِيم ما يسيل على أَفخاذ الإِبل والغنم وضُرُوعها من أَلبانها والذَّمِيمُ النَّدى وقيل هو نَدىً يسقط بالليل على الشجر فيصيبه التراب فيصير كقِطَعِ الطين وفي حديث الشُّؤْم والطِّيَرَةِ ذَرُوها ذَمِيمةً أَي مَذْمومةً فَعِيلةٌ بمعنى مفعولةٍ وإِنما أَمرهم بالتحول عنها إِبطالاً لما وقع في نفوسهم من أَن المكروه إِنما أَصابهم بسبب سُكْنى الدار فإِذا تحولوا عنها انقطعت مادة ذلك الوهم وزال ما خامرهم من الشبهة والذَّمِيمُ البياض الذي يكون على أَنف الجدْي عن كراع قال ابن سيده فأَما قوله أَنشدَناه أَبو العلاء لأَبي زُبَيْدٍ تَرى لأَخْفافِها من خَلْفِها نَسَلاً مثل الذَّمِيمِ على قُزْمِ اليَعامِيرِ فقد يكون البياضَ الذي على أَنف الجَدْي فأَما أَحمد بن يحيى فذهب إِلى أَن الذَّمِيمَ ما يَنْتَضحُ على الضروع من الأَلبان واليَعاميرُ عنده الجِداء واحدها يَعْمور وقُزْمُها صِغارُها والذَّمِيمُ ما يسيل على أُنوفها من اللبن وأَما ابن دُرَيْدٍ فذهب إِلى أَن الذَّمِيم ههنا النَّدى واليعامير ضرب من الشجر ابن الأَعرابي الذَّمِيمُ والذَّنينُ ما يسيل من الأَنف والذَّمِيمُ المُخاط والبول الذي يَذِمُّ ويَذِنُّ من قَضيب التَّيْسِ وكذلك اللبن من أَخلاف الشاة وأَنشد بيت أَبي زبيد والذَّمِيمُ أَيضاً شيء يخرج من مَسامِّ المارِنِ كبيض النمل وقال الحادِرَةُ وترى الذَّمِيمَ على مَراسِنِهم يوم الهياج كمازِنِ النَّمل ورواه ابن دريد كمازن الجَثْلِ قال والجَثْلُ ضرب من النمل كبار وروي وترى الذَّميم على مَناخرهم قال والذَّميم الذي يخرج على الأَنف من القَشَفِ وقد ذَمَّ أَنفُه وذَنَّ وماء ذَميم أَي مكروه وأَنشد ابن الأعرابي للمَرَّارِ مُواشِكة تَسْتَعْجِلُ الرُّكْضَ تَبْتَغي نَضائِضَ طَرْقٍ ماؤُهُنَّ ذَمِيمُ قوله مواشِكة مسرعة يعني القَطا ورَكْضُها ضربها بجناحها والنَّضائض بقية الماء الواحدة نَضِيضة والطَّرْقُ المَطْروق
( ذمه ) ذَمِهَ الرجلُ ذَمَهاً أَلِمَ دِماغُه من حَرٍّ وربما قالوا ذَمَهَتْه الشمس إذا آلَمَتْ دماغه وذَمِهَ يومُنا ذَمَهاً وذَمَهَ اشتدّ حَرُّه
( ذمي ) الذِّماءُ الحركة وقد ذَمِيَ والذِّماءُ ممدودٌ بقيَّةُ النَّفْسِ وقال أَبو ذؤَيب فأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ فهارِبٌ بِذَمائِه أَو بارِكٌ مُتَجَعْجِعُ والذَّماءُ ممدودٌ بقِيَّةُ الروحِ في المَذْبوح وقيل الذَّمَاءُ قوّةُ القلْبِ وأَنشد ثعلب وقاتِلَتي بَعْدَ الذَّمَاءِ وعائِدٌ عَلَيَّ خَيالٌ مِنكِ مُذْ أَنَا يافعُ وقد ذَمِيَ
( * قوله « وقد ذمي إلخ » ضبط في القاموس كرضي وفي الصحاح كرمى ومثله في التهذيب ) المَذْبوحُ يَذْمَى ذَماً إذا تَحَرَّك والذَّماءُ الحَرَكَة قال شمر ويقال الضَّبُّ أَطولُ شيءٍ ذَماءً الأَصمعي ذَمَى العلِيلُ يَذْمِي ذَمْيا إِذا أَخذه النَّزْع فطال عليه عَلَزُ الموت فيقال ما أَطولَ ذَمَاءَهُ والذامِي والمَذْمَاةُ كلاهما الرَّمِيَّةُ تُصابُ فيَسُوقُها صاحِبُها فتَنْساقُ معه وقد أَذْمَى الرَّامِي رَمِيَّتَه إذا لم يُصِب المَقْتَل فيُعَجِّلَ قَتْلَه قال أُسامة الهذلي أَنَابَ وقد أَمْسَى على الماءِ قَبْلَه أُقَيْدِرُ لا يُذْمِي الرَّمِيَّةَ راصِدُ أَناب يعني الحمارَ أَتى الماءَ وقال آخر وأَفْلَتَ زيدُ الخَيْلِ منَّا بِطَعْنَةٍ وقد كانَ أَذْماهُ فَتًى غَيْرُ قُعْدُدِ وذَمَتْه الريحُ تَذْمِيهِ ذَمْياً قَتَلَتْه وذَمَى الرجلُ ذَماءً ممدودٌ طالَ مرضُه واسْتَذْمَيْت ما عندَ فُلانٍ إِذا تَتَبَّعْته وأَخَذْته يقال خُذْ من فلانٍ ما ذَمَا لك أَي اوْتَفَعَ لك واسْتَذْمَى الشيءَ طَلَبه وذَمَى لي منه شيءٌ تَهَيَّأَ والذَّمَى الرائِحَة المُنْتِنَة مقصورةٌ تُكْتَب بالياء وذَمَتْه رِيحُ الجِيفَةِ تَذْمِيهِ ذَمْياً إِذا أَخَذَتْ بنَفَسِه قال خِدَاشُ بنُ زُهيرٍ سَيُخْبِرُ أَهل وَجٍّ مَنْ كَتَمْتُمْ وتَذْمِي مَنْ أَلَمَّ بها القُبُورُ هذا من ذَمَاه ريحُ الجيفةِ إذا أَخَذَتْ بنَفَسِه الجوهري وذَمَتْني ريحُ كذا أَي آذَتْني وأَنشد أَبو عمرو لَيْسَتْ بعَصْلاءَ تَذْمِي الكَلْبَ نَكْهَتَها ولا بعَنْدَلَةٍ يَصْطَكُّ ثَدْياها قال ابن بري ومثله قول الآخر يا بِئْرَ بَيْنُونَةَ لا تَذْمِينَا جِئْتِ بأَرْواحِ المُصَفَّرِينَا
يعني المَوْتَى وذَمَتْني الريحُ آذَتْني عن أَبي حنيفة وأَنشد إذا ما ذَمَتْنِي رِيحُها حينَ أَقْبَلَتْ فَكِدت لِمَا لاقَيْتُ من ذاك أَصْعَقُ قال وذَمَى الحَبَشِيُّ في أَنْفِ الرجلِ بصُنَانِه يَذْمِي ذَمْياً إذا آذاهُ بذلك وذمَتْ في أَنْفِهِ الريحُ إذا طارتْ إلى رأْسِه وقال البَعِيث

الصفحة 1518