كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

والذُّناني شبه المخاط يقع من أُنوف الإِبل وقال كراع إنما هو الذُّناني وقال قوم لا يوثق بهم إنما هو الزُّناني والذَّنَنُ سَيَلان العين والذَّنَّاء المرأَة لا ينقطع حيضها وامرأَة ذَنَّاء من ذلك وأَصل الذَّنين في الأَنف إذا سال ومنه قول المرأَة للحجاج تَشْفَع له في أَن يُعْفَى ابنها من الغزو إنني أَنا الذَّنَّاءُ أَو الضَّهْياءُ والذَّنينُ ماء الفحل والحمار والرجل قال الشماخ يصف عَيراً وأُتُنَه تُواثِل من مِصَكٍّ أَنْصَبَتْهُ حَوالِبُ أَسْهَرَتْهُ بالذَّنِينِ هكذا رواه أبو عبيد ويروى حوالبُ أَسْهَرَيهِ وهذا البيت أَورده الجوهري مستشهداً به على الذَّنِين المخاط يسيلُ من الأَنف وقال الأَسهَران عِرْقانِ قال ابن بري وتُوائِلُ أَي تَنْجُو أَي تَعْدُو هذه الأَتانُ الحاملُ هَرَباً من حمار شديد مُغْتَلِم لأَن الحامل تمنع الفحل وحَوالِبُ ما يَتَحَلَّبُ إلى ذكره من المني والأَسْهَرانِ عرقان يجري فيهما ماء الفحل ويقال هما الأَبْلَدُ والأَبْلجُ وذَنَّ يَذِنُّ ذَنِيناً إذا سال الأَصمعي هو يَذِنُّ في مشيته ذَنيناً إذا كان يمشي مِشْيَة ضعيفة وأَنشد لابن أَحمر وإنَّ الموتَ أَدْنَى من خَيالٍ ودُونَ العَيْشِ تَهْواداً ذَنِينا أَي لم يَرفُقْ بنفسه والذُّنانةُ بقية الشيء الهالك الضعيف وإن فلاناً ليَذِنّ إذا كان ضعيفاً هالكاً هَرَماً أَو مَرَضاً وفلان يُذانّ فلاناً على حاجة يطلبها منه أَي يطلب إليه ويسأَله إياها والذُّنانة بالنون والضم بقية الدَّيْن أَو العِدَةِ لأَن الذُّبانةَ بالباء بقية شيءٍ صحيح والذُّنانةُ بالنون لا تكون إلا بقية شيء ضعيف هالك يَذِنُّها شيئاً بعد شيء وقال أَبو حنيفة في الطعام ذُنَيْناء ممدود ولم يفسره إلا أَنه عَدَله بالمُرَيْراء وهو ما يخرج من الطعام فيرمى به والذُّنْذُنُ لغة في الذُّلْذُلِ وهو أَسفل القميص الطويل وقيل نونها بدل من لامها وذَناذِنُ القميص أَسافِلُه مثل ذَلاذِله واحدها ذُنْذُن وذُلْذُل رواه عن أَبي عمرو وذكر في هذا المكان في الثنائي المضاعف الذَّآنِين نبت واحدها ذُؤْنُونٌ وأَنشد ابن الأَعرابي كلّ الطعامِ يأْكلُ الطائِيُّونا الحَمَصِيصَ الرّعطْبَ والذَّآنِينا قال ومنهم من لا يهمز فيقول ذُونُون وذَوانين للجمع
( ذهب ) الذَّهابُ السَّيرُ والمُرُورُ ذَهَبَ يَذْهَبُ ذَهاباً وذُهوباً فهو ذاهِبٌ وذَهُوبٌ والمَذْهَبُ مصدر كالذَّهابِ وذَهَبَ به وأَذهَبَه غيره أَزالَه ويقال أَذْهَبَ [ ص 394 ] به قال أَبو إِسحق وهو قليل فأَمَّا قراءة بعضهم يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يُذْهِبُ بالأَبْصار فنادِرٌ وقالوا ذَهَبْتُ الشَّامَ فعَدَّوْهُ بغيرِ حرفٍ وإِن كان الشامُ ظَرْفاً مَخْصُوصاً شَبَّهوه بالمكان المُبْهَم إِذ كان يَقَعُ عليه المكانُ والمَذْهَبُ وحكى اللحياني إِنَّ الليلَ طوِيلٌ ولا يَذْهَبُ بنَفْسِ أَحدٍ منَّا أَي لا ذَهَب والمَذْهَب المُتَوَضَّأُ لأَنَّهُ يُذْهَبُ إِليه وفي الحديث أَنَّ النبي صلى اللّه عليه وسلّم كان إِذا أَراد الغائطَ أَبْعَدَ في المَذْهَبِ وهو مَفْعَلٌ من الذَّهابِ الكسائي يقالُ لمَوضع الغائطِ الخَلاءُ والمَذْهَب والمِرْفَقُ والمِرْحاضُ والمَذْهَبُ المُعْتَقَد الذي يُذْهَبُ إِليه وذَهَب فلانٌ لِذَهَبِه أَي لمَذْهَبِه الذي يَذْهَبُ فيه وحَكى اللحياني عن الكسائي ما يُدْرَى له أَينَ مَذْهَبٌ ولا يُدْرَى لَهُ ما مَذْهَبٌ أَي لا يُدْرَى أَين أَصلُه ويقال ذَهَبَ فُلانٌ مَذْهَباً حَسَناً وقولهم به مُذْهَب يَعْنون الوَسْوَسَة في الماءِ وكثرة استعمالِه في الوُضوءِ قال الأَزْهَرِيُّ وأَهلُ بَغدادَ يقولون للمُوَسْوِسِ من الناس به المُذْهِبُ وعَوَامُّهم يقولون به المُذْهَب بفَتح الهاء والصواب المُذْهِبُ والذَّهَبُ معروفٌ وربما أُنِّثَ غيره الذَّهَبُ التِّبْرُ القِطْعَةُ منه ذَهَبَة وعلى هذا يُذَكَّر ويُؤَنَّث على ما ذُكر في الجمعِ الذي لا يُفارِقُه واحدُه إِلاَّ بالهاءِ وفي حديث عليٍّ كرّم اللّه وجهه فبَعَثَ من اليَمَنِ بذُهَيْبَة قال ابن الأَثير وهي تصغير ذَهَبٍ وأَدْخَلَ الهاءَ فيها لأَنَّ الذَّهَب يُؤَنَّث والمُؤَنَّث الثُّلاثيّ إِذا صُغِّرَ أُلْحِقَ في تصغيرِه الهاءُ نحو قُوَيْسَةٍ وشُمَيْسَةٍ وقيل هو تصغيرُ ذَهَبَةٍ على نِيَّةِ القِطْعَةِ منها فصَغَّرَها على لفظِها والجمع الأَذْهابُ والذُّهُوبُ وفي حديث عليّ كرّم اللّه تعالى وجهه لو أَرادَ اللّه أَن يَفْتَحَ لهم كنوزَ الذِّهْبانِ لفَعَل هو جمعُ ذَهَبٍ كبَرَقٍ وبِرْقانٍ وقد يجمع بالضمِّ نحو حَمَلٍ وحُمْلانٍ وأَذْهَبَ الشيءَ طلاه بالذَّهَبِ والمُذْهَبُ الشيءُ المَطْليُّ بالذَّهَب قال لبيد
أَوْ مُذْهَبٌ جَدَدٌ على أَلْواحِهِ ... أَلنَّاطِقُ المَبْرُوزُ والمَخْتُومُ
ويروى على أَلواحِهِنَّ النَّاطِقُ وإِنما عَدَل عن ذلك بعض الرُّواةِ اسْتِيحاشاً من قَطْعِ أَلِفِ الوَصْل وهذا جائِزٌ عند سيبويه في الشِّعْرِ ولاسِيَّما في الأَنْصافِ لأَنها مواضِعُ فُصُولٍ وأَهلُ الحِجازِ يقولون هي الذَّهَبُ ويقال نَزَلَت بلُغَتِهِم والذين يَكنِزُونَ الذَّهَبَ والفضة ولا يُنْفِقونها في سبيل اللّه ولولا ذلك لَغَلَبَ المُذَكَّرُ المُؤَنَّثَ قال وسائِرُ العَرب يقولون هو الذَّهَب قال الأَزهري الذَّهب مُذَكَّر عندَ العَرَب

الصفحة 1522