كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)
إذا البيضُ سافَتْه ذَمَى في أُنُوفِها صُنانٌ ورِيحٌ من رُغاوَة مُخْشِمِ قوله ذمَى أَي بَقِيَ في أُنوفِها ومُخْشِمٌ مُنْتِنٌ ويقال ضَرَبَه ضَرْبة فأَذْماهُ إذا أَوْقَذَه وتَرَكه برَمَقِه والذَّمَيانُ السُّرعة وقد ذَمَى يَذْمِي إذا أَسرع وحكى بعضهم ذَمِيَ يَذْمَى قال ابن سيده ولَسْتُ منها على ثِقَةٍ غيره والذَّماءُ ضَرْبٌ من المَشْيِ أَو السَّيْرِ يقال ذَمَى يَذْمِي ذَماءً ممدود والذَّمَيانُ الإسْراع
( ذنب ) الذَّنْبُ الإِثْمُ والجُرْمُ والمعصية والجمعُ ذُنوبٌ وذُنُوباتٌ جمعُ الجمع وقد أَذْنَب الرَّجُل وقوله عزّ وجلّ في مناجاةِ موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام ولهم علَيَّ ذَنْبٌ عَنَى بالذَّنْبِ قَتْلَ الرَّجُلِ الذي وَكَزَه موسى عليه السلام فقضَى عليه وكان ذلك الرجلُ من آلِ فرعونَ والذَّنَبُ معروف والجمع أَذْنابٌ وذَنَبُ الفَرَسِ نَجْمٌ على شَكْلِ ذَنَبِ الفَرَسِ وذَنَبُ الثَّعْلَبِ نِبْتَةٌ على شكلِ ذَنَبِ الثَّعْلَبِ والذُّنابَى الذَّنَبُ قال الشاعر جَمُوم الشَّدِّ شائلة الذُّنابَى الصحاح الذُّنابَى ذنبُ الطَّائر وقيل الذُّنابَى مَنْبِتُ الذَّنَبِ وذُنابَى الطَّائرِ ذَنَبُه وهي أَكثر من الذَّنَب والذُّنُبَّى والذِّنِبَّى الذَّنَب عن الهَجَري وأَنشد
يُبَشِّرُني بالبَيْنِ مِنْ أُمِّ سالِمٍ ... أَحَمُّ الذُّنُبَّى خُطَّ بالنِّقْسِ حاجِبُهْ
ويُروى الذِّنِبَّى وذَنَبُ الفَرَس والعَيْرِ وذُناباهما وذَنَبٌ فيهما أَكثرُ من ذُنابَى وفي جَناحِ الطَّائِرِ أَربعُ ذُنابَى بعدَ الخَوافِي الفرَّاءُ يقال ذَنَبُ الفَرَسِ وذُنابَى الطَّائِرِ وذُنابَة الوَادي ومِذْنَبُ النهْرِ ومِذْنَبُ القِدْرِ وجمعُ ذُنابَة الوادي ذَنائِبُ كأَنَّ الذُّنابَة جمع ذَنَبِ الوادي وذِنابَهُ وذِنابَتَه مثلُ جملٍ وجمالٍ وجِمَالَةٍ ثم جِمالات جمعُ الجمع ومنه قوله تعالى جِمالاتٌ صفر أَبو عبيدة فَرسٌ مُذانِبٌ وقد ذانَبَتْ إِذا وَقَعَ ولدُها في القُحْقُح ودَنَا خُرُوج السِّقْيِ وارتَفَع عَجْبُ الذَّنَبِ وعَلِقَ به فلم يحْدُروه والعرب تقول رَكِبَ فلانٌ ذَنَبَ الرِّيحِ إِذا سَبَق فلم يُدْرَكْ وإِذا رَضِيَ بحَظٍّ ناقِصٍ قيلَ رَكِبَ ذَنَب البَعير واتَّبَعَ ذَنَب أَمْرٍ مُدْبِرٍ يتحسَّرُ على ما فاته وذَنَبُ الرجل أَتْباعُه وأَذنابُ الناسِ وذَنَبَاتُهم أَتباعُهُم وسِفْلَتُهُم دون الرُّؤَساءِ على المَثَلِ قال
وتَساقَطَ التَّنْواط والذَّ ... نَبات إِذ جُهِدَ الفِضاح
ويقال جاءَ فلانٌ بذَنَبِه أَي بأَتْباعِهِ وقال الحطيئة يمدَحُ قوماً
قومٌ همُ الرَّأْسُ والأَذْنابُ غَيْرُهُمُ ... ومَنْ يُسَوِّي بأَنْفِ النَّاقَةِ الذَّنَبا ؟
وهؤُلاء قومٌ من بني سعدِ بن زيدِ مَناةَ يُعْرَفُون ببَني أَنْفِ النَّاقَةِ لقول الحُطَيْئَةِ هذا وهمْ يَفْتَخِرُون به ورُوِيَ عن عليٍّ كرّم اللّه وجهه أَنه ذَكَرَ فِتْنَةً في آخِرِ الزَّمان قال فإِذا كان ذلك ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ بِذَنَبِهِ فتَجْتَمِعُ الناسُ أَراد أَنه يَضْرِبُ أَي يسِيرُ في الأَرض ذاهباً بأَتباعِهِ الذين يَرَوْنَ رَأْيَه ولم يُعَرِّجْ على الفِتْنَةِ والأَذْنابُ الأَتْباعُ جمعُ ذَنَبٍ كأَنهم في مُقابِلِ الرُّؤُوسِ وهم المقَدَّمون والذُّنابَى الأَتْباعُ وأَذْنابُ الأُمورِ مآخيرُها على المَثَلِ أَيضاً والذَّانِبُ التَّابِعُ للشيءِ على أَثَرِهِ يقال هو يَذْنِبُه أَي يَتْبَعُهُ قال الكلابي وجاءَتِ الخيلُ جَمِيعاً تَذْنِبُهْ [ ص 390 ] وأَذنابُ الخيلِ عُشْبَةٌ تُحْمَدُ عُصارَتُها على التَّشْبِيهِ وذَنَبَه يَذْنُبُه ويَذنِبُه واسْتَذْنَبَه تلا ذَنَبَه فلم يفارقْ أَثَرَه والمُسْتَذْنِبُ الذي يكون عند أَذنابِ الإِبِلِ لا يفارق أَثَرَها قال مِثْل الأَجيرِ اسْتَذْنَبَ الرَّواحِلا ( 1 )
( 1 قوله « مثل الأجير إلخ » قال الصاغاني في التكملة هو تصحيف والرواية « شل الأجير » ويروى شدّ بالدال والشل الطرد والرجز لرؤبة اه وكذلك أنشده صاحب المحكم )
والذَّنُوبُ الفَرسُ الوافِرُ الذَّنَبِ والطَّويلُ الذَّنَبِ وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما كان فرْعَونُ على فرَسٍ ذنُوبٍ أَي وافِر شَعْرِ الذَّنَبِ ويومٌ ذَنُوبٌ طويلُ الذَّنَبِ لا يَنْقَضي يعني طول شَرِّه وقال غيرُه يومٌ ذَنُوبٌ طويل الشَّر لا ينقضي كأَنه طويل الذَّنَبِ ورجل وَقَّاحُ الذَّنَب صَبُورٌ على الرُّكُوب وقولهم عُقَيْلٌ طَويلَةُ الذَّنَبِ لم يفسره ابن الأَعرابي قال ابن سيده وعِنْدي أَنَّ معناه أَنها كثيرة رُكُوبِ الخيل وحديثٌ طويلُ الذَّنَبِ لا يَكادُ يَنْقَضِي على المَثَلِ أَيضاً ابن الأَعرابي المِذْنَبُ الذَّنَبُ الطَّويلُ والمُذَنِّبُ الضَّبُّ والذِّنابُ خَيْطٌ يُشَدُّ به ذَنَبُ البعيرِ إِلى حَقَبِه لئَلاَّ يَخْطِرَ بِذَنَبِه فَيَمْلأَ راكبَه وذَنَبُ كلِّ شيءٍ آخرُه وجمعه ذِنابٌ والذِّنابُ بكسر الذال عَقِبُ كلِّ شيءٍ وذِنابُ كلِّ شيءٍ عَقِبُه ومؤَخَّره بكسر الذال قال
ونأْخُذُ بعدَه بذِنابِ عَيْشٍ ... أَجَبِّ الظَّهْرِ ليسَ له سَنامُ
وقال الكلابي في طَلَبِ جَمَلِهِ اللهم
الصفحة 1519